بحث (ملتقى تمكين المرأة في القطاع المالي) اليوم الجمعة دور المرأة في تنمية المجتمع العربي ومنحها الفرص للمساهمة في نموه الاقتصادي. واكد وزير الدولة اللبناني لشؤون المرأة جان اوغاسبيان في الملتقى الذي نظمه الاتحاد الدولي للمصرفيين العرب بالتعاون مع منظمة المرأة العربية التابعة لجامعة الدول العربية في بيروت دعمه للمرأة من اجل تحسين وازدهار المجتمع وفي سبيل لبنان اقوى.
وتناول موضوع وزارته المستحدثة والتي وضع هيكليتها منذ ايام والجهود التي تبذلها الوزارة لتعزيز دور المرأة لافتا الى تقديم الوزارة خلال اسبوع واحد خمسة مشاريع قوانين الى الحكومة تتعلق بدور المرأة. وقال اوغاسبيان "المرأة العربية ثروة على المؤسسات الرسمية استثمارها لتحقيق النمو المرجو". من جهته قال رئيس الاتحاد الدولي للمصرفيين العرب جوزف طربيه "تعتبر التنمية الشاملة والمستدامة مطلبا اساسيا لكل المجتمعات والمرأة تشكل نصف المجتمع وبالتالي نصف طاقته الانتاجية وتسهم في العملية التنموية".
واضاف "لقد اصبح تقدم اي مجتمع مرتبطا بمدى دور المرأة فيه وقدرتها على المشاركة في التنمية" مشددا على ان التنمية البشرية ينبغي ان تتمحور حول تمكين المرأة باعتبارها الركيزة الاساسية للثروة البشرية.
ولفت طربيه الى ان النساء تشكل اكثر من نصف سكان العالم لكن لا يملكن اكثر من 1 بالمئة من ثروات العالم ويحصلن على 10 بالمئة من دخله ولا يشغلن اكثر من 14 بالمئة في مراكزه القيادية في القطاعين العام والخاص.
واشار الى انه على الصعيد العربي تواجه المرأة عقبات تنظيمية وقانونية وظروف عمل صعبة اذ ان نسبة النساء من القوى العاملة في العالم العربي لا تتجاوز ال24 بالمئة".
وتطرق الى اهمية دورها في القطاع المصرفي العربي حيث ان نسبة العاملات في القطاع المصرفي اللبناني تبلغ 47 بالمئة وفي الامارات 40 بالمئة وفي قطر 35 بالمئة وفي كل من البحرين ومصر 32 بالمئة وفي السعودية 13 بالمئة.
واكد طربيه ان الهدف من هذا الملتقى تكريس مساهمة المرأة في القطاعات الاقتصادية من اجل بناء اقتصادات قوية واضافة مجتمعات اكثر استقرارا.
من جانبه شدد رئيس اتحاد الغرف العربية نائل الكباريتي على ان التساوي في الفرص هو المهم وان الوقت قد حان للتساوي في المراكز لا في اعدادها.
واشار الى العوائق الاجتماعية التي تقف امام فرصة تولي المرأة بعض المراكز في اكثر من مجال.
بدورها اشارت مدير عام منظمة المرأة العربية مرفت تلاوي في تصريح لوكالة الانباء الكويتية (كونا) الى ان احصاءات الامم المتحدة تشير الى ان الشركات التي تحتل فيها ثلاث سيدات مواقع متقدمة ترتفع انتاجيتها.
وقالت "المرأة العربية حققت اخيرا نجاحات مقبولة في السعودية والجزائر والمغرب وتونس وحتى في العراق لكن مازال هناك تحديات كبيرة خصوصا بعد الحروب والنزاعات القائمة حيث انها الضحية الاولى للنزاعات والحروب المسلحة فهي تشكل القسم الاكبر من اللاجئين".
وتناولت تلاوي وضع المرأة في لبنان قائلة ان نشاطها في الاقتصاد والمواقع الاكاديمية لا يتناسب مع دورها الضعيف في البرلمان والحكومة خصوصا انها من اكثر النساء العربية انفتاحا كما ان العادات والتقاليد اللبنانية تساعدها في تبوؤ المراكز".
واشارت الى ان منظمة المرأة العربية تسعى إلى تحسين موقع المرأة عبر اقناع اصحاب القرار بواسطة الاحصاءات عن دور المرأة في الانتاج والعمل من جهة والدفع بالمرأة للقيام بادوار جديدة في مواجهة الارهاب وتربية الاجيال على الوطنية وحب الوطن ونبذ العنصرية والعنف. وبينما اكدت دور المرأة الجيد في قطاع المصارف الا انها شددت على ضرورة تقديم هذه المصارف التسهيلات اللازمة لتمكين المرأة اقتصاديا قائلة "ان مليارا و33 مليون مرأة في العالم ليس لديهن حساب في المصارف".
ولفتت الى ان ابحاث منظمة المرأة العربية اكدت ان الاستثمار في المرأة هو المفتاح لتنمية المجتمع وهو ينعكس ايجابا على زيادة معدلات التنمية.
وقالت "كل سنة اضافية تقضيها الفتاة في الدراسة الثانوية تزيد من دخلها المستقبلي 15 بالمئة وعندما يزيد التحاق الفتيات بالمدارس بنسبة 10 بالمئة يزيد الناتج المحلي الاجمالي بنحو 3 بالمئة". واضافت "ان تقليل الفجوة بين الجنسين في مجال الزراعة ينقذ نحو 100 مليون شخص في العالم من المجاعة". ولفتت الى انه حسب الامم المتحدة والبنك الدولي يقدر العمل غير المدفوع الذي تقوم به المرأة بما يساوي 13 بالمئة من الناتج المحلي الاجمالي العالمي.
يذكر ان لبنان استحدث للمرة الاولى وزارة دولة لشؤون المرأة في الحكومة الحالية وان النساء تشكل 36 بالمئة من القوى العاملة اللبنانية بحسب وزارة العمل.