الكاتب : سعود عبدالقادر الاحمد

 
اتخذت الحكومات إجراءات لازمة فضلا عن الخسائر الناجمة إثر اغلاق المرافق العامة و الحيوية، وقد لا تكون الإجراءات كافية جدا لوقف تراجع النمو الاقتصادي في دول العالم، فقد خفضت البنوك المركزية في العديد من البلدان، بما فيهم بريطانية وامريكا، أسعار فائدة القروض، ومن المفترض أن يؤدي ذلك، نظريًا، إلى جعل الاقتراض أرخص ثمناً ويحفز الإنفاق على تعزيز الاقتصاد، وقد وصف ال(imf) صندوق النقد الدولي  "الركود الاقتصادي" الذي نعيشه في الوقت الحالي، بأنه الأسوأ منذ ازمة "الكساد الكبير" التي حدثت في أوائل القرن العشرين، وادت جائحة كورونا الى تدمير الاقتصاد العالمي، فقد تعطلت الصين من سلاسل التوريد العالمي، وفي أمريكا سجل أكثر من أربعين مليون امريكي على إعانات البطالة بسبب فقدان وظائفهم، و أعداد المسرحين عن العمل تتصاعد في جميع انحاء العالم.
وفي تقرير معهد التمويل الدولي، بين ان دول مجلس التعاون الخليجي يواجه أسوأ ازمة اقتصادية في تاريخها، والمتوقع ان يتسع العجز الكلي الى 10.3% من الناتج المحلي الإجمالي مقارنة ب2.5% في سنة 2019، حيث انخفض نمو الناتج المحلي في الكويت من 2.8% الى 0.8%، وقال المعهد في تقريره المتشائم ان حالات إغلاق النشاطات الاقتصادية وانهيار أسعار النفط وتعطل سلاسل التوريد كلها أدت الى الركود في منطقة شرق الأوسط، وان البيانات الاخيرة تشير الى ان الانخفاض في نمو الاقتصاد العالمي وصل الى القاع، ومع نظرة تفاؤلية من توقعات انتعاش كبير في الأشهر القادمة في حال تخفيف قيود الاغلاق، بهدف التحرك نحو الخروج المرحلي والتدرج بالعودة الى الحياة الطبيعية.
ولا شك ان فرض الحجر المنزلي كإجراء هو امر وقائي تجنبا للفيروس، ولكن ايضا له أثر نفسي يثير الاضطراب على صحة الناس، وخاصة سكان المناطق المعزولة بالحظر الكلي، فهم محجور عليهم قرابة الثلاثة شهور، ومعظمهم مغتربون للقمة العيش، ونعلم ان فيروس كورونا خطير، ولكن استمرار الحجر واغلاق المرافق العامة و الحيوية وتوقف العجلة الاقتصادية، هو الأخطر!
لذلك نرجو التعجيل بفتح الحظر قريبا، مع الاخذ بعين الاعتبار الالتزام بالتعليمات الصحية بمراعاة تدابير السلامة والتباعد الاجتماعي، ووضع اولوية بإعداد دراسة علمية لإنهاء كارثة التركيبة السكانية المهترئة، وإخماد حريق البطالة لإنقاذ آلاف الوظائف من مخاطر التفنيش، واقتلاع المآسي من جذورها، التي عاناها المجتمع الكويتي بسبب جشع تجار الإقامات وأصحاب النفوس والمصالح الدنيئة، الذين خلقوا من كل شيء جميل بيئة فاسدة على مر العقود المتراكمة، وإحياء الاقتصاد تدرجا كما فعلت دول الخليج وبريطانيا وامريكا.
برودكاست:
مسالة "البدون" طال عمرها وقصر حلها، فهم جزء من النسيج الكويتي، وهم خير انتماء وولاء لهذه الأرض الطيبة، ويجب اتخاذ قرار بإنهاء معاناتهم، وان يعطى كل ذي حق حقه، لعدم توارث المشكلة للأجيال القادمة.