- التخطيط وسيلة الإدارة الناجحة لبلوغ أهدافها فلا يمكن إنجاز أي عمل بنجاح دون تخطيط مسبق 
- الاعتماد على التخطيط الاستراتيجي كسياسة دائمة من قبل الإدارة العليا يحقق جملة من المنافع والمزايا

 
أكد مستشار التطوير المؤسسي والمشروعات والباحث في الماجستير محمد تهامي ان التخطيط وسيلة الإدارة الناجحة لبلوغ أهدافها فلا يمكن إنجاز أي عمل بنجاح دون وجود تخطيط مسبق له، مشيراً إلى أن عملية التخطيط الاستراتيجي تحتاج دعم وإسناد كامل من قبل الإدارة العليا فهى تقوم بتعريف وتوضيح المسؤوليات وتؤسس وتؤكد على المقاييس والمعايير المالية للنتائج.
وأوضح تهامي أن الخطط الإستراتيجية تساعد على تحديد الاتجاه الذي يجب أن تسلكه المؤسسات الخيرية والإنسانية، وتساعد في وضع أهداف وغايات واقعية تتوافق مع الرؤية والرسالة المحددة لها، وتطرق تهامي إلى العديد من القضايا في حوار له مع الوسط فإلى تفاصيله:
 
 
<  بداية نريد أن نتعرف على أهمية التخطيط الاستراتيجي للمؤسسات الخيرية؟
 
 
التخطيط وسيلة الإدارة الناجحة لبلوغ أهدافها فلايمكن إنجاز أي عمل بنجاح دون وجود تخطيط مسبق له سواء بتوفير الإمكانيات اللازمة، أو الموارد البشرية القادرة على تنفيذ الخطة والانتقال من مرحلة لأخرى في الوقت المحدد لتلافي الآثار السلبية الناتجة عن التأخير في تنفيذ مرحل الخطة المختلفة ففي ظل التغييرات الجذرية السريعة والتحديات التي فرضها خصاص وسمات القرن الحادي والعشرين كان على المؤسسات الخيرية والإنسانية السعي إلى إيجاد مكانه لها، لكي تضمن بذلك بقاءها ونموها واستمراريتها، فالمؤسسات الخيرية حالياً تجد نفسها في بيئة تنافسية شديدة لذا برزت الحاجة لتبني أساليب جديدة في إدارة المؤسسات واستخدام الاستراتيجيات من خلال التخطيط الاستراتيجي، فأغلب المؤسسات العظمى والناجحة هي التي تعترف بأهمية التخطيط الاستراتيجي بالنسبة لبقائها ونموها الطويل، فهو يساعدها على تحديد كيفية وصولها إلى ما تسعى إليه وتحديد ما الذي سوف تقوم به لإنجاز أهدافها وتحقيقها، بل وتطويرها.
 
 
 ماهى العناصر أو المحاور التي يقوم عليها التخطيط الاستراتيجي في المؤسسات الغير ربحية؟
 
 
هناك أربعة عناصر مهمة لابد من الوقوف عندها في قضية التخطيط الاستراتيجي أول هذه العناصر يتمثل في المستقبليات في اتخاذ القرارات أي ضرورة تحديد بدائل يمكن إتباعها حال المتغيرات والمستجدات مستقبلاً بتحديد الأهداف المستقبلية للمؤسسة وكيفية تحقيقها أما العنصر الثاني فيتمثل في العمليات وذلك عن طريق تحديد الأهداف ثم السياسات والإجراءات وتطوير الخطط التفصيلية للتأكد من تنفيذ تلك الأهداف، حيث التخطيط الاستراتيجي يمثل عملية مستمرة وذلك نتيجة للتغيرات المستمرة في البيئة الداخلية والخارجية وهذا لايعني أن الخطط الاستراتيجية تتغير ولكن لابد من إجراء العديد من التغييرات الضرورية وبما ينسجم مع متطلبات التنفيذ. أما العنصر الثالث فيتمثل في الفلسفات فالتخطيط الاستراتيجي وبناء الفكر الاستراتيجي خلال تسيير العملية الإدارية لايمثل فقط سلسلة القواعد والإجراءات والوسائل إذ لابد لفريق العمل في كافة المستويات الإدارية في أية منظمة الاقتناع بفائدته وأهميته وهذا لايتم إلا من خلال فلسفة راسخة للمستويات القيادية والإشرافية أما آخر هذه العناصر فهى الهيكلة والتي تعد عملية منظمة تسعى من خلالها المؤسسات لتحديد الغايات والأهداف والاستراتيجيات والسياسات وهى أيضا تعمل على وضع الخطط التفصيلية لتطبيقها وصولاً إلى تحقيق أهداف المنظمة
 
