شدد وفد مجلس الأمة المشارك في أعمال المؤتمر ال35 الطارئ للاتحاد البرلماني العربي على رفضه القاطع لدعوات التهجير القسري من مناطق شمال قطاع غزة وأعمال القصف والتدمير على المناطق المدنية مؤكدا أن موقف الكويت قيادة وشعبا في مناصرة فلسطين ثابت لا يقبل الحياد ورافض لإقامة أي علاقات تطبيع مع الكيان الصهيوني.
ودعا رئيس وفد الشعبة البرلمانية الكويتية النائب الدكتور محمد المهان في كلمة له في أعمال المؤتمر الطارئ الذي بدأ أعماله في العاصمة العراقية بغداد في وقت سابق اليوم إلى تواصل عاجل مع برلمانات العالم لدعم القضية الفلسطينية.
وأشار المهان إلى ضرورة أن يتحمل المجتمع الدولي ومجلس الأمن مسؤولياتهما تجاه حماية المدنيين العزل ووقف التصعيد العسكري في قطاع غزة والسماح بدخول المساعدات الطبية والإنسانية العاجلة للشعب الفلسطيني فورا ومن دون عوائق.
من جهته أكد النائب فهد بن جامع في كلمة له أمام المؤتمر أن «الشعب الفلسطيني يعيش الآن لحظات كارثية صعبة ومؤلمة تحت وابل القصف الوحشي والغارات الصهيونية المكثفة بلا مأوى ولا ماء ولا غذاء ولا كهرباء واجتياح بري وشيك على قطاع غزة».
واضاف إن «آلة القتل والتدمير والتشريد والحصار والتجويع» للاحتلال الإسرائيلي «مسلطة على أشقائنا لا تفتر ولا تهدأ ولا تتوقف ليلا ولا نهارا ومن ورائها الدول الغربية يمدونها بالدعم العسكري والسياسي والمالي والإعلامي بلا شرط أو قيد لأي اعتبارات إنسانية أو أخلاقية أو شرعية».
وذكر إنه «في كل ساعة يزف شعبنا في فلسطين شهيدا ويسقط جريح وتهدم أحياء على رؤوس أهلها وتشرد أسر وييتم أطفال وسط ضعف وخصام وتناحر عربي مكتفين بعبارات الاستنكار والتنديد بلا حول ولا قوة في حين يقف المجتمع الدولي موقف المتفرج العاجز».
ورأى أن «نفاق الدول الغربية وازدواجية معاييرها تجاه القضية الفلسطينية لا يحتاج إلى دليل لإثباته» مضيفا «هم يعتقدون أن لا حق للشعب الفلسطيني بالمقاومة ضد الاحتلال ولا حق بالعيش بكرامة إنسانية وهم لا يعترفون بمنطق الحق والشرعية والتاريخ، بل بمنطق القوة والبطش والتسلط والعنجهية».
وتابع «ها هي الدول الغربية التي تزعم احترامها حقوق الإنسان وحرية التعبير والتظاهر السلمي تقف اليوم معلنة حظرها أشكال التظاهر الداعمة للشعب الفلسطيني كافة بل وتهدد بتجريم رفع العلم الفلسطيني وتتبرأ من هتافات الجماهير الرياضية حتى بلغ سفهها تجريم ارتداء الكوفية الفلسطينية باعتبارها (تهديدا للسلام)».
وأضاف ابن جامع «كما أنها تحجب المحتوى الإلكتروني المؤيد للفلسطينيين على منصات التواصل الاجتماعي وتضيق عليه من خلال حذف آلاف المنشورات وغلقها الحسابات تحت ذريعة (معايير النشر) وذلك حتى ينفرد الكيان الصهيوني بنشر روايته المضللة أمام الرأي العام العالمي».
وتساءل «أين نحن اليوم من مشروع حل الدولتين ومن مبادرة السلام العربية ومن حق العودة للاجئين الفلسطينيين».
وأردف قائلا «لم نجد لهذه المشاريع السلمية أي تقدم أو إنجاز على الأرض سوى المزيد من العنف والاستيطان والهدم والحصار والتعنت» من الاحتلال الإسرائيلي «الرافض لأي شكل من أشكال الدولة الفلسطينية».
ورأى أن الشعب الفلسطيني «وجد نفسه مخذولا ووحيدا ومعزولا في مواجهة المحتل وبطشه إزاء استمرار إجرام الكيان الصهيوني واعتداءاته المتكررة على الشعب الفلسطيني والمقدسات الإسلامية وصمت المجتمع الدولي».
وأشار إلى أن الفلسطينيين «ليسوا أقل إنسانية من غيرهم حتى يتجاهل العالم حقوقهم ومطالبهم بل ويستكثر عليهم مقاومتهم للمحتل وحقهم في الدفاع عن النفس».
وبين أن عملية (طوفان الأقصى) «الاستثنائية وغير المسبوقة» كانت «نتيجة للشعور الفلسطيني بالغبن والظلم» وأن قضية الشعب الفلسطيني «باتت تحت التصفية والتهميش ما أوجب معها وضع حد لتمادي الاحتلال وطغيانه».
وتابع «وعليه فإن للشعب الفلسطيني الواقع تحت الاحتلال الحق في مقاومة المحتل بكل الوسائل المتاحة بما فيها المقاومة المسلحة وعلينا كأشقاء له بل وكأصحاب قضية عادلة مناصرته ودعم صموده ومباركة مقاومته وتأييد نضاله في الدفاع عن نفسه في سبيل تحرير أرضه واسترجاع حقه».
وحث ابن جامع جميع المؤثرين على منصات التواصل الاجتماعي في العالمين العربي والإسلامي على «تجنيد صفحاتهم لدعم أهل غزة والتضامن معهم وفضح جرائم العدو الصهيوني» مؤكدا أن «أكثر ما يهابه ويخشاه عدونا هو الحقيقة».
ورأى أن «الحل في فلسطين اليوم ليس في تخلينا عن استراتيجية المقاومة وتوازن الردع إنما في تعزيز صمود ومقاومة أهلنا في فلسطين وإجبار الكيان الصهيوني ومن خلفه الدول الداعمة له على الانصياع لقرارات الشرعية الدولية».
وبين ابن جامع أن «موقف مجلس الأمة المعبر عن الإرادة الشعبية هو امتداد لموقف دولة الكويت الرسمي الراسخ والثابت والمبدئي في دعم ونصرة القضية الفلسطينية».
وتابع «علينا كبرلمانيين تفعيل الدبلوماسية البرلمانية بشكل عاجل وفعال من خلال التواصل مع برلمانات العالم وعبر الزيارات الرسمية ووفود الصداقة البرلمانية والمشاركة في مختلف المحافل الإقليمية والدولية لحشد التضامن الدولي وشرح قضيتنا العادلة وكشف وفضح جرائم الكيان الصهيوني