- وسائل التواصل نجحت في تعرية النفاق الغربي وازدواجية المعايير
- منصات meta مارست التضييق على رواد وسائل التواصل فاتجهوا إلى تليجرام وإكس
- العالم تناسى أن الفلسطينيين تعرضوا لكافة أنواع العدوان والتهجير القسري منذ 75 عاماً
- 4200 تظاهره حول العالم 3700 منها مؤيدة للفلسطينيين
- للمرة الأولى.. 600 تظاهرة داعمة لغزة في الولايات المتحدة
- إقالة وزيرة داخلية بريطانيا بعد معارضتها للمظاهرات ووصفها لها بمسيرات الكراهية
- الفيتو الأمريكي ضد وقف الحرب أجج المشاعر تجاه الانحياز الواضح

 
 
الفرحة العارمة التي سببتها عملية طوفان الأقصى يوم 7 أكتوبر 2023 ، لم تأت من فراغ، لأنها أحيت القضية الفلسطينية مجدداً من جانب، وبعثت الأمل فى قلوب الشعوب العربية فى الانتصار والتحرر من الاستعمار والتبعية للغرب من جانب آخر.
منذ بدء العدوان الصهيوني الغاشم على المدنيين في قطاع غزة، تحرك الشارع العربى والغربي بشكل واسع من خلال المظاهرات للتعبير عن تضامنه مع الشعب الفلسطينى ودعمه ضد الاعتداءات التى لم تتوقف إلى اليوم، بل تزداد عنفا ووحشية ، وتحمل كافة صور الخسة والندالة في استهداف النساء والأطفال .
هذه المظاهرات التي شهدتها عدة مدن عربية وغربية خاصة في لندن وأميركا، فمن عمان إلى بيروت، مرورا ببغداد والقاهرة وصنعاء وتونس والرباط، ومدن تركية مثل أنقرة وإسطنبول ، ومن لندن الى سان فرانسيسكو مرورا بباريس وبروكسل وواشنطن ونيويورك ، أعادت الروح إلى الرأى العام العربى  والعالمي الذى عدل البوصلة نحو فلسطين مجددا، بل وأعادت النظر في مسألة التطبيع بين الدول العربية والاحتلال.
 
 
 
أيقظت عملية «طوفان الأقصى» التى أطلقتها حركة حماس وفصائل فلسطينية أخرى ضد الكيان الصهيونى تضامنا عربيا شعبيا واسعا، فيما اجتاح وسم طوفان الأقصى وسائل التواصل الاجتماعى.
كما عرفت موجات التضامن مع فلسطين أيضا امتدادا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعى رغم التضييقات التى مارستها meta متمثلة فى فايسبوك وإنستجرام مما جعل الناشطين والناشطات يلجأون إلى موقع تليجرام وموقع x (تويتر سابقا) بفضل مساحة الحرية الموجودة فى هذين الموقعين وتم استغلال هذه المساحة لنشر السردية الفلسطينية للقضية ضد السردية الغربية التى تساند إسرائيل وتدعمها وتقر أن ما فعلته حماس يصنف كعمل إرهابى متناسين أن الشعب الفلسطينى كان عرضة لكل أنواع العدوان والتهجير القسرى منذ 75 سنة. 
إن دور وسائل التواصل الاجتماعى كان كبيرا فى تعرية النفاق الغربى وازدواجية المعايير التى يتعامل بها مع الضحايا، فحقوق الإنسان ليست للجميع وحق الدفاع عن النفس وتقرير المصير ومقاومة الاحتلال هو حكر على بعض الشعوب (مثل موقفهم من أوكرانيا) دون غيرها، وجرائم الحرب وقصف السكان المدنيين والمستشفيات يعاقب عليها القانون الدولى الإنسانى، ولكنه لا يعاقب الكيان الصهيونى الذى لم يلتزم بأى معاهدات أو قوانين دولية وكأنها دولة فوق القانون وفوق منظمة الأمم المتحدة وقراراتها. 
وفضحت هذه الازدواجية فى المعايير تآكل النظام الدولى ــ القائم على المعايير عموما ــ بما فيه القانون الدولى الإنسانى وآلياته بما فيها مجلس الأمن.
هجوم المقاومة الفلسطينية في السابع من أكتوبر، وبعدها حرب إسرائيل ضد القطاع، أججت الغضب حول العالم، فخرجت تظاهرات مؤيدة للفلسطينيين، وأخرى تؤيد إسرائيل، فيما قدم مشروع بيانات مواقع النزاع المسلح وأحداثها (acled)، بيانات عن طبيعة تلك الاحتجاجات.
