شهدت حياة أمير البلاد الراحل الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح “رحمه الله” مسيرة حافلة بالعطاء والتضحيات في سبيل رفعة البلاد وعزتها وازدهارها.
وبعد مسيرة مشرفة وتاريخ مجيد من المبادرات ومحطات متميزة من المناصب الرسمية انتقل سمو أمير البلاد إلى جوار ربه عن عمر ناهز 86 عاماً مسطراً بأحرف من نور مواقف وطنية ستبقى شاهداً على رؤيته السديدة وحكمته البالغة.
وبوفاة سموه فقدت الكويت أحد رجالاتها المخلصين الذين أسهموا على مدار العقود الماضية في صنع تاريخها وبناء مجدها وإعلاء رايتها وقادوا سفينتها على الرغم من التحديات الجسيمة إلى شواطئ الأمن والأمان والاستقرار.
وقد نعى الديوان الأميري، أمس، إلى الشعب الكويتي والأمتين العربية والإسلامية وشعوب العالم الصديقة وفاة المغفور له بإذن الله تعالى سمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح “رحمه الله».
وكان سموه قد تولى مقاليد الحكم في البلاد في 29 سبتمبر عام 2020 خلفاً لأخيه أمير البلاد الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح “طيب الله ثراه” ليصبح الحاكم السادس عشر للبلاد وفقاً للدستور وأحكام قانون توارث الإمارة.
وفي ذلك اليوم، اجتمع مجلس الوزراء ونادى بسمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح أميراً للبلاد باعتبار سموه ولياً للعهد ووفقاً لأحكام الدستور الكويتي والمادة الرابعة من القانون رقم 4 لسنة 1964 في شأن أحكام توارث الإمارة بما عرف عن سموه من حكمة وعفة وإخلاص وتفان لكل ما فيه رفعة الكويت ومصلحتها وأمنها وازدهارها.
وتوج سموه أميراً للبلاد بعد نحو 58 عاماً من العطاء في مناصب عدة خدم خلالها الكويت في عهد عدد من أمرائها الكرام ونال تزكيتهم وثقتهم جميعاً، بدأها بتعيينه محافظاً لمحافظة حولي ثم وزيراً للداخلية ثم وزيراً للدفاع فوزيراً للشؤون الاجتماعية والعمل ثم نائباً لرئيس الحرس الوطني فنائباً لرئيس مجلس الوزراء ووزيراً للداخلية.
وكانت محطة سموه الأخيرة قبل توليه مسند الإمارة هي ولاية العهد وفقاً للأمر الأميري الذي أصدره الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح في السابع من فبراير عام 2006 بتزكية سموه لولاية العهد لما عهد فيه من صلاح وجدارة وكفاءة تؤهله لتولي هذا المنصب واستمر فيه 14 عاماً سنداً أميناً للأمير الراحل ومشاركاً في اتخاذ القرارات التي تسهم في تطور البلاد والمحافظة على استقرارها.
وفي 30 سبتمبر عام 2020، أدى سمو الشيخ نواف الأحمد اليمين الدستورية أميرا للبلاد أمام جلسة خاصة لمجلس الأمة وفق المادة (60) من الدستور التي تنص على أن “يؤدي الأمير قبل ممارسة صلاحياته في جلسة خاصة لمجلس الأمة اليمين الآتية: “أقسم بالله العظيم أن أحترم الدستور وقوانين الدولة وأذود عن حريات الشعب ومصالحه وأمواله وأصون استقلال الوطن وسلامة أراضيه».
وقد ولد سموه في 25 يونيو عام 1937 وكان الابن السادس من الأبناء الذكور للأمير الراحل الشيخ أحمد الجابر الصباح أمير الكويت العاشر “طيب الله ثراه” الذي تولى الحكم في الكويت ما بين عامي 1921 و1950 وكان القدوة لأبنائه وللحكام الذين أتوا بعده.
وكان لسموه منذ استقلال البلاد بصمة واضحة في العمل السياسي ففي 12 فبراير عام 1962 عينه الأمير الراحل الشيخ عبدالله السالم الصباح “طيب الله ثراه” محافظاً لحولي وظل في هذا المنصب حتى 19 مارس عام 1978 عندما عين وزيراً للداخلية في عهد الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح “طيب الله ثراه” حتى 26 يناير 1988 عندما تولى وزارة الدفاع.
وبعد تحرير الكويت من الغزو العراقي الغاشم عام 1991، تولى سمو الشيخ نواف الأحمد “رحمه الله” حقيبة وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل في 20 أبريل 1991 واستمر في ذلك المنصب حتى 17 أكتوبر 1992.
وفي 16 أكتوبر 1994 تولى سموه منصب نائب رئيس الحرس الوطني واستمر فيه حتى 13 يوليو 2003 عندما تولى وزارة الداخلية، ثم صدر مرسوم أميري في 16 أكتوبر من العام ذاته بتعيين سموه “رحمه الله” نائباً أول لرئيس مجلس الوزراء ووزيراً للداخلية وبقي في هذا المنصب حتى تعيينه وليا للعهد في عام 2006.
وخلال الأعوام الثلاثة الماضية، شهدت البلاد في عهد سموه “رحمه الله” إكمالاً لمسيرة البناء والعطاء التي بدأها أسلافه الكرام، كما شهدت خططاً جديدة في إدارتها تعتمد فيها على معطيات الحاضر لبناء مستقبل زاهر تواكب فيه مستجدات العصر وتطوراته وتتبوأ المكانة التي تستحقها عربياً وإقليمياً وعالمياً.
ولطالما أكد سموه “رحمه الله” في مناسبات عدة حرصه على الحفاظ على الوحدة الوطنية باعتبارها السياج الذي يحمي الكويت والكويتيين والحصن لمجابهة الشدائد ومواجهة التحديات وضرورة المضي في عملية الإصلاح ودفع عملية التنمية في البلاد.
وكان سمو أمير البلاد يتميز بالحرص الشديد على التمسك بالدستور وتعزيز المسيرة الديمقراطية الرائدة وترسيخ الفضائل والقيم الحميدة ويؤمن بأهمية وحدة وتكاتف أبناء الكويت باعتبار أن قوة الكويت في وحدة أبنائها وأن تقدمها وتطورها مرهون بتآزرهم وتلاحمهم ووحدتهم وتفانيهم وإخلاصهم في أعمالهم.
وشغلت القضايا المحلية الاهتمام الأكبر لدى سموه “رحمه الله” نظراً لما عرف عنه من اهتمام بالغ بالتفاصيل التي تتعلق بشؤون الوطن وأمور المواطنين لاسيما ما يتعلق بالأمور الخاصة بالسلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية.
وكان سموه يزود الجهات المعنية بالعمل على كل ما يسهم في دفع عملية التنمية في البلاد وتعزيز قدرات الكوادر الوطنية في شتى المجالات وتحفيز القطاعات الاقتصادية المتنوعة وخلق فرص استثمارية تنافسية ورعاية الشباب وتأهيلهم بأفضل الوسائل العلمية والأكاديمية ودعم قطاعات التعليم والصحة والاسكان.
واستمر سموه “رحمه الله” في النهج الذي سارت عليه الكويت فيما يخص علاقاتها مع أشقائها العرب فكان يحرص على التنسيق مع القادة العرب في كل ما يخص القضايا العربية والتعاون البناء معهم لحل المشكلات التي تواجه الأمة العربية مع التركيز على القضية الفلسطينية باعتبارها قضية العرب الأولى.
وسار سمو أمير البلاد في علاقات الكويت مع دول العالم على النهج الذي لطالما عهدته الكويت طوال العقود الماضية من حيث احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية والتمسك بالشرعية الدولية والحفاظ على الأمن والسلم الدوليين وحل وتسوية النزاعات بين الدول عبر الحوار والطرق السلمية.
لقد رحل سمو أمير البلاد بجسده لكن إنجازاته البارزة ستظل مدونة في تاريخ الكويت وستبقى عطاءاته خالدة في مسيرتها وإسهاماته ومبادراته منارة للأجيال تستهدي بها لتكمل المسيرة التي بدأها وأسلافه الكرام في بناء الوطن ورفعته وازدهاره.
 

