أكد وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية ووزير البلدية محمد الجبري ان الكويت ممثلة في القيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ صباح الأحمد أدركت ولأول وهلة مراد الإرهاب الشنيع فجادت بروحها غير عابئة بما قد يمثل ذلك من خطر عليها لتجسد في موقف أنساني رائع وحدة المجتمع الكويتي والتي كانت ومازالت اهم سمات مجتمعنا الراسخة.
وأضاف الجبري في افتتاح ندوة مستجدات الفكر الإسلامي الثالثة عشر الذي اقامته وزارة الاوقاف والشؤون الإسلامية برعاية سامية من سمو الامير امس في فندق الريجينسي يطيب لي في البداية باسم صاحب السمو امير البلاد ان ارحب بحضراتكم ضيوفا كرماء واخوة احباء في اعمال الندوة الثالثة عشر لمستجدات الفكر الاسلامي تحت عنوان ( مواجهة التطرف الفكري الواقع والمأمول) شاكرين لكم تلبية الدعوة للمشاركة في هذا المؤتمر العالمي سائلا المولى لكم التمتع بطيب الاقامة في بلدكم الكويت.
وتابع الجبري وعلى هذا النحو من قيم الكرامة والعدالة والسماحة ساد الاسلام العالم وقدم حضارته التي مازال العرب والي يومنا هذا يتغنى بها اعجابا بمضمونها وتقديرا لمنجزاتها غير انه لاسباب متعددة ومقتضيات مختلفة ابتليت امتنا بداء الارهاب والتطرف الذي دفع شبابنا الى جرائم القتل والتفجير التي شوهت الاسلام ودفعت كثيرا من هذا الشباب المتحمس الى المحرقة باسم الدفاع عن الاسلام وشوهت صورة الاسلام ومنحت المغرضين الذريعة الى الانقضاض على الفكرة الاسلامية.
وقال الجبري ان الحديث عن خطر الارهاب متشعب فأسبابه مركبه ومظاهرة مختلفة غير ان اختيار تناول الجانب العلمي من مواجهة التطرف ليكون موضوعا لندوتنا الثالثة عشر له دلالة قوية على ان الخطر اصبح داهما الامر الذي يقتضي تقييم مسيرة التصدي لهذه الظاهرة ومحاولة تجويد مخرجاتها وذلك من خلال استعراض جهودكم المقدرة والتواصي بكيفية تطويرها والتغلب على هذه التحديات.
واشار الجبري الى ان تحول الغلو والارهاب من كونه فكرة تسيطر على مجموعة من حدثاء الاسنان يغلب عليهم الطيش وضعف الفهم الى منهجية سفك للدماء وقتل للابرياء وجز للرؤوس وتناثر الاشلاء واثارة للفتن العمياء وتواصل لحلقات الافساد والتكفير واستمرار لمسلسل التفجير والتكفير امرا مخيفا وحدثا جللا يتطلب التنادي والاجتماع لمعرفة ماذا.
وختم الجبري كلمته قائلا لا يسعني الا ان اكرر لكم شكرنا وتقديرنا على ما بذلتموه من جهد وتعب في اعداد وصياغة اعمال المؤتمر كما اشكر اللجنة العليا المشرفة على اعمال المؤتمر والى اللجان الفرعية والى كل من ساهم في المؤتمر من الجنود المجهولين ممن لا نعرفهم لكن الله تعالى يعلمهم وسيجازيهم على حسن صنيعهم متمنيا نجاح المؤتمر وتحقيق الاهداف المرجوة.
آفة الغلو والتطرف
ومن جانبه قال وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية فريد عمادي ان امتنا تواجه خطرا محدقا ومرضا عضالا وآفة خبيثة هي إشكالية الغلو والتطرف والتي اعتبرها النبي صل الله عليه وسلم داء مدمرا.