البيانات غطت المظاهرات التي خرجت بين السابع و27 أكتوبر، مبينة أن معظمها كانت سلمية، لكن حوالي 5 بالمئة منها تحولت إلى أعمال عنف، أو تم تفريقها من قبل الشرطة أو الأجهزة الأمنية الأخرى.
شهد العالم نحو 4200 تظاهرة، منها ما يقرب من 3700 مؤيدة للفلسطينيين، و520 مؤيدة لإسرائيل، في حين أخذت نحو 100 تظاهرة موقف الحياد، داعية إلى السلام.
شملت التظاهرات 600 في الولايات المتحدة، و170 في ألمانيا، و1400 في دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وفي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تصدرت اليمن بـ490 مظاهرة تليها تركيا بـ357 وإيران 276 والمغرب بـ267.
وكان أكبر عدد من المظاهرات التي سجلت على مستوى العالم خرجت كرد فعل على أوامر الجيش الإسرائيلي لسكان غزة بإخلاء النصف الشمالي من القطاع في 13 أكتوبر.
بعد نحو أربعة أيام، وتحديدا في 17 أكتوبر، رفع الانفجار المثير للجدل في المستشفى الأهلي العربي (المعمداني) في مدينة غزة حالة الغضب عالميا، واشتدت التظاهرات التي جابت شوارع أهم المدن الغربية. 
نظم المتظاهرون المؤيدون للفلسطينيين احتجاجات في لندن وبرلين وباريس وأنقرة وإسطنبول وواشنطن في الأسابيع الماضية، مطالبين بوقف إطلاق النار بعد القصف الإسرائيلي المكثف والغزو البري الذي تقول السلطات الطبية في غزة إنه أدى إلى مقتل أكثر من 11 ألف شخص، حوالي 40 بالمئة منهم أطفال.
لندن
شهدت العاصمة البريطانية لندن مظاهرات حاشدة شارك فيها الآلاف. 
وقد انطلقت مظاهرات نظمها “ائتلاف أوقفوا الحرب” تحت شعار “المسيرة الوطنية من أجل فلسطين»، 
وقال متحدث باسم الشرطة إن التقديرات تشير إلى أن نحو 300 ألف شخص شاركوا في التظاهرة.
 ورفع المتظاهرون أعلاما فلسطينية ولافتات تطالب ب”وقف قصف غزة” بينما هتفوا “أوقفوا إطلاق النار الآن” و”الحرية لفلسطين»
   أُعلنت تعبئة أكثر من 1850 شرطيا بينهم عناصر من قوات أخرى في أنحاء بريطانيا للحفاظ على السلام. 
   وبرز خلاف بين الحكومة وشرطة مدينة لندن، ودعا وزراء إلى حظر المسيرة ما أثار مخاوف من تدخلات سياسية في عمليات الشرطة.
   وحذر سوناك قائد شرطة لندن مارك راولي من أنه سيحمله “المسؤولية” عن قراره السماح بتنظيم التظاهرة المناهضة لحرب إسرائيل وحركة حماس.
   وقال راولي في وقت سابق هذا الأسبوع إن التظاهرة التي ينظمها “ائتلاف أوقفوا الحرب”، لا تبرر الطلب من الحكومة منع تنظيمها.
فاتورة تأمين
كشف تقرير السير مارك راولي رئيس شرطة لندن  انه في الفترة من 7 أكتوبر الى 19 نوفمبر، أنفقت الشرطة 12.6 مليون جنيه إسترليني على الاحتجاجات والمسيرات الداعمة لفلسطين.
وقال راولى ان “عملية بروكس” وهو الاسم الذي اطلقه شرطة لندن على عمليات تأمين المسيرات، تضمن 15 الف وردية عمل، وأضاف ان الاعمال تطلبت استدعاء الضباط من مختلف اقسام المتروبولتين.
إقالة وزيرة داخلية بريطانيا
بعد تصاعد الضغوط عليه، أطاح رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك بوزيرة داخليته سويلا برافرمان التي اتُهمت بتأجيج الكراهية بعد معارضتها الشديدة لمظاهرة رافضة للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
ففي مقال نشرته في جريدة التايمز البريطانية اتهمت سويلا برافرمان الشرطة بالانحياز عندما يتعلق الأمر بالمظاهرات، في إشارة إلى حزم تعامل الشرطة مع مظاهرات اليمين البريطاني، مقابل عدم منعها مظاهرة للتضامن مع فلسطين التي صادفت ذكرى يوم الهدنة الموافق لـ 11 نوفمبر ، الذي تكرم فيه بريطانيا قتلى الحرب العالمية الأولى.