خادم الحرمين الشريفين وولي عهده: مسيرة حافلة

 أعرب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان عن تعازيهما لدولة الكويت والأمتين العربية والإسلامية في وفاة حضرة صاحب السمو أمير البلاد الراحل الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح الذي انتقل إلى جوار ربه أمس السبت.
وذكر الديوان الملكي السعودي في بيان أن خادم الحرمين الشريفين وولي العهد رئيس مجلس الوزراء تلقيا «ببالغ الحزن وعظيم الأسى نبأ وفاة صاحب السمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته».
وأعربا بحسب البيان عن بالغ التعازي وصادق المواساة لعائلة آل صباح وللشعب الكويتي الشقيق وللأمتين العربية والإسلامية في وفاة سمو أمير البلاد الراحل «بعد مسيرة حافلة بالإنجاز والعطاء».وأكدا مشاركتهما والشعب السعودي أشقاءهم في دولة الكويت الأحزان سائلين الله العلي القدير «أن يلهم الأسرة الكريمة والشعب الكويتي الشقيق الصبر والسلوان في هذا المصاب الجلل وأن يديم على دولة الكويت وشعبها الشقيق الأمن والاستقرار والرخاء والازدهار».
ونعى الديوان الأميري في وقت سابق اليوم ببالغ الحزن والأسى إلى الشعب الكويتي والأمتين العربية والإسلامية وشعوب العالم الصديقة وفاة المغفور له بإذن الله تعالى حضرة صاحب السمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الذي انتقل إلى جوار ربه اليوم السبت الموافق الثالث من جمادي الاخر 1445 هجري السادس عشر من ديسمبر 2023.وأعلن مجلس الوزراء الحداد الرسمي لمدة أربعين يوما وإغلاق الدوائر الرسمية لمدة ثلاثة أيام تنتهي مساء الثلاثاء المقبل. 
 