 
 < ماهى العناصر التي يتكون من التخطيط الاستراتيجي؟
 
 
يتكون التخطيط الاستراتيجي من مجموعة من العوامل منها وضع الاطار العام للاستراتيجية ودراسة العوامل البيئية المحيطة بالمؤسسات الخيرية سواء أكانت داخلية أو خارجية مع تحديد الفرص المتاحة والقيود المفروضة ورصد التحديات والمخاطر بالإضافة إلى تحديد الأهداف والغايات ووضع الاستراتيجيات البديلة والمقارنة بينها واختيار البديل الاستراتيجي الذي يعظم من تحقيق الأهداف في إطار الظروف البيئية المحيطة ووضع السياسات والإجراءات والقواعد والبرامج والموازنات حيث يتم ترجمة الأهداف والغايات طويلة المدى إلى أهداف متوسطة الأجل وقصيرة الأجل ووضعها في شكل برامج زمنية وتقييم الأداء في ضوء الأهداف والاستراتيجيات والخطط الموضوعة مع مراجعة وتقييم هذه الاستراتيجيات والخطط في ضوء الظروف البيئية المحيطة واستيفاء المتطلبات اللازمة لتنفيذ الاستراتيجية مع مراعاة تحقيق تكيف المنظمة مع التغييرات المصاحبة للقرارات الاستراتيجية.
 
 
 < وما خصائص عملية التخطيط الاستراتيجي الناجحة؟
 
 
إن عملية التخطيط الاستراتيجي ذات مدلول رؤيوي وحقيقي بمعنى أن الأفكار الواردة بالخطة يجب أن تستغل بمنظور هادف وواضح وأن تدعم بإطار للعمل وليس بمجرد تنبؤات مادية كما أنها عملية شمولية وتكاملية وليست عمليات تجميع لرؤية وأهداف وقيم وأفكار متناثرة ويتم تطويرها من خلال فريق عمل متكاملة. كما أن عملية التخطيط الاستراتيجي تعطي اتجاهاً وليس ارباكاً وتشويشاً نتيجة كثرة الدخول في تفاصيل غير مبررة فعمليات التخطيط الاستراتيجي تلبي رضا العملاء وحاجات السوق ومتطلبات البيئة وليست مجرد عملية تخطيط موجهه من قبل ذاتها كما يجب أن تكون عملية التخطيط الاستراتيجي فاعلة تتسم بالتوظيف الأمثل لنقاط القوة والفرص المتاحة حيث تسمى الخطة الهجومية وليست عمليات تأثر سلبي وردود أفعال ومن المفترض أن تكون عملية التخطيط الاستراتيجي توسعية وتسارعيه مرنة وموجهه بالأولويات ومبنية على الواقع والبيئة المحيطة وقدرة التنفيذ كما أن عملية التخطيط الاستراتيجي متجهه إلى النتائج وليست أدبيات فقط للإعلام أو للتباهي وأن تكون مقاسة وتحتوي على مجموعة من المعايير والمؤشرات .
وتحتاج عملية التخطيط الاستراتيجي دعم وإسناد كامل من قبل الإدارة العليا فهى تقوم بتبنيها وإدراجها على أولوياتها وتوضيح المسؤوليات وتؤسس وتؤكد على المقاييس والمعايير نحو النتائج والانجازات.
 
 
< ماهى أهم فوائد التخطيط الاستراتيجي؟
 
 
تساعد الخطة الإستراتيجية على تحديد الاتجاه الذي يجب أن تسلكه المؤسسات الخيرية والإنسانية، وتساعد في وضع أهداف وغايات واقعية تتوافق مع الرؤية والرسالة المحددة لها، حيث يمكن للمؤسسة أن تنمو وتقيم نجاحها، وتطور أداءها، وتساعد بفاعلية في اتخاذ القرارات كما توفر الخطة الإستراتيجية للإدارة خريطة الطريق لمواءمة المشاريع والأنشطة لتحقيق الأهداف المحددة كما أنها تساعد في توجيه مناقشات الإدارة وصنع القرار في تحديد متطلبات الموارد والموازنات لتحقيق الأهداف المحددة، وبالتالي زيادة الكفاءة التشغيلية. ومن خلالها يمكن الحصول على رؤى قيِّمة حول اتجاهات السوق وشرائح العملاء، بالإضافة كما أنها تساعد في تحويل جهود التسويق إلى أفضل النتائج الممكنة لتنمية المجتمعات.
 