وتابع عمادي اننا لسنا امام ظاهرة عابرة تأخذ وقتها ثم تمضي كبقية الظواهر الاجتماعية التي اعترت البشرية ثم تلاشت واندثرت وانما نحن أمام داء فتاك ومنهجية حانقة وفكر ضيق منحرف في منطلقاته مشوه في تصوراته معوج في تفكيره اتخذ من إشكاليات الأمة ومعاناتها في قضايا الاقتصاد والوحدة وتناقضاتها السياسية مطية لتنفيذ اجندته الخبيثة المشبوهة وسبيلا للعيش والتمدد والانتشار بل نحن في الحقيقة امام فكر ذي منهجية لقيطة مبتسرة لم تعرفها الأمة عبر علماءها المعتبرين فهو مثلا ينظر الى الشريعة كنصوص منفصلة وباجتزاء منقوص ومخل بالشريعة وغايتها ويستلب مهام ائمة الاسلام فيعلن ما يسمية جهادا من قتل ونحر ويجري احكام التكفير دون ضوابط او شروط ويلفق بين النصوص فيأخذ منها ما يناسب هواه ويدع ما يعارضه ويفهم الشريعة فهما ظاهريا دون اعتبار مقاصدها وما ترمي اليه ويهمل النظر في المآلات والعواقب ويتخذ من تاريخنا وقائع يجعلها كالشرع القطعي المنزل ويتجاهل فقه السنن الكونية وقوانينه نحن امام منهجية مدلسة وملفقة تستل من تراثنا الفقهي فتاوي مقيدة وخاصة بزمانها ومكانها فتجردها من مناطاتها وظروفها ثم تجعلها احكاما عامة مطلقة دون النظر الى اكراهات الواقع ومتغيراته.
وقال عمادي ان خطر ما نواجهه يكمن في انه فكر جامح شرس لا يعرف الانكفاء او الانعزال اتخذ من التمدد شعارا ومن البقاء غاية لا يقف عند حد أفكاره الحسيرة ورؤاه الضيقة الواهنة وإنما ينشر أفكاره الخبيثة من خلال أداة العولمة الحديثة من انترنت ووسائل تواصل اجتماعي بين الحدثاء والناشئة ليجعل له في كل بيت نصيرا وفي كل دولة موطئا وفي كل قطر إتباعا يهدد بهم الشعوب ويقوض من خلالهم الدول ويقدم للناس دينا أخر حتى أضحى كثير من الناس يخشى على ولده ان يصبح معتدلا ثم يمسي متطرفا أو مكفرا كل ذلك بتخطيط دقيق وإمكانيات فائقة.
وأضاف عمادي اذا كان عدونا بهذه الخطورة الداهمة والمنهجية المركبة والإمكانيات الفائقة والتخطيط الدقيق والآلة الإعلامية المؤثرة فمن الطبيعي ان نتساءل فيما بيننا ماذا قدمنا لنقف في وجهه ونحمي حصوننا ماذا قدمت الهيئات الإسلامية والعالمية لمواجهته ودفع خطره ورد كيده وإبطال حججه الواهية وكشف زيغه وحماية البيوت والشباب من غلواء تجنيده ونشر أفكاره؟
 لذا كان هذا المؤتمر إجابة واضحة عن ذلكم التساؤل والتوقف عند تلك الجهود من مشروعات ومبادرات وتجارب والتعرف عليها والتعريف بها للاستفادة منه ووضع معايير لقياس نجاحها املآ في تعزيزها والتعاون البناء بين تلك التجارب حتى تحقق أهدافها المأمولة.
ومن جانبه قال مستشار الشؤون السياسية والمفاوضات الدكتور نواف المطيري ان تطورات الاحداث المتسارعة في المنطقة فرضت على دول مجلس التعاون الخليجية تحديات امنية واجتماعية ابرزها تنامي الحركات الارهابية والمتطرفة وانتشار الفكر الطائفي المنحرف البعيد كل البعد عن الاعتدال والوسطية عبر وسائل يصعب مراقبتها كمواقع الانترنت والقنوات الفضائية وغيرها من تقنيات الاتصال المتطورة كل يوم واستمرار لنهج دول مجلس التعاون في التصدي للفكر المنحرف والتطرف والتعصب وانطلاقا من قناعتها المبدئية بضرورة مكافحة ظاهرة الارهاب وتنظيماته المتطرفة من خلال الجهود الاقليمية والدولية اقرت دول مجلس التعاون في عام 2002 م الاستراتيجية الامنية لمكافحة التطرف المصحوب بالارهاب والتي تضمنت الوسائل والاسس والنطاقات والاهداف والتدابير الوجب اتخاذها.
ومن جانبه قال الدكتور عبدالله العبيد ان هذا المؤتمر الذي يعالج قضية التطرف الفكري الذي يمثل احد اهتمامات هذه الوزارة الجليلة التي اخذت على عاتقها متابعة وتنسيق الجهود الاسلامية والدولية التي تواجهة ازمة من اعقد ازمات العصر الا وهي التطرف الفكري هذا التطرف الذي اختلطت فيه المفاهيم وتشابكت فيه المصالح وشوهت من خلاله العقائد والقيم والاديان واصبح التطرف منتج الصراع الذي يقوم على تحقيق المكاسب المادية ايا كانت المكاسب سواء بالانتصار لفكرة او رأي او فريق او كيان او تخطيط استراتيجي سياسي اقتصادي.