أكد قادة دول مجلس التعاون في البيان الختامي للقمة الخليجية ال39 (اعلان الرياض) اليوم الاحد حرصهم على وحدة الصف والهدف.واكد قادة دول مجلس التعاون الخليجي في بيانهم الختامي التمسك بمجلس التعاون لمواجهة التحديات في المنطقة والحرص على قوة مجلس التعاون ووحدة الصف بين أعضائه.
 
وتلا الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف الزياني البيان الختامي لأعمال الدورة ال39 للمجلس الأعلى لمجلس التعاون الخليجي (إعلان الرياض).وذكر البيان "بعد سنوات عديدة على تأسيس مجلس التعاون لدول الخليج العربية تثبت المخاطر التي تهدد أمن واستقرار المنطقة والتحديات الاقتصادية التي تمر بها أهمية التمسك بمسيرة المجلس المباركة وتعزيز العمل الجماعي وحشد الطاقات المشتركة لمواجهة تلك المخاطر والتحديات وتلبية تطلعات مواطني دول المجلس في تحقيق المزيد من مكتسبات التكامل الخليجي".
 
ولفت البيان الى النظرة الثاقبة للقادة الذين تولوا تأسيس هذا المجلس في مايو 1981 حيث نص النظام الأساسي الذي أقره المؤسسون على أن الهدف الأسمى لمجلس التعاون هو "تحقيق التنسيق والتكامل والترابط بين الدول الأعضاء في جميع الميادين وصولا الى وحدتها وتعميق وتوثيق الروابط والصلات وأوجه التعاون القائمة بين شعوبها في مختلف المجالات".
 
واوضح ان أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس يؤكدون حرصهم على الحفاظ على قوة وتماسك ومنعة مجلس التعاون ووحدة الصف بين أعضائه لما يربط بينها من علاقات خاصة وسمات مشتركة أساسها العقيدة الإسلامية والثقافة العربية والتاريخ العريق والمصير المشترك ووحدة الهدف التي تجمعها وتربط بين أبنائها.
 
وذكر ان مجلس التعاون "حقق إنجازات مهمة خلال مسيرته مما أسهم في جعل هذه المنطقة واحة للاستقرار والأمن والرخاء الاقتصادي والسلم الاجتماعي كما تم تحقيق الكثير من الإنجازات نحو تحقيق المواطنة الخليجية الكاملة إلا أن التحديات المستجدة التي نواجهها اليوم تستوجب تحقيق المزيد لتعزيز مسيرة العمل الخليجي المشترك واستكمال خطوات وبرامج ومشاريع التكامل الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والأمني والعسكري".
 
واضاف ان دول المجلس قدمت خلال العقود الماضية رؤى طموحة لمسيرة المجلس أطلقت من خلالها مشاريع تكاملية هامة في جميع المجالات تهدف إلى استثمار ثروات دول المجلس البشرية والاقتصادية لما فيه مصلحة المواطن في دول مجلس التعاون.وشدد على ان رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وضعت الأسس اللازمة لاستكمال منظومة التكامل بين دول المجلس في جميع المجالات.
 
ولفت الى ان أصحاب الجلالة والسمو أكدوا اليوم أهمية استكمال البرامج والمشاريع اللازمة لتحقيق رؤية خادم الحرمين الشريفين التي أقرها القادة في قمة الرياض في ديسمبر 2015 ووجهوا باتخاذ الخطوات اللازمة لذلك.وذكر ان القادة وجهوا بوضع خارطة طريق تشمل تفعيل الإجراءات اللازمة لتحقيق رؤية القادة بتحقيق التكامل بين دول المجلس ووضع الأسس لتأطير وتنظيم علاقات الدول الأعضاء مع المجتمع الدولي بما يضمن تحقيق المزيد من النمو والرخاء لتحقيق تطلعات المواطنين وانسجام الإصلاحات الاقتصادية التي تشهدها دول المجلس مع أهداف العمل الخليجي المشترك وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة وإعلاء مكانة دول مجلس التعاون والارتقاء بأداء أجهزته وتعزيز دوره الإقليمي الدولي.
 
وفي المجال الاقتصادي وجه القادة بالالتزام الدقيق بالبرامج الزمنية التي تم إقرارها لاستكمال خطوات التكامل الاقتصادي بين دول المجلس والتطبيق الشامل لبنود الاتفاقية الاقتصادية وإزالة كافة العقبات والصعوبات التي تواجه تنفيذ قرارات العمل المشترك وعلى وجه الخصوص تذليل العقبات في طريق استكمال متطلبات السوق الخليجية المشتركة والاتحاد الجمركي وإصدار الأنظمة التشريعية اللازمة لذلك بهدف تحقيق الوحدة الاقتصادية بين دول المجلس بحلول عام 2025.
 
وفي مجال الدفاع المشترك لدول مجلس التعاون ذكر البيان "ان تعيين قائد القيادة العسكرية الموحدة لمجلس التعاون خطوة مهمة لاستكمال المنظومة الدفاعية المشتركة ووجه أصحاب الجلالة والسمو بسرعة انجاز جميع الإجراءات الخاصة بتفعيل القيادة العسكرية الموحدة ومباشرتها لمهامهاروإنشاء الأكاديمية الخليجية للدراسات الاستراتيجية والأمنية بهدف تأسيس القيادة العسكرية الموحدة على أسس استراتيجية متينة وتأهيل القيادات العسكرية الخليجية لأداء تلك المهام".
 
وفي المجال الأمني أكد القادة "أهمية الدور المحوري لمجلس التعاون في صيانة الامن والاستقرار في المنطقة ومكافحة التنظيمات الإرهابية من خلال التكامل الأمني لدول المجلس والتصدي للفكر المتطرف من خلال تأكيد قيم الاعتدال والتسامح والتعددية وحقوق الإنسان والالتزام بسيادة القانون وإرساء قواعد العدل المستمدة من ديننا الإسلامي الحنيف والتقاليد العربية الأصيلة".
 
كما اكد القادة اهمية العمل مع شركاء مجلس التعاون في المجتمع الدولي للقضاء على ظاهرة الإرهاب وتجفيف منابعه ومواجهة ما تقوم به بعض الميلشيات والجماعات الإرهابية من أعمال لتقويض مقدرات وثروات دول المنطقة.وشدد القادة على الأهمية القصوى لبلورة سياسة خارجية موحدة وفاعلة لمجلس التعاون تستند إلى النظام الأساسي للمجلس وتعمل على حفظ مصالحه ومكتسباته وتجنبه الصراعات الإقليمية والدولية معربين عن دعمهم للقضية الفلسطينية ووحدة الصف الفلسطيني وحرصهم على مد يد العون للأشقاء في اليمن وكافة الدول العربية بما يحقق لتلك الدول الأمن والاستقرار والرخاء الاقتصادي.
 
وذكر ان القادة وجهوا بتعزيز الشراكات الاستراتيجية وعلاقات التعاون الاقتصادي والثقافي والتنسيق السياسي والأمني بين مجلس التعاون والدول الصديقة والمنظومات الإقليمية الأخرى بما ينسجم مع المتغيرات في النظام الدولي وبهدف الحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة.
 
واوضح ان القادة أكدوا الدور المهم المنوط بالمواطن في دول المجلس وبقطاع الأعمال والمرأة والأسرة الخليجية والمنظمات الأهلية للحفاظ على مكتسبات مسيرة المجلس وتقديم المقترحات البناءة لدعمها وتعزيزها وتنفيذ القرارات والتوجيهات التي أصدرها أصحاب الجلالة والسمو في هذه القمة.