 
<  ما هى منافع التخطيط الاستراتيجي؟
 
 
إن اعتماد المؤسسات الخيرية والإنسانية على التخطيط الاستراتيجي كسياسة دائمة من قبل الإدارات العليا يحقق جملة من المنافع والمزايا منها تعزيز الاستفادة من المعلومات وبناء وفقاً للطموحات كما يعتبر منطلقا للتغيير الإيجابي الفعال وبابا للتوسع الأفقي والرأسي في نطاق الانتشار كما يدعم الاستفادة من الثورة التكنولوجية ويحقق التوجه الفعال نحو العمل الإنساني الحقيقي والابتعاد عن البيروقراطية التي تؤخر الإنجاز وتعيق المستهدفات وهو أيضا وسيله فعالة لتحقيق رسالة المؤسسة وبناء رؤيتها المستقبلية استناداً إلى الحقائق والممارسات الفعلية وبعيداً عن التصورات المثالية غير القابلة للتطبيق
 
 
< وماذا عن التنظيم؟
 
 
التنظيم هو أحد أهم وظائف الإدارة في المنظمات الإنسانية ويعرف على أنه ترتيب وتنسيق للأعمال اللازمة لتحقيق الأهداف وتوزيع الصلاحيات والاختصاصات والمسؤولية ليمارسها الأشخاص الذين يقومون بممارسة هذه الأعمال ويعتبر التنظيم في المنظمات الإنسانية من القضايا البالغة الأهمية كونه يحدد الأنشطة الواجب القيام بها ويحدد المسؤولين عن هذه الأنشطة وهناك العديد من الخطوات لتنظيم المؤسسة منها تحديد النشاطات إلى حزم من الأعمال المتجانسة وإسناد كل حزمة من حزم العمل إلى فرد أو فرص عمل وتحديد الموارد المتاحة في المنظمة وبناء الهيكل التنظيمي للمنظمة والتنظيم المشار إليه هنا هو التنظيم الرسمي الذي يتم التعامل معه وفق اللوائح الداخلية للمنظمة الإنسانية وتسيير بخط متوازي للقيم والمبادئ المؤسسية فتخلق جوا لروح طيبة تسري بين أدراج المؤسسات وتساهم بفاعلية في تعزيز الولاء والانتماء  المؤسسي بتعزيز فكرة العميل الداخلي.
 
 
 < وماذا عن التوظيف والتوجيه والرقابة؟
 
 
التوظيف هو الوظيفة الثالثة في وظائف الإدارة في المنظمات الإنسانية وتختص بكل ماله علاقة بالموارد البشرية وتبدأ هذه الوظيفة من مرحلة تحديد الاحتياجات الكمية والنوعية للموارد البشرية مروراً بالاستقطاب وليس انتهاء بإدارة هذه الموارد خلال سير العمل في المنظمة وترتبط فاعلية الأداء في المنظمة بشكل مباشر بفاعلية وظيفة التوظيف على اعتبار أن الموارد البشرية هي الناقل الفعلي لسياسات وأهداف ورؤى المنظمة الإنسانية من حيز التخطيط إلى حيز التنفيذ كما ان التوظيف يقوم على جملة من المهام الفرعية التي تعمل بشكل متسلسل ومتكامل منها تخطيط الموارد البشرية واستقطاب العاملين والتدريب والتطوير وتقييم الآداء وتقدير الكفاءات والارتقاء بالمستوى الوظيفي واتباع فلسفة المسارات الوظيفية.
أما الوظيفة الرابعة فتتمثل في التوجيه وتشمل على إصدار القرارات والتوجيهات وتقديم الإرشاد للموارد البشرية عن كيفية قيامهم بواجباتهم وتشمل أيضاً تأمين البيئة الملائمة للعاملين والتي تمكنهم من القيام بواجباتهم على أكمل وجه وهى ترتبط ارتباطاً وثيقاً بقيمة التواصل الفعال  فإذا كان الهيكل التنظيمي للمؤسسة بمثابة الهيكل العظمي للجسم فإن الاتصال هو الجهاز العصبي للمنظمات الإنسانية
أما الوظيفة الخامسة فهى الرقابة وتهدف إلى تقوية نقاط القوة وتشخيص نقاط الضعف وتعديل المسارات والرقابة هنا وسيلة وليست غاية فالمراد بها تحسين نوعية المخرجات الناتجة عن العمل الإنساني وهناك العديد من الخطوات للعملية الرقابية في المنظمات الإنسانية منها تحديد المعايير وقياس الأداء وتحديد الانحراف عن المعايير واتخاذ الإجراءات التصحيحية.
 
