نعت دولة الكويت وفاة صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن فيصل بن عبدالعزيز آل سعود وزير الدولة عضو مجلس الوزراء المستشار الخاص لخادم الحرمين الشريفين المشرف على الشؤون الخارجية مستذكرة مواقفه المشرفة لاسيما وقوفه الى جانب الحق الكويتي ابان الغزو العراقي عام 1990 وتحركاته الفاعلة لرفض الاحتلال والانسحاب من الأراضي الكويتية.
 وقالت الكويت ان الدبلوماسية العربية والإسلامية فقدت بوفاة المغفور له الأمير سعود الفيصل الذي وافاه الأجل يوم الخميس الماضي في الولايات المتحدة عن عمر يناهز 75 عاما فارسا نبيلا ورجلا شجاعا قضى عمره في خدمة الأمتين العربية والإسلامية والدفاع عن قضاياهما في المحافل والملتقيات الدولية والإقليمية على مدى اربعة عقود.
 وقد بعث سمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح أمس الأول ببرقية تعزية لأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية الشقيقة أعرب فيها سموه عن خالص تعازيه وصادق مواساته بوفاته مشيرا سموه الى ان المملكة العربية السعودية الشقيقة فقدت برحيله احد رجالاتها المخلصين الذين عملوا بكل تفان واخلاص في خدمة وطنهم وخدمة قضايا الامتين العربية والاسلامية عبر مسيرة حافلة بالعطاء والانجاز.
 وقال سموه «لقد استطاع رحمه الله من خلال توليه مهامه ومسؤولياته وزيرا لخارجية المملكة العربية السعودية الشقيقة طوال فترة امتدت عدة عقود ان يجسد سياسة بلاده الخارجية الداعية للسلام والعدل والحفاظ على حقوق الدول ومكتسباتها وتبني مختلف القضايا العربية والاسلامية العادلة والدفاع عنها».
 واشاد سمو امير البلاد بما كان يتمتع به من خبرة واسعة وحنكة سياسية رفيعة المستوى وبعد نظر وقدرة على معالجة القضايا السياسية في ظروف كانت بالغة الدقة والتعقيد جعلته يحظى بتقدير واحترام اقليمي وعربي ودولي متميز مؤكدا سموه ان وفاته تمثل خسارة لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الشقيقة وللدول العربية الشقيقة والدول الاسلامية الصديقة.
 وبعث سمو ولي العهد الشيخ نواف الاحمد الجابر الصباح ببرقية تعزية لأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك ضمنها سموه خالص تعازيه وصادق مواساته بوفاة المغفور له بإذن الله تعالى صاحب السمو الملكي الامير سعود بن فيصل بن عبدالعزيز آل سعود سائلا سموه المولى تعالى ان يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته وان يلهم اخاه خادم الحرمين الشريفين والأسرة المالكة الكريمة جميل الصبر وحسن العزاء.
 كما بعث سمو الشيخ جابر المبارك رئيس مجلس الوزراء حفظه الله ببرقية تعزية مماثلة.
خسارة للدبلوماسية
 وأعرب رئيس مجلس الامة مرزوق الغانم عن بالغ مشاعر الاسى والتعازي لوفاة صاحب السمو الملكي الامير سعود الفيصل قائلا ان رحيل الفيصل خسارة للدبلوماسية الخليجية والعربية التي فقدت رجلا تميز بالحنكة وبمواقفه الحكيمة والمشرفة على مدى اربعين عاما صال وجال دفاعا عن قضايا الامة العربية والاسلامية في المحافل الدولية.
 واستذكر الغانم مواقف الراحل خلال فترة الغزو العراقي للكويت والمواقف الصلبة مع الحق الكويتي في كافة القضايا والظروف مؤكدا ان الشعب الكويتي كافة يشعر بالاسى لرحيل احد ابرز رواد الدبلوماسية الخليجية والعربية الذي تظل مواقفه محفورة في اذهان الكويتيين مع ما يحملونه من تقدير للفيصل وللأشقاء في السعودية.
 وقال ان الفيصل نجح في محطات عديدة وفي ظروف صعبة بالنأي ببلاده وبالمنطقة عن الازمات الدولية والاقليمية وبقيادة بلاده نحو الامن والاستقرار لافتا الى سياسة الفقيد الراحل التي ارست قواعد دبلوماسية قائمة على السلام والعدل وحفظ الحقوق ودعم العدالة في مختلف الاصعدة.
 وعبر النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد عن احر مشاعر تعازيه القلبية بوفاة المغفور له باذن الله الأمير سعود الفيصل.  وقال الشيخ صباح الخالد «نستذكر في هذه اللحظة الأليمة وبكل الفخر والاعتزاز المواقف البطولية الشجاعة والمشرفة للفقيد مع الحق الكويتي في احلك الظروف التي مرت بها البلاد إبان الغزو والاحتلال العراقي في 1990 / 1991».
