تعيش مصر شهر رمضان في كل عام بشكل مختلف وطقوس مميزة وعادات تضفي أجواء فريدة من البهجة يستمتع بها كل من شهد الاحتفال بالشهر الفضيل في القاهرة وشارك المصريين تفاصيل أيام رمضان المليئة بالبهجة والفرح.
وعبر أثير الراديو والتلفزيون وعلى ألسنة الكل كباراً وصغاراً تتردد أغنية: «وحوي يا وحوي»، ملخصة ومنذ أولى ليالي الشهر خصوصية الطقوس. وتعني «وحوي يا وحوي» وهي كلمات فرعونية قديمة، وفق بعض الروايات «أهلاً ومرحباً»، فيما كلمة «إيوحة» مرتبطة باسم الملكة «إياح حتب» والدة الملك أحمس.
وتبدأ الاستعدادات لاستقبال رمضان قبل نحو شهر من حلوله حسب صحيفة “البيان”، إذ تضاء الميادين والشوارع والحارات، فيما يحرص الأهالي على تعليق الزينة بتصميماتها المختلفة وألوانها الزاهية على منازلهم وفي الشرفات، إعلاناً عن بدء العد التنازلي لحلول الشهر الفضيل.
ويطوف شباب الحي برفقة مجموعة من الأطفال، على السكان، لجمع ما تيسر من مبالغ مالية، لشراء أدوات الزينة والأضواء، في طقس سنوي مميز.، فيما تمتلئ الميادين بإعلانات مسلسلات رمضان، وتتسابق القنوات على «الحصريات»، وترتبط الدراما الرمضانية المصرية، ولا تزال، في أذهان العالم العربي بما لها من حضور وخصوصية. وفيما تبدأ الأسر في تنظيف المنازل، وتعليق الفوانيس على الشرفات، يشرع رب الأسرة في شراء «ياميش رمضان» الذي يتكون من التمر واللوز والزبيب والفستق وقمر الدين والعصائر.
ومن أبرز التفاصيل التي تميز الشارع المصري في رمضان، انتشار موائد الرحمن التي يقيمها الميسورون لإفطار الفقراء، أو من تضطرهم الظروف للوجود في الشارع خلال وقت الإفطار. كما ارتبط رمضان في أذهان المصريين بـ«المسحراتي» وهي مهنة شعبية، تعتمد على كلمات وأناشيد وطقوس بسيطة لرجل يظهر طوال ليالي الشهر حاملاً طبلاً وعصا يطرق بها، منادياً بصوت جهوري ليوقظ النائمين لتناول السحور، مردداً أغانٍ وأناشيد مأثورة. ويعتبر فانوس رمضان، المعلم الأساسي للشهر الفضيل بأشكال شتى، وأنماط متعددة لكل منها اسم، تضيء وتغني، تضاء بالبطارية ومصباح صغير أو بالشمعة، وتكون أحياناً على شكل عصفورة أو جامع، أو غير ذلك من الأشكال الجاذبة. وفيما تنتشر الخيام الرمضانية في عديد من الأندية والفنادق والأماكن الشهيرة، تشهد الأندية وقصور الثقافة المنتشرة في جميع أنحاء الجمهورية، نشاطات مماثلة. ويحفل رمضان بصور مختلفة للتكافل، مثل شنطة رمضان، تحتوي على عديد من المؤن الغذائية، والتي يتم توزيعها مجاناً على الفقراء في جميع أنحاء البلاد. وتجتمع العائلات المصرية على الإفطار، وسط أجواء أسرية مفعمة بالود والمحبة والألفة، وتتداخل أصوات مكبرات الصوت في صلاة القيام لتخلق أجواء إيمانية فريدة في الشهر الفضيل. وتتميز عدة أماكن بأجوائها المميزة في مصر خلال شهر رمضان، من بينها مناطق القاهرة القديمة، فيما يعتبر حي الحسين وخان الخليلي، أحد أبرز هذه المناطق، إلى جانب منطقة الأزهر وشارع المعز، فضلاً عن وجود مساجد وبازارات وحوانيت ومقاهٍ قديمة وطقوس احتفالية خاصة.