قضت محكمة جنايات مصرية أمس باعدام 11 متهما في احداث عنف دام وقعت عقب مباراة لكرة القدم في «ستاد بورسعيد» (شمال شرق) بين فريقي المصري والاهلي وراح ضحيتها 74 من مشجعي الاهلي في فبراير 2012.
واحالت المحكمة الى المفتي اوراق المتهمين ال 11، وجميعهم من مشجعي النادي المصري ومن بينهم اثنان يحاكمان غيابيا اذ انهما هاربان.
وتعد احالة اوراق المتهمين الى المفتي اجراء روتينيا في مصر اذ يقضي القانون بموافقة مفتي الجمهورية على اي حكم بالاعدام وجرى العرف ان يؤيد الاخير قرارات القضاء. وقررت المحكمة النطق بالحكم في 30 ايار/مايو المقبل على باقي المتهمين في القضية البالغ عددهم اجمالا 73 ومن بينهم 9 قيادات من مديرية أمن بورسعيد و3 من مسؤولي النادي المصري انذاك.
ويحق للمتهمين الطعن مرة اخرى على الحكم الجديد عند صدوره امام محكمة النقض التي يمكنها قبول الطعن وفي هذه الحالة تقوم هي نفسها بنظر القضية واصدار حكم بات فيها.
ومأساة ملعب بورسعيد التي وقعت عقب مباراة بين فريقي المصري (البورسعيدي) والاهلي في الاول من فبراير 2012 في ظل حالة الانفلات الامني التي صاحبت اطاحة الرئيس المصري الاسبق حسني مبارك قبلها بعام هي اسوأ كارثة رياضية من هذا النوع في مصر.
وكانت محكمة النقض الغت حكما سابقا صدر في نفس القضية في 9 اذار/مارس 2013 وقررت اعادة المحاكمة.
وقضى الحكم الملغي بالإعدام بحق 21 متهما وبالسجن المؤبد 25 عاما بحق 5 متهمين، والسجن 15 عاما لـ 10 آخرين بينهم عبد الله سمك، مدير أمن بورسعيد الأسبق.
 كما قضت المحكمة بالسجن 10 سنوات بحق 6 متهمين، و5 سنوات لمتهمين اثنين، وسنة مع الشغل لمتهم، فيما أصدرت أحكاما بالبراءة بحق 28 متهما.
وعقب مأساة بورسعيد وجهت اتهامات الى الشرطة المصرية بالامتناع عمدا عن التدخل لحماية مشجعي كرة القدم انتقاما من رابطتي مشجعي ناديي الاهلي والزمالك “التراس اهلاوي” و”التراس وايت نايتس” اللذين غالبا ما يصطدمان برجال الشرطة في المبارات كما انهما شاركا بكثافة في الثورة على حسني مبارك في العام 2010.
وبعد مأساة بورسعيد منعت السلطات حضور الجمهور في كل المباريات المحلية.
وعندما قررت الحكومة المصرية فتح الملاعب مجددا للجمهور اعتبارا من الثامن من فبراير الماضي وقعت فاجعة جديدة امام ملعب الدفاع الجوي في القاهرة.
ففي ذلك اليوم وفي اول مباراة بحضور الجمهور في دوري كرة القدم بين فريقي الزمالك وانبي قتل 19 من مشجعي فريق الزمالك في تدافع بدأ اثر اطلاق الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق مشجعين خارج ملعب الدفاع الجوي في القاهرة.
وبحسب روايات بعض الشهود فان الضحايا سقطوا عندما وجدوا انفسهم محصورين في ممر ضيق محاط بسور حديدي وهو الطريق الذي كان يتعين عليهم السير فيه للوصول الى البوابة الوحيدة للملعب المفتوحة امامهم.
ولكن الشرطة ترفض هذه الرواية وتتهم المعارضة الاسلامية بتدبير اعمال العنف امام الملعب. وبدأت السبت محاكمة 16 متهما في هذه الاحداث.