وقد أثار المقال ردود فعلٍ واسعة داخل أوساط حزب المحافظين الحاكم وحزب العمال المعارض على حدٍ سواء، حيث طالب برلمانيون من الحزبين بفصل برافرمان من منصبها.
وقالت برافرمان إن المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين هي “مسيرات كراهية”، وهو ما أعادت تأكيده في مقالها المثير للجدل.
كما وصفت المتظاهرين بـ “الغوغاء”، قبل أن تتحدث عن “تقارير” حول ارتباط “بعض منظمي مسيرة السبت بجماعات إرهابية، بما فيها حماس”، وفق ما أورده المقال.
اميركا
عقب عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر ، نُظِّمَت معظم المظاهرات في الولايات المتحدة تضامناً مع إسرائيل. وفي غضون أسبوع، ومع بدء الرد العسكري الإسرائيلي، بدأت الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين تفوق عدد الاحتجاجات المؤيدة لإسرائيل، وفقاً لبيانات موقع النزاعات المسلحة.
الموقع أشار إلى أن استطلاعات الرأي تُظهر أنَّ الأمريكيين الأصغر سناً تحديداً ازدادوا تعاطفاً مع الفلسطينيين منذ بداية الصراع.
وخرجت العديد من المظاهرات الحاشدة في عدة مدن أمريكية، للتنديد باستمرار العدوان أبرزها في لوس انجلوس ومانهاتن، وبوسطن، وهيوستن .
وفي بيتسبرج بولاية بنسلفانيا، نظم العشرات من العاملين في الخدمات الصحية وقفة احتجاجية على الجرائم التي ترتكب بحق الطواقم الطبية في غزة، حيث وجهوا خلالها دعوة لوقف إطلاق النار وحماية المدنيين.
المئات من النشطاء، وأبناء الجاليات الفلسطينية والعربية، تظاهروا أمام المقر الإقليمي لشركة “بوينج” الأمريكية للطيران في مدينة شيكاغو بولاية الينوي، احتجاجا على تزويدها إسرائيل بالطائرات الحربية والأسلحة والقنابل التي تستخدمها في قتل شعبنا الفلسطيني .
ونظمت مظاهرة أخرى أمام مقر شركة “تيكسترون” لأنظمة الدفاع في مدينة بروفيدانس بولاية رود ايلاند، رفضاً لتعاملها مع إسرائيل وبيعها أسلحة تستخدم ضد الفلسطينيين.
فرنسا
شهدت العاصمة الفرنسية باريس، مظاهرة حاشدة دعمًا للشعب الفلسطيني وتنديدًا بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
المتظاهرون طالبوا الحكومة الفرنسية بالضغط على إسرائيل لوقف إطلاق النار على سكان قطاع غزة، بالإضافة إلى ضرورة إدخال المساعدات الإنسانية.
ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها: أوقفوا المجازر والحرية لغزة، واتهموا الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، بالمشاركة في العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وارتفعت الأصوات في فرنسا التي تنادي بوقف فوري وكلي لإطلاق النار في غزة، عقب «فيتو» أميركي أمس في مجلس الأمن الدولي ضد مشروع قرار عربي ينادي بوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وشاركت عدة أحزاب ونقابات ومنظمات فرنسية في هذه المظاهرات، على غرار نقابة الكونفدرالية العامة للشغل، وحزب فرنسا الأبية والحزب الشيوعي الفرنسي، ومبادرة طوارئ فلسطين.
ونظمت هذه المظاهرات في عدة مدن فرنسية، مثل العاصمة باريس ومرسيليا وستراسبورغ وتولوز ونانت وديغون، رغم تهديدات السلطات المحلية والأمنية باعتقال كل من يرفع شعارات داعمة لحماس أو معادية للسامية.
لم يستطع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الصمود لفترة أطول أمام الانتقادات الداخلية والخارجية له باتباع ازدواجية المعايير في التعامل مع المجازر الإسرائيلية المروعة في قطاع غزة، فبادر بشكل مفاجئ إلى تنظيم مؤتمر إنساني دعا فيه إلى هدنة إنسانية، ثم إلى وقف شامل لإطلاق النار.
وهذا الموقف إزاء الحرب في غزة -الذي وصفه بعضهم بالمرتبك- علّق عليه ساخرا زعيم حزب “فرنسا الأبية” اليساري جون لوك ميلونشون، في تغريدة له على موقع إكس ، قائلا بعد شهر ويومين من القصف دون توقف، و10 آلاف قتيل بينهم 4500 طفل، أثار الرئيس الفرنسي أخيرا النقاش بشأن (وقف) إطلاق النار، فهل سيتصرف أخيرا.
