عزت حامد
وضعت وفاة كبير المفاوضين الفلسطينيين، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، صائب عريقات، السلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس أمام تحدي اختيار خليفة لعريقات في هذين المنصبين المهمين. 
وتشير عدد من التقارير الصحفية الفلسطينية إلى دقة هذه القضية ، وعلى سبيل المثال اشارت صحيفة الرسالة الفلسطينية ، المقربة من حركة حماس ، هذه القضية. 
وقالت الصحيفة في تقرير لها إلى أن هناك عدد من الشخصيات السياسية المرشحة الآن لشغل هذا المنصب ، وعلى رأس هذه الشخصيات ماجد فرج رئيس جهاز المخابرات الفلسطيني ، بالاضافة إلى نبيل شعث الممثل الشخصي لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس. 
وأشارت تقارير صحفية إلى أن حركة فتح ترفض وبشدة تلك التصريحات ، خاصة وأن الصحيفة المقربة من حركة حماس أشارت إلى وجود خلافات بين أعضاء فتح حول خليفة عريقات ، الأمر الذي يزيد من دقة المشهد السياسي برمته الآن. 
اللافت أن حركة حماس أشارت إلى أن المسؤول عن هذه المعلومات هي قيادة حركة حماس في غزة ، وهي القيادة التي اشارت إلى وجود خلافات سياسية بين نائب رئيس حركة فتح جبريل الرجوب وماجد فرج ونبيل شعث لتنافسهم على هذا المنصب. 
واشارت عدد من الصحف الفلسطينية المقربة من حركة حماس إلى أن ما كتب ليس إلا منشورات  دعائية كاذبة، قائلة في ذات الوقت أن المؤسف هو نشر هذا التقرير في الوقت الذي كانت فيه المحادثات السياسية بين فتح وحماس دائرة في بوساطة مصرية ولا تزال مستمرة.
وتشير تقارير صحفية فلسطينية إلى تصاعد دقة المشهد السياسي خاصة مع حساسية المناصب التي كان عريقات يتقلدها ، خاصة منصب أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ، نظرا لأم من سيتولى هذا المنصب يمكن أن يخلف رئيس المنظمة، إن كان بشكل مؤقت في حال غيابه، أو بشكل دائم كما جرى الأمر عندما كان محمود عباس أميناً لسر المنظمة وأصبح رئيسها بعد وفاة الرئيس ياسر عرفات. وتزداد أهمية هذا المنصب حالياً أنه يعني ضمنياً في حال تولاه عضو ينتمي لحركة "فتح" بأنه سيكون المرشح الأقوى لرئاسة منظمة التحرير، وربما السلطة، وبالتالي سيدخل رسمياً في معركة "خلافة الرئيس محمود عباس".
اللافت أن منصب أمانة سر منظمة التحرير يحظ بعدد من المتنافسين، إلا أن رئاسة دائرة شؤون المفاوضات لا تحظى بذات الكم من المرشحين. 
وتطفو على السطح بعض الأسماء لملء منصب رئيس دائرة شؤون المفاوضات، أبرزها رئيس جهاز المخابرات ماجد فرج، بالإضافة إلى نائب رئيس الحركة ورئيس أتحاد كرة القدم جبريل الرجوب.
ويُعتبر رئيس جهاز المخابرات ماجد فرج أكثر الأسماء السياسية المطروحة لتولي ملف المفاوضات مع الاحتلال. وعلى الرغم من ابتعاده عن المشهد الإعلامي والمشادات الكلامية التي تدور أحياناً بين القيادات الفلسطينية، إلا أن فرج يُعتبر الرجل الأقوى في الضفة الغربية في السنوات العشر الماضية وما زال، والأكثر قرباً من الرئيس الفلسطيني، وسبق أن شارك في اللقاءات المعروفة بالاستكشافية أو لقاءات "التقريب" التي تمت إبان محاولة وزير الخارجية الأميركي السابق جون كيري في عهد باراك أوباما استئناف المفاوضات عام 2014، وتم تكليفه من قبل عباس هو وعريقات لتسليم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رسالة عام 2012، حول شروط العودة للمفاوضات.
والمعروف إن فرج تدرج في المناصب الأمنية ، كما أن لديه علاقات جيدة مع الأميركيين، ويجيد اللغة العبرية بحكم سنوات اعتقاله الست في سجون الاحتلال.