في سؤال وجهه مراسل القناه ١٤ الصهيونية مساء يوم الاثنين الموافق الحادي عشر من ديسمبر للمتحدث باسم الجيش الصهيوني دانييل هغاري عن وجود تقارير تتعلق بإمكانية هروب يحى السنوار رئيس حركة حماس في غزة إلى مصر؟ أجاب هغاري أن الأوضاع في قطاع غزة تحت السيطرة ولن يستطيع السنوار الهروب من القطاع لأي منطقة أخرى.
حديث مراسل القناة ١٤وبعض من الدوائر الإعلامية الأخرى عن هذه القضية بات دقيقا بسبب: 
1- تواصل طرح هذه الفكرة المتعلقة بهروب السنوار من غزة إلى خارج القطاع وتحديدا إلى مصر 
2- تكرار طرح الفكرة سياسيا عبر بعض من الدوائر السياسية والإعلامية في الكيان الصهيوني
3- يأتي هذا في ظل حالة التراشق الإعلامي التي تعيشها مصر و الكيان الصهيوني منذ سنوات ، وهي الحالة التي تتصاعد خلال الفترة الماضية  
الهروب إلى مصر 
بات واضحا أن محاولات إلقاء القبض على زعيم حركة حماس في غزة يحيى السنوار تمثل أهمية واضحة ل الكيان الصهيوني ، الأمر الذي يفسر العصبية التي باتت تسيطر على الكثير من الدوائر العسكرية الصهيونية مع عجز الجيش عن القبض على السنوار حتى الآن ، وهو ما يزيد من دقة هذه الأزمة. 
ويتصاعد الجدال المرتبط بهذا الحديث مع توجيه بعض من المصادر الأمنية في الكيان الصهيوني اتهامات لبعض من الجهات في مصر بالوقوف وراء عمليات تهريب السلاح إلى حركة حماس ، الأمر الذي يزيد من حساسية هذه النقطة ، لتصل إلى حد محاولة اتهام مصر بإمكانية احتضان يحيى السنوار على أراضيها.  
اللافت أن الحديث عن هذه النقطة تحديدا محل شك ويؤكد أن الكيان الصهيوني فقط يرغب في إرسال بالونات اختبار استخباراتية إلى القاهرة خاصة وأن: 
1- عدد من الرهائن الصهاينة ممن عادوا أخيرا من قطاع غزة أكدوا أنهم سمعوا أو شاهدوا يحيى السنوار وهو يتحدث معهم 
2- بعض من التقديرات المتعلقة بالاتصال تؤكد آن السنوار يجري الاتصالات مع قيادات حماس الخارجية في الخارج سواء بقطر أو لبنان من تحت الأرض في منطقة غزة أو خانيونس 
3- الكثير من الشواهد توضح بقاء السنوار حتى الآن في القطاع بحدوده المترامية ، الأمر الذي يزيد من دقة هذا الطرح.    
لماذا يمثل هذا التراشق الإعلامي أهمية كبيرة؟     
من الواضح أن هناك حالة من البرود التي تسيطر على الوضع العام بالنسبة للعلاقات المصرية الصهيونية عموما ، والتي تتمثل في : 
1- عدم اتصال رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو بالرئيس عبد الفتاح السيسي منذ وقوع أزمة السابع من أكتوبر الماضي.    
2- وجود ما يمكن وصفه بالتباعد بين نتنياهو والسيسي في ظل التجاذبات التي تعيشها المنطقة منذ أحداث غزة 
3- تواصل التعاون الأمني بين مصر والكيان الصهيوني ولكن بنسب تحفظ إسرائيلية واضحة. 
4- هناك حديث عن اتفاق مصر مع الكيان الصهيوني على إعادة تشغيل معبر كرم أبو سالم جنوب معبر رفح من أجل تفتيش شاحنات المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة
رفح والمواجهة الحتمية 
خلال الساعات الماضية وضعت بعض من التقديرات الأمنية استنتاجات توضح دقة المشهد الاستراتيجي بين مصر و الكيان الصهيوني في ضوء العملية العسكرية الحالية في غزة ، خاصة وآن الجيش الإسرائيلي سيصل إلى رفح عاجلاً أم آجلاً ، عقب انتهاء عملياته في مدينة خان يونس.
وتزامنا مع هذه التطورات وقرب وصول الجيش الصهيوني إلى مدينة رفح أدلى بعض من قيادات حماس بتصريحات يمكن وصفها بالمحرجة لمصر . 
ومن هذه التصريحات ما قاله أسامة حمدان القيادي في الحركة والذي قال أن المقاومة ستتواصل في أي مكان حتى وأن كان من قلب سيناء. 
وتزامنا مع هذا يتواصل تدفق الكثير من الفلسطينيين إلى منطقة رفح وجنوب القطاع تحديدا ، وهو ما يزيد من حساسية الموقف.
غير أن هناك نقطة دقيقة فيما يتعلق بعمليات الجيش الصهيوني في رفح ، تتمثل في التحدي الآخر الذي سيواجهه الجيش والذي يتمثل في الأنفاق ، وهي صناعة تطورت على مدى عشرين عامًا
ومن المعروف أن أنفاق رفح واسعة بشكل خاص، حتى أن المركبات قد تمر عبرها دون أي عائق.
وكانت هذه الصناعة مربحة بشكل خاص حيث تجني حماس الكثير من المكاسب منها سواء المادية أو العسكرية ، خاصة مع مرور البضائع فضلا عن الأسلحة من خلالها .  
المستقبل 
عموما باتت الساحة مفتوحة أمام الكثير من التطورات الاستراتيجية على صعيد العلاقات المصرية الصهيونية، الأمر الذي يزيد من دقة هذه العلاقة في صورتها الحالية مع تداعياتها المتواصلة بين مصر و الكيان الصهيوني.