توصل باحثون يدرسون آثار الإجهاد على تراكمات بروتينات الدماغ السامة المرتبطة بالخرف، إلى آلية غير بديهية بشكل مدهش، حيث تم اكتشاف استجابة إجهاد خلوي محددة تتضمن بروتينات الصدمة الحرارية لعكس تراكم البروتينات السامة، والتي من المقرر أن تدرس الأبحاث المستقبلية طريقة لتحويلها إلى أساليب علاجية جديدة، وفقاً لما نشره موقع new atlas نقلاً عن دورية nature communications.
ويصاب الملايين حول العالم بالعديد من الأمراض التنكسية العصبية، مثل مرض الزهايمر وباركنسون، بسبب تراكم بعض البروتينات في الدماغ. ولكي يعمل البروتين بشكل فعال في جسم الإنسان، يجب أن ينثني إلى شكل ثلاثي الأبعاد، لكن عندما يحدث انحراف في أداء البروتينات لوظيفتها، يتم تدميرها بشكل عام بواسطة آليات وقائية معينة في الجسم.
لكن يطرأ عطل في الآليات الوقائية، في أمراض التنكس العصبية، لسبب أو لآخر، وتبدأ هذه البروتينات الخاطئة في التجمع على شكل كتل في الدماغ، وهي التي يعتقد العديد من الباحثين أنها سبب التنكس العصبي المرتبط بالخرف.
ويهدف البحث الجديد إلى استكشاف آثار الإجهاد على الآليات، التي تؤثر على طي البروتين. كان التركيز بشكل خاص على بنية غشاء الخلية المسماة بالشبكة الإندوبلازمية er، وهي المسؤولة عن تخليق وطي حوالي ثلث البروتينات في جسم الإنسان. وكانت الفرضية هي أن استجابات الإجهاد ربما تزيد من اختلال البروتين في الشبكة الإندوبلازمية er. ولكن في اكتشاف مثير للدهشة، وجد الباحثون أن ما يحدث هو العكس تماماً.
إذ أدت استجابة إجهاد معينة في الواقع إلى تفكيك البروتينات المشوهة وتجمعات البروتين المتدهورة الموجودة مسبقاً.
وقال إدوارد أفيزوف، الباحث في جامعة كامبريدج المشارك في الدراسة: إنه بتكبير ما كان يحدث بالفعل، اكتشف الباحثون أن هذا الانعكاس الناجم عن الإجهاد في سوء التشكيل كان مدفوعاً بجزيء معين في فئة من البروتينات تسمى بروتينات الصدمة الحرارية hsp، التي يتم إنتاجها عندما تتعرض الخلية للإجهاد. وكما يوحي اسمها، يتم تشغيل بروتينات الصدمة الحرارية استجابةً للتعرض المفرط للحرارة.
وتعني تلك النتائج أن هناك نوعاً معيناً من hsp يمكن أن يعكس سوء التشكيل في البروتينات المرتبطة بالخرف، ويرتبط بشكل مثير للاهتمام ببعض الدراسات القائمة على الملاحظة الحديثة، التي توصلت إلى أن الرجال، الذين يستخدمون حمامات الساونا بشكل منتظم ومستمر، يعانون من معدلات منخفضة من الخرف.
وأشار أفيزوف إلى أن هناك بعض الدراسات، التي أجريت مؤخراً على أشخاص في الدول الاسكندنافية يستخدمون الساونا بانتظام، أفادت نتائجها أنهم أقل عرضة للإصابة بالخرف.