سعود عبدالقادر الأحمد

“ إذا كنت عاجزاً عن مواجهة الباطل فليس من الحكمة إضعاف من يطالب بالحق” .. فيصل اليحيى
تسارعت وتيرة المتغيرات في المشهد السياسي الكويتي على نحو غير مسبوق، وفي فترة زمنية قصيرة جداً، تفاقمت الأحداث منذ بداية دور انعقاد الجلسة الافتتاحية للمجلس، بدءاً من التصويت على الرئاسة، فقد أعلن 42 نائباً من خلال حساباتهم في تويتر عدم الإدلاء بأصواتهم للرئيس السابق، وجرت المنافسة على الرئاسة بين الغانم والحميدي في عملية انتخاب سرية، انتهت بفوز صادم للغانم بـ 33 صوتاً مقابل 28 للحميدي.
واعتقد لو كان الانتخاب علنياً لأصبح الحميدي رئيساً، ويبدو أن بعض الأصوات التي أعلنت تزكيتها بالعلن، قد غيرت رأيها معتمدة على سرية التصويت، إلى جانب أصوات الوزراء والنواب الموالين للحكومة، حيث ملأ الجمهور مقاعد البرلمان وانتفض لحظة فوز الرئيس، وشهدت الجلسة مشاحنات حادة من قبل بعض الجمهور أدت إلى سلوكيات للأسف لا تنم عن مجتمعنا الإسلامي، مما اضطر المجلس إلى تشكيل لجنة تحقيق بطلب من الأعضاء، إلا أن اللجنة لم تر النور، وجاءت الحكومة في بيانها تعرب عن ارتياحها إزاء ما انتهت إليه الجلسة، وكان هذا البيان بداية الأزمة الطويلة مع نواب الأمة و”القشة التي قصمت ظهر البعير”. 
البعض يتكلم عن العدالة والقانون، يريد تطبيقها على تجمع النواب في الوقفة التضامنية للدكتور الفاضل بدر الداهوم، وهو لم يطالب بتطبيق القانون على خلفية ما حدث من انتهاكات في الجلسة الافتتاحية، الانتقائية المقيتة في تطبيق القانون خطيئة، وهو مؤشر صريح وخطير على غياب الحصافة والحكمة لإدارة بدأت ملامحها بالإخلال في ميزان العدالة وتطبيق القانون على الجميع، ونذكر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قال: “إنما أهلك الذين قبلكم، أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد. «صحيح البخاري» 
لماذا البعض يضع اللوم على المعارضة ويصفهم بالمؤزمين، رغم أنهم يمارسون أدواتهم وفق الدستور، ويطالبون في رفع الظلم عن من حارب الفساد ودفع ثمن التصدي له، ولا يضعون اللوم على من عطل التنمية طوال الـ 8 سنوات الاخيرة ؟ فكانت المجالس السابقة في أحضان الحكومة، نتيجة المقاطعة والصوت الواحد، ماذا جنينا من ثمارها ؟ هناك ‏أحكام فرقت الصالحين عن أرضهم  وأهلهم، ومع الأسف البعض من أبناء وطني تحجرت قلوبهم من الإنسانية وفعل الخير، يبحثون فقط عما يهدم الوحدة الوطنية.. وهذا ليس من شيم الأخلاق، ولو كان خصماً واختلفنا معه فيجب إنصافه، ونذكر بقول النبي صلى الله عليه وسلم: “إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق”. 
الكويت أكبر من الجميع، وضمائرها الوطنية المخلصة لن تتوانى لحظة عن الدفاع عن أمن البلد ومصالحه وأمواله، فأنا متضامن مع المبادئ والقيم والأفكار التي يحملها الإصلاحيون والشباب الوطني الحر في محاربة كافة مظاهر الفساد في كل مكان وزمان، وأحلم بكويت أفضل، وجيل جديد بعيد كل البعد عن العنصرية. 
إضاءة 
 ‏يقول الشاعر اليمني عبدالله البردوني :
لا تَحسَبِ الأرضَ عَن إنجَابِها عَقِرتْ
مِن كُلِّ صَخرٍ سَيأتِي لِلفِدا جَبَلُ
فَالغصنُ يُنبتُ غصناً حِينَ نَقطعُهُ 
والليلُ يُنجبُ صُبحًا حِينَ يَكتمِلُ
سَتمطِر الأرضُ يَوماً رغمَ شِحّتِهَا
ومِن بطُونِ المَآسِي يُولدُ الأمَلُ ... 
  سعود عبدالقادر الأحمد