 وثمن بتقدير عال «ما قام به الفقيد من دعم واسناد مشهود لأخيه ورفيق دربه حضرة صاحب السمو امير البلاد عندما كان وزيرا للخارجية من اجل نصرة الكويت واعادة الحق الى أصحابه».
 وأضاف ان «الدبلوماسية الخليجية والعربية والدولية فقدت احد قاماتها العالية وألمع روادها وقادتها الكبار الذي كان له بصماته البارزة في السياسة الدولية طيلة الأربعين سنة الماضية».
 واشار الى ان «مواقف الفقيد في مختلف محطات العمل لا تنسى وستظل بتأثيراتها وإنجازاتها وحكمتها محفورة في الاذهان والوجدان ومدرسة في ترسيخ مبادئ السلم والأمن الدوليين وتعزيز تقدم ورخاء الشعوب».
 واكد الشيخ صباح الخالد أن «الشعبين الكويتي والسعودي يتشاطران مشاعر العزاء والمواساة في هذا المصاب الجلل» داعيا المولى عز وجل له بالرحمة والمغفرة وان يقره منعما في فردوس جناته.
 ومن جهته نعى وزير الإعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان الحمود مهندس السياسة الخارجية السعودية صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل بن عبدالعزيز آل سعود معربا عن عميق «الحزن والأسى» بفقد مهندس السياسة الخارجية السعودية.
ركيزة أساسية
 واكد الشيخ سلمان الحمود أن الفقيد كان ركيزة أساسية للعمل الدبلوماسي السعودي والخليجي والعربي وأبرز فرسان سياسة المملكة الخارجية مستذكرا النشاط الدبلوماسي للفقيد خلال فترة الغزو العراقي لدولة الكويت وتحركاته الفاعلة لرفض الاحتلال والانسحاب من الأراضي الكويتية انسجاما مع موقف المملكة المتضامن مع الحق الكويتي.
 وتطرق إلى التعاضد الأخوي والدبلوماسي بين سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد والراحل الفيصل طوال عقود حملا خلالها معا مسؤولية وشؤون الأمتين العربية والإسلامية متسلحين بالتفاني والإخلاص وعزيمة الرجال.  وأشار إلى قيادة سمو أمير البلاد والفقيد الفيصل لكثير من اللجان العربية والإسلامية لاسيما في مجالات الصراع العربي الإسرائيلي وتسوية المنازعات والتضامن والتكامل العربي.
 وأكد الشيخ سلمان الحمود أن الراحل كان متسلحا بسمات شخصية ومقومات ذهنية فذة مكنته من تولي منصب وزير خارجية بلاده لأكثر من 40 عاما معربا عن صادق المواساة وخالص العزاء للقيادة السعودية والشعب السعودي الشقيق داعيا المولى تعالى أن يتغمده بواسع رحمته وأن يلهم الأسرة الخليجية بأسرها الصبر والسلوان.
 ومن جانبه أكد وكيل وزارة الخارجية خالد الجار الله أن الأمتين العربية والإسلامية فقدتا بوفاة الامير سعود الفيصل وزير الخارجية السابق للمملكة العربية السعودية رجلا من رجالاتها العظام الذين كرسوا حياتهم لخدمتهما.
 وقال الجارالله «فجعنا بنبأ وفاة المغفور له. وبوفاته فقدت المملكة العربية السعودية الشقيقة كما فقدت الكويت ودول مجلس التعاون الخليجي جميعا والأمتان العربية والاسلامية رجلا من رجالاتها العظام الذين كرسوا حياتهم لخدمتها بتفان وعطاء مميزين».
 وذكر أن عطاء الفقيد رحمه الله كان سخيا ومثالا للخلق وللأدب والالتزام والتفاني في الوفاء بالمسؤولية في التعامل مع الملفات التي أوكلت إليه.
 وأضاف «لقد كان لي شرف التعامل مع الراحل ولمست كم كان رجلا عظيما..وعطاؤه بلا حدود..كان رجلا ودبلوماسيا متميزا ومحط إعجاب في العالم العربي والعالم بأسره».
 واستذكر الجار الله مواقف الفيصل تجاه الكويت إبان الغزو الغاشم قائلا «لا ننسى دوره عندما تعرضت الكويت للاحتلال فقد حمل لواء الدفاع عنها وتحريرها إلى كل بقاع للعالم وكان مدافعا صلبا عن حقوقها وينتزع موافقة العالم للمواقف الإيجابية تجاهها ولا يمكن لأبناء الكويت أن ينسوا مواقفه المميزة».
 ودعا الباري القدير أن يتغمد الأمير سعود الفيصل بواسع رحمته وأن يلهم ذويه الصبر والسلوان متقدما بتعازيه الحارة والخالصة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولذوي الفقيد وللشعب السعودي الشقيق.
 ونعى رئيس مجلس الإدارة المدير العام لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) الشيخ مبارك الدعيج  وزير الخارجية السعودية السابق صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل مؤكدا أن الفقيد الراحل الذي قاد السياسة الخارجية للمملكة العربية السعودية الشقيقة منذ عام 1975 إلى وقت قريب يعد من أبرز فرسان الدبلوماسية العربية والإسلامية.
