نظم الملتقى الإعلامي العربي الثالث عشر خلال فعاليات يومه الثاني جلسة حوارية بعنوان «الإعلام والتكنولوجيا التأثير والتأثر» قدمها صلاح الدين معاوي وزير الإعلام التونسي السابق، وعمرو الكحكي العضو المنتدب لشبكة تلفزيون النهار، والدكتورة فاطمة السالم أستاذة الإعلام بالكويت، وقصي الشطي المدير العام بالإنابة للجهاز المركزي لتكنولوجيا المعلومات، ومحمود الشمام وزير الإعلام الليبي السابق، والدكتور أمجد القاضي مدير عام هيئة الإعلام فى الأردن، وألقى الدكتور محمد المومني وزير الإعلام الأردني كلمة خلال الجلسة، وتولى الإعلامي عادل عيدان إدارة الحوار.
وبدأت الدكتورة فاطمة السالم بالحديث عن أهمية فهم التكنولوجيا وتأثيرها على الأفراد أولا حتى يمكن التعرف على تأثيرها على الإعلام، مضيفة أن الانفتاح الذي وفرته التكنولوجيا رافقه انفتاح فكري وحرية مما أثر على الوعي بشكل عام، كما اختلف مستوى التواصل وتعددت قنواته مما أدى إلى اختلاف مستوى التأثير بين الفرد ومؤسسات الدولة.
وأشار أن العالم العربي يعاني من مشكلة زيادة القيود والقوانين كلما تطورت التكنولوجيا واتسعت معها الحرية، لذلك لا يوجد أمام الحكومات غير الشفافية والمصداقية.
وقال الدكتور محمد المومني وزير الإعلام الأردني أن الوسائل التكنولوجية وتطورها فرض على المؤسسات المعنية فى الدولة - ولا سيما الإعلام – التأكد من تحقيق هذه التكنولوجيا ورسائلها المتعددة للصالح العام، ولذلك هناك الطريق الرسمي الأمني البحت لأن واجب الدولة أن توقف كل المساعي التي تهدد أمنها، وهناك الطريق غير الرسمي من مؤسسات اجتماعية شاملة لمواجهة من يريدون استخدام التطور التكنولوجي في تحقيق الضرر بالمجتمعات.
وذكر صلاح الدين معاوي وزير الإعلام التونسي السابق أن هناك ثلاث محاور أساسية سببتها الثورة التكنولوجية وهي الاندماج والتكامل واللامعايير، والتي برزت من خلال الاندماج بين وسائل الإعلام التقليدية والانترنت والهواتف الذكية، مؤكدا أن هذا الاندماج ليس له تأثير على ديمومة وسائل الإعلام التقليدية، حيث عززت وسائل الإعلام التقليدية وضعها وتواجدها من خلال عملية التكامل بين الوسائل التقليدية والتكنولوجية.
وعن ظهور مصطلح المواطن الصحفي ذكر معاوي أن ظهور هذا المصطلح أدخل ارتباكا على الصحفي العادي ومؤسسات الإعلام التقليدية. وأضاف أن الجانب السلبي من الثورة الاتصالية هو انعدام المعايير وانتشار الأفكار الهدامة.
وأكد عمرو الكحكي أن كل ما نراه ونعيشه فى الإعلام مرتبط بالتكنولوجيا وأن ظهور المواطن الصحفي مرحب به ويعتبر ميزة لهذا العصر، وسيبقى على المؤسسات الإعلامية تحري الدقة والبحث والتوثيق المعلوماتي.
ويرى الكحكي أن التهديد الحقيقي الآن هو عزوف الشباب عن مصادر المعلومات المتعددة، واعتمادهم فقط على هواتفهم الذكية، لذلك تقع المسئولية على عاتق الإعلام للتعوعية بأهمية المصداقية وتعدد مصادر المعلومات.
وتحدث محمود الشمام وزير الإعلام الليبي السابق عن أن التكنولوجيا ليست ضارة أبدا وإنما المحتوى التكنولوجي هو ال1ي يجب النظر فيه، موضحا أنه ليس لدى العالم العربي ما يسمى بالبناء الفوقي الذي يمكن أن يضبط عملية المحتوى الإلكتروني، لذلك لابد من الحد الأدنى من التدخل الحكومي لمكافحة التشهير والأكاذيب.
واستعرض قصي الشطي دراسة ميدانية تم اجراؤها لدراسة استخدام الأفراد داخل الكويت للوسائل التكنولوجية ومواقع التواصل الاجتماعي، وتوصلت الدراسة إلى أن نسبة استخدام كل من الكويتيين والمقيمين للوسائل التكنولوجية مرتفعة جدا سواء فى الاطلاع على الأخبار أو استخدام الشبكات الاجتماعية، وهو ما يؤكد انتشار هذه الوسائل وأهميتها في الوصول لقطاعات كبيرة جدا من الجمهور.
وأشار الدكتور أمجد القاضي إلى أن التكنولوجيا ألغت مفهوم السبق الصحفي، وأجبرت وسائل الإعلام التقليدية على تحري الدقة فى نشر الأخبار، موضحا أن التكنولوجيا من نعم الله ولا تستدعي الخوف منها بل يجب التعامل معها بشكل أكثر عمقا نظرا لتأثيرها.
واعتبر القاضي أنه لا يجب أن يطالب البعض الإعلام بأن يكون حياديا، لأن الإعلام الحيادي غير قادر على توصيل رسالة، وإنما يجب على وسائل الإعلام أن تتبنى رسالة واضحة وتعمل على إيصالها للجماهير.