تعرف المساجد الجزائرية في شهر رمضان المبارك، إقبالاً منقطع النظير من قبل المصلين صلاة التراويح، خاصة المساجد التي يؤمّها القرّاء المشهورون.
ويحرص الجزائريون في صلاة التراويح على اختيار المساجد الكبيرة والمعروفة التي سيؤمها القراء المشaهورون حتى لو كلفهم ذلك التنقل بالسيارات، حيث تستقطب تلك المساجد أعداداً غفيرة جداً تفيض بها قاعات الصلاة وتمتد للشوارع المحيطة بالمسجد، بخلاف من يفضل مسجد الحي أو أقرب مسجد إلى سكنه، أو من لا يطيل القيام أو من يبحث عن مساجد تتوفر على وسائل الراحة أو مكيّفات هوائية بسبب حرارة الطقس واكتظاظ المساجد بالمصلين، خاصة الصغيرة.
وتشهد المساجد، خلال الأيام الأولى من رمضان، إقبالا كبيرا للمصلين من مختلف الشرائح والأعمار، لدرجة أن بعض المصلين لم يجدوا مكانا للصلاة، واضطر القائمون عليها لفرش الزرابي في الساحات والشوارع المحاذية لبيوت الله.
واغتنم الأئمة الحضور القوي للمصلين في تنشيط دروس توعوية وتحسيسية موجهة لكل فئات المجتمع، لتثمين العادات الإيجابية ومحاربة الآفات والظواهر السلبية التي تبرز خلال رمضان مثل المضاربة والاحتكار ورفع الأسعار وإخفاء السلع من قبل بعض التجار وأخرى من قبل المستهلكين الذين يفتقدون ثقافة الاستهلاك، ويحاول الأئمة من خلال الدروس إسداء النصح للتقليل منها والقضاء عليها.
وأكد محمد عزوق، مدير التوجيه الديني بوزارة الشؤون الدينية في تصريح لوكالة الأنباء القطرية، أن قطاع الشؤون الدينية والأوقاف يتهيأ، ككل سنة، لاستقبال شهر رمضان على أحسن وجه، حيث تنطلق كافة الاستعدادات لتهيئة بيوت الله التي تهرع إليها أفئدة كل المصلين في شهر رمضان، وذلك بتنظيفها وتطييبها وتزيينها.
واختارت الوزارة الجزائرية بحسب محدثنا، أحسن ما لديها من أئمة ومعلمي القرآن وموظفي المساجد، كما تستعين بغير الموظفين، بحيث تبقي الباب مفتوحا لكل من يريد رخصة لأداء صلاة التراويح، وتمر هذه الأخيرة عبر لجنة تأهيل تفصل في الأمر وفق المعايير المطلوبة حتى يضمن أداء الصلاة في كافة المساجد وكذا في المصليات التي تفتح أبوابها خلال رمضان ببعض المناطق البعيدة التي لا تتوفر على مسجد، وذلك بالتنسيق مع السلطات المحلية.
ولفت عزوق، الانتباه إلى أن الإقبال الآن أصبح كبيرا على القراء المجيدين الذين يحفظون كتاب الله بإتقان وبأصوات شجية وندية، حتى إن بعض المواطنين أصبحوا يختارون إماما يمتلك هذه الموهبة للصلاة بهم، ولكي يستمتعوا بصلاة التراويح.
وقال علي بوخزنة، إمام مسجد القدس بحيدرة بالجزائر العاصمة، لوكالة الأنباء القطرية: إن المساجد فرحة بزوارها في الشهر الفضيل، بحيث تسود المساجد أجواء روحانية لا توصف خلال رمضان، وهو ما يخلق نوعا من التلاحم والتضامن بين أفراد المجتمع الواحد لمساعدة المحتاجين كإسعاد اليتامى في عيد الفطر، واصفاً صلاة التراويح بالاجتماع اليومي الذي يُنسي الصائمين مشقة يومهم الطويل.
وعبّر بوخزنة، عن فخره بالجيل الحالي، قائلاً: إن أكثر شيء يؤثر فيه هو رؤية الأطفال رفقة آبائهم لصلاة التراويح “هنا أشعر أن ديننا بين أياد أمينة”.