تشن الأجهزة الأمنية الأردنية حملة اعتقالات واسعة على منتمين للتيار السلفي الجهادي، وخصوصاً المؤيدين لتنظيم داعش الإرهابي، منذ شهرين، أسفرت عن اعتقال أكثر من 40 متطرفاً من مختلف محافظات المملكة.

وقال مصدر أمني لـ 24 إن الحملة التي شُنَّت في أعقاب قضية الطيار الشهيد، معاذ الكساسبة، الذي أعدمه داعش حرقاً، تستهدف كل المؤيدين للتنظيم والمروجين له، في محاولة لتحصين الجبهة الداخلية، أمام محاولات الاختراق التي تسعى من خلالها التنظيمات الإرهابية لضرب الأمن والاستقرار في البلاد.

محاولات تسلل وترويج للتطرف 
ويواجه المتهمون، في حال إدانتهم من قبل محكمة أمن الدولة بالتهم الموجهة لهم، سواءً كانت الترويج لداعش أو محاولة التسلل للالتحاق بالمقاتلين في دول مجاورة، عقوبة تصل إلى السجن خمس سنوات.

ويميل أغلب مؤيدي التيار السلفي الجهادي في الأردن إلى تأييد "جبهة النصرة" في سوريا، التي خاضت معارك دامية ضد تنظيم داعش.

ويصل عدد المعتقلين الجهاديين في السجون الأردنية إلى نحو الـ 400 سجين، أغلبهم دخلوا السجون في أعقاب الأزمة السورية، على خلفية محاولة التسلل لسوريا، والترويج لأفكار التنظيمات الإرهابية.

إعادة لحياة الاعتدال 
وتجري إدارة السجون ومراكز الإصلاح والتأهيل دورات وورش عمل وحوار مع النزلاء الإسلاميين المتشددين، في محاولة لثنيهم عن التشدد وإعادتهم لحياة الاعتدال.

وقال مصدر في الإدارة لـ 24 إن الحوار وورش العمل مع السجناء المتشددين والتكفيرين في السجون، يجري بإدارة نخبة من الفقهاء واهل العلم بالدين الإسلامي الصحيح وأطباء نفس، للسيطرة على المتطرفين وإضعاف تياراتهم، التي لا تهدف إلا لتدمير المنطقة.

وبين المصدر أن الجهات الأمنية رأت أن مخاطر هؤلاء النزلاء ليست فقط بعد خروجهم من السجن، بل داخل السجون أيضاً، حيث ينجحون دوماً في استقطاب مساجين آخرين، خصوصاً وأن هؤلاء حكم أغلبهم بالسجن المؤبد أو بالسجن لفترات طويلة.

بدوره، قال الطبيب النفسي ياسر العمري، إن إعادة تأهيل "الجهاديين" يجب أن تتم على محاور عديدة، أولها مواجهتهم برجال دين يبينون لهم خطأ أفكارهم ونظرياتهم المتطرفة، عبر أدلة من القرآن الكريم والسنة النبوية.

ولفت إلى أن المحور الآخر الذي لا غنى عنه هو تقديم تدريب للنزلاء على بعض الحرف، لعدم فسح المجال أمامهم لنقل أفكارهم داخل السجون، وملء وقتهم بمختلف النشاطات، إضافة الى السماح لذويهم بزياتهم وبالعكس، للحيلولة دون وقوعهم بفجوة بعد خروجهم من السجن، وتسهيل دمجهم بالمجتمع.