جدل واسع أثير بالقاهرة على مدار اليومين الماضيين حول فتوى جديدة أصدرتها جماعة الإخوان الإرهابية، بعدم جواز الإفطار في رمضان مع مؤيدي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ومؤيدي ثورة 30 يونيو (حزيران) 2013، وهي الفتوى التي لاقت استنكاراً واسعاً في صفوف الشارع المصري، بينما اعتبرها الكثيرون من بين محاولات الجماعة الإرهابية لتقسيم المصريين.

وتعليقاً على تلك الفتوى، قال مرصد التكفير والفتاوى المتطرفة التابع لدار الإفتاء المصرية، إن "تلك الفتاوى تؤدي إلى الشقاق والانقسام والنزاع داخل البيت الواحد والوطن الواحد"، موضحاً أن "شهر رمضان فرصة عظيمة لإشاعة روح المودة والتراحم بين الأهل والأقارب، وإصلاح ذات البين بين المتخاصمين، حيث تلين المشاعر لكي نصل ما انقطع من الأرحام".
وتابع المرصد في بيان سابق له "الإسلام يهدف إلى بناء مجتمعٍ متراحمٍ متعاطف متلاحم، ولما كانت الأسرة هي وحدة هذا المجتمع، فقد اهتم الإسلام بتوثيق عراها".
وبدوره، قال الباحث في شؤون الحركات الإسلامية أحمد بان، إن "فتاوى الجماعة لا تمثل سوى حالة من التيه وفقدان العقل لديها بعد كل ما مرت به من الجماعة من ضربات أمنية قاسمة لها، وملاحقات أدت إلى تراجع وجود التنظيم على المستويات المختلفة سواء فكريا أو تنظيميا أو حتى على مستوى العضوية"، مضيفاً أنه "لا يمكن فصل إصدار الفتاوى الغريبة أو غير العقلانية عن الحالة العامة التي تعيشها الجماعة والتي تصبح سمتها الأساسية الانعزال والعزلة عن باقي المجتمع بكافة أطيافه وفئاته".
وأضاف بان أن "الفتوى التي يصدرها مشايخ الجماعة أو المتعاطفين معها لا تمت للدين بأي صلة، ولا هم يهمهم أن يكون لها سند شرعي، فهم يحاولون من خلالها ترسيخ فكرة الانقسام والعزل السياسي بين أطياف الشعب الواحد في محاولة منهم لتنفيذ مخطط بدون دماء أو قتل أو تفجيرات، وكأنها حرب يشنوها ضد الدولة بكافة السبل والطرق"، موضحاً أن "الفتاوى لن تلقى أي صدى لها أو مردود جماهيري، خاصة وأن الجماعة أصبحت في حالة عزلة تامة ولم يعد الشعب المصري ينخرط معها في أي رؤى أو أنشطة".