أظهرت نتائج شبه نهائية لانتخابات البرلمان الأوروبي اليوم الاثنين تعرض حزب المحافظين الحاكم بقيادة رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي لأسوأ هزيمة في أي انتخابات تنظم منذ قرابة مئتي عام.
ومن مجموع 73 نائبا بريطانيا في البرلمان الأوروبي تم الإعلان عن 64 نائبا فقط بسبب تأخر النتائج في اسكتلندا وإيرلندا الشمالية لكن هاتين المنطقتين لن تغيران من الصورة العامة بسبب سيطرة الأحزاب المحلية التقليدية هناك لاسيما الحزب الوطني في اسكتلندا والوحدويين الديمقراطيين وحزب (شنفين) في ايرلندا الشمالية.
ووفقا للنتائج الرسمية التي نشرتها هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) فإن المحافظين لم يحصلوا سوى على ثلاثة مقاعد فقط ليفقدوا بذلك 15 مقعدا بينما حصل حزب العمال على عشرة مقاعد ويفقدوا بالمقابل ثمانية مقاعد.
وعلى النقيض من ذلك اكتسح حزب (بريكسيت) وهو حزب جديد أسسه زعيم حزب الاستقلال السابق نايجل فاراج الانتخابات بشكل كبير بعد ان فاز ب28 مقعدا وقرابة 32 بالمئة من اجمالي أصوات الناخبين او ما يعادل 25ر5 مليون صوت.
وجاء الديمقراطيون الأحرار المركز الثاني بمجموع 15 مقعدا بعدما كانوا يملكون مقعدا واحدا فقط.
ونجح حزب الخضر في حصد سبعة مقاعد بإضافة أربعة مقاعد بينما حصل (بلاد كيمرو) في ويلز على مقعد واحد هو الأول لهم.
ويتفق محللون على ان نتائج هذه الانتخابات تعد بمثابة استفتاء ثان على ملف الخروج من الاتحاد الأوروبي (بريكسيت) حيث دفع الحزب الحاكم (المحافظين) وأكبر حزب معارض (العمال) ضريبة عدم تنفيذ نتائج استفتاء 2016 بالنسبة للأول والتخبط في تقديم بدائل مقنعة بالنسبة للثاني.
لكن جمع عدد الأصوات المشاركة وتقسيمها بين الأحزاب المؤيدة للخروج والأحزاب المؤيدة للبقاء في الاتحاد الأوروبي بشكل عام يظهر حسب متابعين ان المجتمع البريطاني لايزال منقسما بكتلتين متقاربتين حول قضية الخروج.
يذكر ان حزب المحافظين تعرض في انتخابات تجديد المجالس المحلية التي جرت مطلع الشهر الجاري الى هزيمة كبيرة فقد جراءها آلافا من المقاعد الأمر الذي أضاف مزيدا من الضغوط على رئيسة الوزراء البريطانية التي قررت الاستقالة من منصبها رسميا يوم السابع من يونيو المقبل.