سأل أستاذ مادة القانون طالباً: ما اسمك؟ فأجاب الطالب: عبدالله، فقام الأستاذ بطرده من دون سبب، حاول عبدالله الدفاع عن نفسه، فنهره الأستاذ واخرجه من قاعة المحاضرات، فخرج عبدالله وهو يشعر بالظلم وبقية الطلاب صامتون، ثم بدأت المحاضرة وسأل الأستاذ الطلاب: لماذا تم وضع القوانين؟ وقالت احدى الطالبات: لضبط تصرفات الناس، وقال طالباً آخر: حتى تُطبق، وقال طالباً ثالث: حتى لا يجور القوي على الضعيف، فقال الأستاذ: صحيح، ولكن هذا غير كافٍ، فرفعت طالبة يدها وأجابت: حتى يتحقق العدل، فقال الأستاذ: نعم هذا هو الجواب، لكي يسود العدل، الآن ما الفائدة من العدل؟ فأجاب طالباً: لكي تحفظ الحقوق ولا يظلم احداً، فقال الأستاذ: الان اجيبوا بلا خوف، هل انا ظلمت زميلكم عبدالله عندما طردته؟ فقال الجميع: نعم، فقال الأستاذ وهو غاضب: لماذا سكتم ولم تفعلوا شيء!!
 ما الفائدة من القوانين إن لم نملك الشجاعة لتطبيقها، فان سكتنا حين يتعرض أحد للظلم ولم ندافع عنه، نفقد انسانيتنا، والإنسانية غير قابلة للتفاوض، ثم نادى الأستاذ الطالب الذي طرده، واعتذر له أمام الطلبة وقال: هذا هو درسكم اليوم، وعليكم ان تحققوا في مجتمعكم ما خلقتم من أجله، فالسكوت عن الظلم هو الطريق الممهد للعبودية والذل، والعدالة في بعض المجتمعات لا تمنح وانما تنتزع.
المفهوم العام للعدالة هو تحقيق التوازن بين جميع أفراد المُجتمع من حيث الحقوق، المساواة، تكافؤ الفرص وفرص العمل، حقوق سياسية واقتصادية، مدنية وقضائية، وأهمية العدالة الشعور بالإنصاف والرضا بين أفراد المجتمع، على عكس ما يمكن أن يُخلّفه الظلم، فتُنتزع صفات الحقد والكراهية والحسد، لتحل محلها صفات الاحترام والمودة. 
هناك أربعة أنواعٍ رئيسية للعدالة، عدالة التوزيع، وهي الإنصاف فيما يتلقاه الناس، وتهدف إلى خلق فرص متساوية ومنصفة للجميع، لبناء حياة كريمة ومنتجة وخلاقة، العدالة الإجرائية، هي تطبيق الأحكام والقرارات وفق إجراءات عادلة، العدالة التصالحية، هي إعادة الأمور إلى ما كانت عليه، وأبسط شكلٍ لها هو تعزيز إرساء السلم الاجتماعي، وهو ما تحث عليه الشريعة الإسلامية، من خلال قيم الصلح والتصالح والعفو، والعدالة الرجعية، حيث تعمل على مبدأ العقوبات، وتهدف إلى ردع المجرمين عن ارتكاب مخالفاتٍ في المستقبل.
إن جميع الديانات السماوية حرصت على تحقيق العدالة في كافة العصور، كذلك الدين الإسلامي، لقد جاء لإخراج الناس من الظلمات إلى النور، بقول الله تعالى: {وَأُمِرْتُ لأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ}، فأيّ أمة من الأمم طالما أقامت العدالة على أرضِها، أيّدها الله تعالى بنصر منه وثبات في الدنيا والآخرة، وقال الإمام ابن تيميةَ رحمه الله : "إنَّ الله يقيم الدولةَ العادلة وإن كانَت كافرة، ولا يقيمُ الدولة الظالمةَ وإن كانت مسلمة"، وبالتالي فإنّ العدالة هي أمر ربانيّ على جميع الناس بلا استثناء، والظلم عاقبته وخيمة في الدنيا والآخرة.
برودكاست: 
يقول جاسم الجزاع: ‏يا سعد ...يا سعد ... 
لا يغرنّك أنك خال رســول الله !
فإن الله "لا يمحو السيء بالسيء"
عمر بن الخطاب مُخاطباً سعد بن أبي وقاص بعد توليته للقيادة الكبرى في العراق .
" في منظومتنا الاسلامية الادارية .. الكفاءة هي المعيار الوحيد للتعيينات، وليس هناك أحد فوق المُساءلة "