 
من مشاريع نماء الخيرية في العشر الأواخر من رمضان
 
 
عمليات عيون: يوجد 285 مليون إنسان يعانون من ضعف البصر في جميع أنحاء العالم ونسبة كبيرة منهم مهددة بفقدان دائم للبصر بسبب الإصابات في العيون لأسباب يمكن علاجها وبتكلفة بسيطة
90% ممن يعانون من ضعف البصر يعيشون في البلدان ذات الدخل المنخفض من الدول الأفريقية وبعض الدول الآسيوية، يتسبب ضعف القدرات الصحية في هذه الدول في تفاقم مشاكل الإبصار خصوصا لدى الأطفال والمرضى وكبار السن مما يتسبب في فقدان البصر أو العمى شكل مؤقت، وفي معظم الحالات تكون تكلفة العلاج بسيطة لاستعادة نعمة البصر مرة أخرى
 
وسواء أردت إخراج صدقة ابتغاء وجه الله تعالى أو إخراج زكاتك المفروضة فإن علاج المرضى من الفقراء والمساكين يدخل ضمن المصارف الشرعية للزكاة  فمساهمتك ستكون سببا في استعادة نعمة البصر لإنسان ليعيش حياة طبيعية طيلة عمره
 
آبار الراحمون l من المسلمات التي لا يختلف عليها اثنان أن ندرة المياه السطحية من أنهار وبحيرات ومنابع أو بعدها عن التجمعات السكانية، كان السبب الرئيسي وراء فكرة حفر الآبار عبر التاريخ، فلم تذكر الدراسات تاريخا أو فترة زمنية محددة ترجع إليها بداية ذلك. إلا أن الرائج أن الإنسان أتقن ذلك منذ أقدم الحضارات قبل الميلاد. وتشكل  حفر الآبار اليوم أحد أهم الأعمال الخيرية التي تسعى نماء الخيرية إلى حفرها لا سيما مع ما يعرفه العالم من تغير مناخي أدى إلى ظهور أقاليم واسعة تعاني الجفاف عبر العالم، وفي ظل غياب المياه ظهرت مشاكل أخرى كنقص الغذاء بتلك المناطق، لذا نجد بعض نماء الخيرية تسارع إلى حفر آبار بتلك المناطق عملاً بمقولة الماء سر للحياة ومن المناطق التي تعرف حاجة ماسة لذلك هي أغلب الدول الإفريقية الواقعة ضمن منطقة في الصحراء الأفريقية الكبرى وصولاً إلى الساحل الإفريقي المطل على المحيط الهندي.
 
 
إغاثة أفريقيا: أبسط مقومات الحياة التي اعتدناها ولا يمكننا تخيل حياتنا بدونها كالغذاء والمياه النظيفة والمسكن والملبس ما هي إلا مجرد أحلام صعبة المنال للكثير. فقد بات الفقر خطرًا مقيمًا يتوعد الملايين ممن لا يملكون سبل الوصول إلى أدنى أسباب الحياة حيث يعاني واحد من كل 10 أفراد من الفقر؛ أحلامهم مكبلة وفرصهم في كسر طوق الفقر تبدو مستحيلة.
 
 
وكما أن قضاء حوائج الناس عبادة من أعظم العبادات التي تنفع الإنسان قبل أن تنفع غيره، فمن سار في قضاء حوائج الناس قضى الله عز وجل حوائجه، وذلك مصداقًا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “وَاللَّهُ في عَوْنِ العَبْدِ ما كانَ العَبْدُ في عَوْنِ أَخِيهِ” – رواه مسلم. وحوائج الناس منها ما يظهر لنا، ومنها ما يخفى علينا، خاصةً حوائج المساكين واللاجئين والفقراء حول العالم، وهؤلاء احتياجهم أكبر، وواجبنا تجاههم أعظم حين يندر حولهم من يقدم لهم يد العون والرحمة أطلقنا حملة إغاثة أفريقيا