وخلال المؤتمر الإنساني، الذي عقد في باريس، تحدث ماكرون في كلمته عن هدنة إنسانية، ومن ثم العمل على وقف إطلاق النار.
بروكسل
احتشد الالاف في العاصمة البلجيكية بروكسل، للتضامن مع ضحايا الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة.
وندد المشاركون بتواطؤ الحكومات الغربية مع الاحتلال ، وكذلك إمداد إسرائيل بالسلاح.
وطالب المشاركون في الوقفة التضامنية بمعاقبة إسرائيل قانونيا وتجاريا لدفعها نحو التوقف عن الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني.
استياء عالمي من «الفيتو الأميركي»
وعلى وقع استمرار القصف الإسرائيلي على المنازل والمستشفيات وغيرها من الأماكن المدنية في قطاع غزة، ازداد الاحتقان بين المواطنين في أماكن عدة من العالم، غداة استخدام الولايات المتحدة حق النقض (فيتو) ضد قرار للأمم المتحدة يطالب بوقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية في غزة.
موقف غوتيريش
استند الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لأول مرة إلى المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة، والتي تمكن الأمين العام للمنظمة من إثارة التهديدات التي يراها على السلم والأمن الدوليين، في محاولة لتدشين قرار بوقف إطلاق النار في غزة.
كما حذر غوتيريش من «كارثة إنسانية» في غزة.
رفض عربي للتطبيع
شهدت العديد من العواصم والمدن العربية، وقفات تضامنية مع الشعب الفلسطيني، يطالب المشاركون فيها بوقف اعتداءات إسرائيل على قطاع غزة، وطرد سفرائها من الدول العربية التي تقيم علاقات دبلوماسية مع تل أبيب.
في الكويت خرج الآلاف الى ساحة الارادة أكثر من مرة معبرين عن رفضهم وغضبهم من المجازر التي يرتكبها الصهاينة بحق النساء والاطفال في قطاع غزة مؤكدين رفضهم المطلق للتطبيع مع الكيان المحتل ، مطالبين بفتح معبر رفح لادخال المساعدات العاجلة للشعب الفلسطيني المحاصر.
في قطر، “خرج آلاف المصلين في وقفة تضامنية، في ساحة جامع الإمام محمد بن عبد الوهاب في الدوحة بعد صلاة الجمعة، نُصرة لغزة للجمعة الخامسة على التوالي”، بحسب صحيفة “الراية” المحلية.
في الأردن، شارك الآلاف بفعاليات تضامنية مع قطاع غزة، قرب سفارة إسرائيل بالعاصمة عمان، مرددين هتافات داعمة لغزة، ورافعين لافتات منددة بـ”العدوان” الإسرائيلي.
في المغرب، شارك الآلاف في فعاليات منددة بالقصف الإسرائيلي على غزة، وذلك أمام مبنى البرلمان بالعاصمة الرباط، وفي مدن بني ملال وواد زم والدار البيضاء (شمال)، وتازة (شرق)، وبركان (شمال شرق)، مرددين هتافات منها “غزة غزة، رمز العزة».
في بيروت، نظم المئات من تلامذة المدارس، مسيرة على كورنيش المنارة غرب العاصمة اللبنانية، احتجاجا على “العدوان” الإسرائيلي على غزة، ورددوا هتافات منها “أوقفوا إطلاق النار الآن” و”غزة حرة».
في تونس، تظاهر العشرات أمام سفارة فرنسا وسط شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة، مطالبين بوقف القصف والعمليات الإسرائيلية، وإدخال المساعدات الإنسانية.
في اليمن تظاهر آلاف اليمنيين تضامنا مع غزة، لاسيما في العاصمة صنعاء الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، ومدينة تعز (جنوب غرب) الواقعة تحت سلطة الحكومة اليمنية.
في موريتانيا، خرج الآلاف بالعاصمة نواكشوط في مسيرة حاشدة تضامنا مع غزة، مطالبين بوقف الحرب عليها فورا.
لم تكن ليبيا استثناء عن تلك الدول التي نددت بالهجمات الإسرائيلية، غير أن المظاهرات الاحتجاجية التي شهدتها العاصمة طرابلس ومدينة مصراتة (غرب) وبنغازي (شرق) وسبها (جنوب) اعتبرها العديد من المراقبين رفض شعبي متجدد للتطبيع.