 

 قطر تعلن الحداد ثلاثة أيام: فقدنا قائداً حكيماً

 
أعلنت قطر الحداد ثلاثة أيام على وفاة حضرة صاحب السمو أمير البلاد الراحل الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح الذي انتقل إلى جوار ربه أمس  السبت.
وأكد أمير قطر الشيخ تميم بن حمد في بيان أن الأمتين العربية والإسلامية قد فقدتا برحيل المغفور له سمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح قائدا حكيما اتسمت سياسته بالإخلاص لوطنه وشعبه والحرص على تعزيز الترابط الخليجي المشترك والتفاني في مناصرة القضايا المحورية لأمتيه العربية والإسلامية ودعم الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة والعالم.ودعا أمير قطر الله عز وجل أن يتغمد الفقيد الكبير بواسع رحمته ومغفرته ويسكنه فسيح جناته مع الصديقين والأبرار ويجزيه خير الجزاء عما قدم لوطنه وأمته وأن يلهم الأسرة الحاكمة الكريمة والشعب الكويتي الشقيق الصبر والسلوان.وأمر أمير قطر الشيخ تميم بن حمد بإعلان الحداد في الدولة وتنكيس الأعلام لمدة ثلاثة أيام.وكان الديوان الأميري نعى في وقت سابق ببالغ الحزن والأسى إلى الشعب الكويتي والأمتين العربية والإسلامية وشعوب العالم الصديقة وفاة المغفور له بإذن الله تعالى حضرة صاحب السمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح الذي انتقل إلى جوار ربه أمس  السبت الموافق الثالث من جمادي الاخر 1445 هجري السادس عشر من ديسمبر 2023.وأعلن مجلس الوزراء الحداد الرسمي لمدة أربعين يوما وإغلاق الدوائر الرسمية لمدة ثلاثة أيام تنتهي مساء الثلاثاء المقبل.
 
 

رئيس الإمارات ينعى سمو أمير البلاد الراحل ويعلن الحداد 3 أيام

 
 
نعى رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد ببالغ الحزن والأسى أخاه سمو أمير البلاد الراحل الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح الذي انتقل إلى جوار ربه أمس  السبت.
ودعا الشيخ محمد بن زايد في بيان رسمي صادر عن ديوان الرئاسة المولى عز وجل أن يتغمد سمو أمير البلاد الراحل بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته ويلهم أسرة آل الصباح الكرام وشعب الكويت الشقيق جميل الصبر والسلوان.
وذكر البيان أن الشيخ محمد بن زايد أمر بإعلان الحداد لمدة ثلاثة أيام اعتبارا من اليوم السبت وتنكيس الأعلام خلالها على جميع الدوائر الرسمية داخل دولة الإمارات العربية المتحدة والسفارات والبعثات الدبلوماسية لدولة الإمارات في الخارج.
من جانبه نعى نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد سمو أمير البلاد الراحل الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح رحمه الله.وقال الشيخ محمد بن راشد في حسابه الرسمي على منصة (إكس) “عزاؤنا لأهلنا في الكويت.. ولإخواننا أسرة آل الصباح في وفاة المغفور له بإذن الله الشيخ نواف الأحمد الصباح.. خدم وطنه ستة عقود.. وأدى أمانته بكل إخلاص.. وحط رحاله عند غفور كريم.. نسأل الله له الفردوس الأعلى من الجنة.. إنا لله وإنا إليه راجعون”.
وكان الديوان الأميري نعى في وقت سابق ببالغ الحزن والأسى إلى الشعب الكويتي والأمتين العربية والإسلامية وشعوب العالم الصديقة وفاة المغفور له بإذن الله تعالى حضرة صاحب السمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح الذي انتقل إلى جوار ربه أمس  السبت الموافق الثالث من جمادي الاخر 1445 هجري السادس عشر من ديسمبر 2023.وأعلن مجلس الوزراء الحداد الرسمي لمدة أربعين يوما وإغلاق الدوائر الرسمية لمدة ثلاثة أيام تنتهي مساء الثلاثاء المقبل.