حذر الامين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس اليوم الخميس من "الاستجابة المجزأة للمخاطر العالمية التي اصبحت ذات طبيعة معقدة ومتشابكة".جاء ذلك في كلمة غوتيريس أمام الدورة ال49 للمنتدى الاقتصادي العالمي المنعقدة في الفترة من ال21 الى ال26 من الشهر الجاري بمنتجع دافوس السويسري.
ووصف غوتيريس حالة العالم اليوم بأنها "مليئة بالتحديات التي تغيب عنها الحلول المتكاملة" مشيرا الى مشكلات التغيرات المناخية السلبية وعدم التعامل مع ظاهرة الهجرة والنزاعات طويلة الامد.
واشار الى ان "تغير المناخ يسير بوتيرة أسرع مما يتوقع البعض كما ان الواقع أسوأ مما توقعه العلماء" مؤكدا أن "جميع المؤشرات الكبيرة تدل على ان العالم يتحرك بشكل دراماتيكي نحو تغير مناخي جامح لن نستطيع كبحه".في الوقت ذاته لفت غوتيريس الى "التعقيد المتزايد في المجتمع الدولي والتجارة العالمية التعددية القطبية وكلها اوصلت العالم الى حالة من الفوضى الانتقالية".
وقال ان العلاقة بين القوى الثلاث الأكثر أهمية روسيا والولايات المتحدة والصين "لم تكن أبدا مختلة مثلما هي اليوم" مشيرة الى ان ذلك تسبب في "شلل مجلس الامن" وألقى بتأثيرات "سلبية" على الاقتصاد.
وطالب غوتيريس بضرورة معالجة هذا التعقيد والترابط بين المخاطر العديدة القادمة والإحباطات الحقيقية عبر الاستجابات العالمية المتكاملة من قبل الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني والأوساط الأكاديمية.
وشدد على ضرورة فهم "الأسباب الجذرية للاختلافات بين قطاعات كبيرة من السكان في أنحاء مختلفة من العالم ومعالجة هذه الأسباب الجذرية وإظهار اهتمام بمن يعتقدون ان المجتمع الدولي لا يهتم بهم".
واشار الامين العام الى ان الامم المتحدة ستقوم هذا العام بالضغط صوب الحلول الدبلوماسية من أجل السلام في بعض المناطق الساخنة في العالم وزيادة الإنفاق على التخفيف من التغيرات المناخية السلبية وإصلاح هيكل عمل الامم المتحدة.
واقترح غوتيريس إشراك المزيد من المؤسسات المالية للاستثمار في البلدان النامية وتعزيز السندات الاجتماعية وتلك صديقة البيئة والتعامل على إعادة الهيكلة الضخمة للقوى العاملة وإعادة تصميم الأنظمة التعليمية لتفادي التبعات السلبية للثورة الصناعية الرابعة.
كما لفت الى ضرورة "تعبئة الحكومات ومجتمع الأعمال والمجتمع المدني لفهم نوع التأثير الذي ستحدثه الثورة الصناعية الرابعة في العقد القادم وما هي انواع التدابير التي يمكن البدء في اتخاذها مثل التعليم".
يذكر ان الدورة الحالية للمنتدى الاقتصادي العالمي تجمع أكثر من ثلاثة آلاف شخصية من كبار صناع القرار السياسي والاقتصادي في العالم مع ممثلي المجتمع المدني والأوساط الأكاديمية والفنون والثقافة بالإضافة إلى وسائل الإعلام.ويركز المنتدى في دورة هذا العام على العولمة في عصر الثورة الصناعية الرابعة وكيفية بناء مجتمعات مستدامة وشاملة في عالم متعدد الأطراف.