لم تدخر المؤسسات والهيئات الاقتصادية والتنموية والخيرية والإنسانية الكويتية جهدا في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد حاليا حيث واكبت ما تتخذه حكومة دولة الكويت من اجراءات في مواجهة انتشار فيروس (كورونا المستجد - كوفيد 19) والتصدي لتداعياته على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية.
وشهد الأسبوع المنتهي أمس الجمعة في هذا الإطار مجموعة من المبادرات التي تأتي انطلاقا من "المسؤولية المجتمعية" للمؤسسات الكويتية دعما للجهود الحكومية المبذولة في مكافحة الفيروس والحد من انتشاره.
فمن جانبه أعلن الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية عن تقديمه منحة بقيمة 30 مليون دينار كويتي (حوالي 95 مليون دولار) لدعم الجهود الحكومية المبذولة في مواجهة انتشار فيروس (كورونا المستجد - كوفيد 19).
وقال الصندوق في بيان لـ(كونا) ان المنحة سيخصص منها 10 ملايين دينار (حوالي 31 مليون دولار) للمساهمة في موارد الصندوق المنشأ بهذا الشأن من قبل مجلس الوزراء الكويتي والخاص بتلقي المساهمات النقدية من المؤسسات والشركات والأفراد لدعم جهود الحكومة في مواجهة تداعيات انتشار عدوى الفيروس.
وأضاف أن رصيد المنحة والبالغ مقداره 20 مليون دينار (حوالي 62 مليون دولار) سيخصص بالتشاور مع وزارة الصحة والجهات الحكومية الأخرى لتغطية الاحتياجات اللازمة خلال الفترة المقبلة.
وأعرب الصندوق في بيانه عن الفخر بالجهود المخلصة المبذولة من الكوادر الطبية والتمريضية والجهات الأخرى على المستويات والصعد كافة لتجنيب البلاد الآثار الناجمة عن انتشار الفيروس والحفاظ على صحة المواطنين والمقيمين وسلامتهم.
من جهته أعلن المدير العام لبيت الزكاة الكويتي محمد العتيبي في تصريح ل (كونا) تأجيل استحقاق أقساط القرض الحسن على المواطنين مدة ستة أشهر استجابة للرغبة الأميرية السامية بضرورة عدم تجاهل التداعيات الاقتصادية والنتائج السلبية التي أسقطتها الإجراءات الاستثنائية المتخذة لمواجهة تداعيات انتشار فيروس (كورونا المستجد - كوفيد 19).
وقال العتيبي إن تلك الخطوة تأتي انطلاقا من الدور الوطني والإنساني لبيت الزكاة وحرصا منه على المساهمة في تخفيف الأعباء التي تثقل كاهل المواطن بخاصة في مثل هذه الظروف الاستثنائية.
وجاءت خطوة بيت الزكاة متماشية مع أعلنه اتحاد مصارف الكويت من تأجيل البنوك المحلية أقساط القروض الاستهلاكية والمقسطة لجميع عملائها من المواطنين مدة ستة شهور مع إلغاء الفوائد والأرباح المترتبة على هذا التأجيل وأية رسوم أخرى.
وذكر الاتحاد في بيان صحفي عقب اجتماع طارئ لمجلس إدارته أن البنوك ستقوم أيضا بتأجيل أقساط البطاقات الائتمانية لعملائها من المواطنين مدة ستة شهور مع إلغاء الفوائد والأرباح المترتبة على هذا التأجيل وأية رسوم أخرى.
وأوضح أنه سيتم أيضا تأجيل أقساط القروض والتسهيلات الائتمانية لعملائها من أصحاب الشركات الصغيرة والمتوسطة مدة ستة شهور مع إلغاء الفوائد والأرباح المترتبة على هذا التأجيل وأية رسوم أخرى.
وبين أن هذا الإجراء يأتي انطلاقا من الدور الوطني للبنوك في مؤازرة مؤسسات الدولة فيما تتخذه من إجراءات لمواجهة الفيروس ودعمها لعملائها من الأفراد والشركات في هذه الظروف الاستثنائية وغير المسبوقة التي تمر بها البلاد والعالم أجمع.
وأكد الاتحاد أن هذا القرار يأتي أيضا في إطار مواصلة البنوك على ما جبلت عليه من التزامها بالمسؤولية الوطنية والاجتماعية مشيرا إلى أن البنوك ستواصل بذل جهودها لمراعاة مصالح عملائها وتقديم كافة خدماتها لهم.
وأفاد أن البنوك لن تدخر جهدا في اتخاذ أية تدابير وإجراءات يكون من شأنها الحفاظ على الأوضاع المالية لكافة المواطنين بما يتسق وتعليمات وتوجهات مؤسسات الدولة.
