أغلق سوق الكويت للأوراق المالية (البورصة) جلسة تعاملات امس على انخفاض مع استمرار غياب المحفزات الإيجابية عن مجريات الحركة فضلا عن عزوف صناع السوق ما أدى الى تدني السيولة المتداولة لمستوياتها السابقة.
وكان لافتا في مسار الجلسة منذ البداية وحتى قرع جرس الإغلاق التردد الواضح في اتخاذ القرارات الاستثمارية الذي سيطر على أوامر العديد من المتعاملين حيث كانت تحركاتهم محكومة بالنمطية العشوائية وعدم الرغبة في التداول سواء كانت بالبيع أو الشراء إلا في حالة وجود فرص مواتية خوفا من الاصطدام بالخسائر.
وغاب عن منوال الأداء العام خصوصا في الساعة الأولى من عمر الجلسة الدخول المؤسسي كما كان في بداية الشهر الجاري حيث كان للأفراد العلامة الأبرز في مجريات الحركة حيث لم تساعد الأرباح التي حققتها بعض الشركات عن الربع الأول من 2015 في دفع السوق إلى الارتفاع.
ويبدو أن التباطؤ والحيرة التي ارتسمت على وجوه بعض المتعاملين بسبب ضبابية مسار السوق دعت البعض منهم إلى الاتجاه إلى أسواق خليجية للبحث عن فرص مواتية لتعويض الخسائر التي حققوها منذ بداية الشهر حتى تستقر الأوضاع في السوق المحلية.
وكان ملاحظا في أداء الجلسة التركيز على بعض الأسهم متوسطة القيمة لاسيما فوق ال100 فلس التي تنضوي تحت المجموعات الاستثمارية حيث استحوذت على النسبة الأكثر ارتفاعا وتداولا فضلا عن الشراء الانتقائي على بعض أسهم الشركات التشغيلية القيادية بصورة أقل مما كانت عليه خلال جلسات الاسبوع الماضي.
وأنهت مؤشرات البورصة الكويتية جلسة، امس الاثنين - ثاني جلسات الأسبوع - على تباين، بالتزامن مع استمرار سخونة الأحداث الإقليمية وعزوف المحافظ والصناديق عن الدخول والتزام الترقب والانتظار لما ستؤول إليه الأحداث، وذلك بحسب محللين.
وهبط المؤشر السعري في نهاية، جلسة اليوم، بنسبة 0.22 بالمئة إلى مستوى 6349.80 نقطة، بخسارة بلغت 14.29 نقطة، بينما صعد المؤشر الوزني بنسبة 0.26 بالمئة رابحا 1.13 نقطة، عند مستوى 429.42 نقطة، وارتفع مؤشر «كويت 15» بنحو 0.59 بالمئة، بما يوازي ربحية 6.09 نقطة عند مستوى 1038.14 نقطة.
وقال المستشار الفني للأسواق الخليجية نواف العون، «استمرت حالة التذبذب المسيطرة على المؤشرات الرئيسية لسوق الكويت للأوراق المالية مع غياب السيولة الذي نشهده بشكل مُلفت على جميع أسواق الخليج والمنطقة لما تمر به المنطقة من سخونة أحداث ساهمت في عزوف المجاميع والصناديق وكبار المضاربين عن الدخول والتزام حالة الترقب والانتظار لما ستؤول إليه الأحداث السياسية في الفترة القادمة».
وأضاف «العون» أن ما يمر به السوق الكويتي في الأسابيع القليلة الماضية من فترة إعلانات الربع الأول وانعقاد الكثير من الجمعيات العمومية للمصادقة على توصيات مجالس إدارات الشركات هي فترة تعتبر متكررة ومؤدية للتذبذب وحالة الترقب، وانخفاض معدلات السيولة اليومية الحاصل حاليا بالبورصة.
وتابع «العون»: «من أسباب استمرار التذبذب أيضا فترة الصيف واقترابها والذي كعادتها تكون سمة التداولات فيها آقل جاذبية، ويفضل الكثير من المضاربين الابتعاد عن البورصة على أن تعاود نشاطها في بداية الموسم، وغالبا ما يكون في بداية الربع الثالث سبتمبر القادم».