 وقال الشيخ مبارك الدعيج إن الفيصل تولى وزارة الخارجية في فترة عصيبة تزامنت مع قضايا معقدة عاشتها المنطقة بين سجالات الحرب الباردة والقضية الفلسطينية والحرب العراقية الإيرانية والغزو العراقي للكويت ومعاهدة السلام العربية والحرب على الإرهاب وغيرها من التطورات السياسية والاقتصادية في المنطقة والعالم.
 وأشار إلى ما كان يتمتع به الراحل من رؤى سياسية عززت الدور المركزي لبلاده على الصعيدين الإقليمي والدولي ما مكنه من قيادة الدبلوماسية السعودية لنحو أربعة عقود مستذكرا الدور الدبلوماسي الكبير للأمير سعود الفيصل تحضيرا لحرب تحرير الكويت من النظام العراقي البائد عام 1991. من جانبه نعى رئيس اتحاد إذاعات الدول العربية وكيل وزارة الإعلام الكويتية لقطاع التخطيط الإعلامي والتنمية المعرفية محمد العواش باسمه ونيابة عن أعضاء الاتحاد ببالغ الحزن والأسى فقيد الدبلوماسية العربية والإسلامية المغفور له صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل.
 وقال العواش إن الدبلوماسية العربية والعالمية فقدت بوفاة الفيصل فارسا نبيلا ورجلا شجاعا قضى عمره في خدمة الأمتين العربية والإسلامية والدفاع عن قضاياهما في المحافل والملتقيات الدولية والإقليمية كافة منذ تقلده رحمه الله حقيبة الخارجية السعودية عام 1975 وحتى طلب إعفائه منها عام 2015.
 وأضاف أن المغفور له بإذن الله تعالى كان رمزا من رموز العمل الدؤوب الذي يشار إليه بالبنان لتحقيق تطلعات قيادته ووطنه وأمته على مدى أربعة عقود قضاها في خدمة دينه ووطنه وأمتيه بكل تفان وإخلاص مضحيا في سبيل ذلك بصحته فكان رحمه الله رمزا للأمانة والعمل.
 وأكد أن المغفور له بإذن الله الذي تربع على عرش وزارة الخارجية السعودية عمل بكل جدية وحزم حاملا هموم الإسلام والعرب في كل مكان فكان المنقذ والحكيم وفقيه السياسة والدبلوماسية وكانت كلماته هي الفصل في كثير من القضايا.
 وذكر أن الفقيد لم يكن أبرز المؤثرين في السياسة الخارجية لدول الخليج فحسب بل والعالم العربي والدولي أيضا حيث انطلق معه مجلس التعاون الخليجي قبل أكثر من ثلاثين عاما وكان أحد صانعي سياسته الاقتصادية والسياسية والأمنية ليؤسس قواعد العمل الخليجي المشترك الذي انتقل بمنظومة التعاون الخليجي إلى أن تصبح أحد التكتلات الإقليمية المهمة على الساحة الدولية التي أضافت قوة إلى العالم العربي لا يستهان بها على الأصعدة كافة.
 وبين العواش أن الراحل أسس مدرسة دبلوماسية عنوانها الحضور والحزم والشفافية قاد من خلالها المتغيرات كافة السياسية والأمنية والاقتصادية على المستويات الخليجية والعربية والإسلامية بكل كفاءة واقتدار فكانت كلماته رحمه الله متسقة مع مواقفه ورؤاه وكانت الأكثر تغييرا في معادلات ألعاب وحسابات السياسة الدولية فرسم الوجه القوي والحضاري للمملكة العربية السعودية خارجيا بما يتناسب مع حجمها وقيمتها الإسلامية الكبيرة ووجودها الاقتصادي المؤثر فكان حضوره يؤرخ لكثير من الأحداث وبغيابه تؤرشف أحداث أخرى.
 وتقدم رئيس مجلس الأمة بالإنابة مبارك الخرينج بأحر التعازي والمواساة بوفاة صاحب السمو الملكي الامير سعود الفيصل لمقام خادم الحرمين الشريفين مؤكدا أنه بوفاة الامير سعود الفيصل فقدت المنطقة الخليجية والعربية والاسلامية شخصية فذه اتسمت بالحكمة وبعد النظر والحنكة السياسية والعمل بحرص واخلاص وامانه لقضايا بلده وامته العربية والاسلامية.
 واعتبر الخرينج وفاته خساره كبيره للسياسة الحكيمة والمعتدلة للدول الخليجية والعربية التي قادها بكل اقتدار وحنكه لحفظ الامن القومي الخليجي والعربي حاملا قضايا الامة العربية والاسلامية في كل محفل دولي واقليمي مدافعا بكل قوة عن مصالح بلده وخليجه وعروبته واسلامه.  ودعا الخرينج الله تعالى أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته وان يلهم اهله ومحبيه الصبر والسلوان.