وفي سياق آخر أعلنت جمعية الهلال الأحمر الكويتي توزيع سلة غذائية على حراس المدارس ضمن حملتها (من أجل الكويت اقعد بالبيت) التي تشمل 883 مدرسة في المحافظات الست.
وقال رئيس مجلس إدارة الجمعية الدكتور هلال الساير ل (كونا) إن هذه المبادرة تأتي استكمالا لمبادرات الجمعية الأخرى ومنها توزيع الوجبات على العمال ومشاركة متطوعي الجمعية في محجر منتزه الخيران إضافة إلى دور الجمعية في الجمعيات التعاونية لنشر التوعية حول فيروس (كورونا المستجد - كوفيد 19).
وأضاف الساير أن هؤلاء الموظفين العاملين في حراسة المدارس هم صمام الأمان لوزارة التربية ويعملون على حراسة مدارسها على مدار 24 ساعة موضحا أن الجمعية وفرت كل احتياجات حراس الأمن بالسلع الغذائية المطلوبة.
وبين أن عدد المدارس في محافظة العاصمة يبلغ 185 مدرسة فيما تضم الفروانية 151 مدرسة وحولي 112 مدرسة والجهراء 127 مدرسة ومبارك الكبير 112 مدرسة والأحمدي 196 مدرسة.
في السياق نفسه أعلنت جمعية الهلال الأحمر الكويتي توزيع ثلاثة آلاف سلة غذائية للعاملين في جامعة الكويت والهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب في إطار حملة (من أجل الكويت اقعد بالبيت) للحد من انتشار فيروس (كورونا المستجد - كوفيد 19).
وقال الساير ل(كونا) إن السلة الغذائية تحتوي على كل المستلزمات الغذائية التي تكفي العامل مدة أسبوعين للبقاء في المنزل مشيرا إلى أن ذلك يأتي تطبيقا للاجراءات التي اتخذها الدولة للبقاء في المنزل وعدم الخروج.
وأشار الى توزيع السلال الغذائية على مدى ثلاثة أيام على العاملين في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب واليوم الأخير سيكون للعاملين في جامعة الكويت.
كما أعلنت جمعية الهلال الأحمر الكويتي بدء حملة (ساعد تسعد) المعنية بتوزيع المساعدات الغذائية على الأسر المحتاجة في البلاد المسجلة في كشوفات الجمعية بواقع خمسة آلاف أسرة.
وقال الساير ل(كونا) إن الجمعية وضعت خطة متكاملة لتوزيع المساعدات على الأسر المستحقة مراعية بذلك الإجراءات الاحترازية التي وضعتها وزارة الصحة للحد من انتشار الفيروس أثناء عملية الاستقبال والتوزيع على المستحقين.
وأضاف الساير أنه منذ انتشار الفيروس حدثت تغييرات في أنماط الحياة والمتعلقة بدخول الحجر المنزلي لتظهر حالات التكافل الاجتماعي من خلال توفير المواد الغذائية وتوزيعها على الأسر المحتاجة مما يساعد في الحيلولة دون تفشي الفيروس.
وأوضح أن توزيع هذه المساعدات الغذائية يأتي للتخفيف على الأسر المحتاجة في حين تضم السلة مختلف احتياجات الأسرة من الأرز والسكر والدقيق وزيوت الطعام لافتا إلى أهمية وجود الأسر في منازلهم تطبيقا لجهود الدولة في المكوث بالمنزل.
وأكد حرص الجمعية على دعم أفراد تلك الأسر والاستمرار في تقديم كل أشكال المساعدات الممكنة لهم سعيا منها لمساندتهم وإعانتهم على تحمل ظروفهم المعيشية عبر سلسلة من المشاريع والبرامج المختلفة على الساحة المحلية.
وذكر الساير أن جمعية الهلال الأحمر الكويتي تولي أهمية كبيرة لتوزيع المساعدات محليا إلى جانب المساعدات الكبيرة التي تقدمها للمحتاجين خارج دولة الكويت على مدار العام.
وأوضح أن دولة الكويت بجميع مؤسساتها قامت بدورها على أكمل وجه للتصدي لهذا الأزمة ويجب على المجتمع المدني والأهلي التعاون مع الدولة وأن يكونوا جنبا إلى جنب للخروج من الأزمة بأقرب وقت ممكن مجددا دعوته للقطاع الخاص ورجال الأعمال إلى التعبير عن تضامنهم الوطني وتكافلهم الاجتماعي في هذه الظروف الصعبة مع شركائهم وإخوانهم في الوطن.