قالت الشرطة البريطانية إن اسم المهاجم الذي قتل ثلاثة أشخاص قرب البرلمان قبل أن ترديه الشرطة قتيلا هو خالد مسعود وأضافت أن لديه سجلا بعدد من الإدانات الجنائية لكنها ليست في جرائم تتصل بالإرهاب.

وقالت شرطة لندن إن مسعود (52 عاما) ولد في كنت إلى الجنوب الشرقي من لندن وكان يقيم في الآونة الأخيرة في وسط انجلترا.

وقالت في بيان "مسعود لم يكن مشمولا في أي تحقيقات جارية ولم تكن هناك معلومات مخابراتية من قبل عن اعتزامه تنفيذ هجوم إرهابي."

وأضاف البيان "لكنه كان معروفا للشرطة وله عدد من الإدانات السابقة باعتداءات تشمل الإيذاء الجسدي البالغ وحيازة أسلحة هجومية وجرائم ضد النظام العام."

وقال البيان إنه لم تتم إدانته من قبل بأي جريمة تتعلق بالإرهاب.

من جهة أخرى، قالت رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي يوم الخميس إن الإرهاب لن يسود وحثت البريطانيين على مواصلة حياتهم اليومية والتمسك بقيم البلاد.

وقالت ماي أمام البرلمان بعد هجوم شهدته لندن يوم الأربعاء وقتل فيه المهاجم ثلاثة أشخاص وأصاب نحو 40 شخصا قرب البرلمان قبل أن تطلق الشرطة النار عليه وترديه قتيلا "من المهم جدا في هذا الوقت أن نظهر أن قيمنا هي التي ستسود وأن الإرهابيين لن ينتصروا وأننا سنواصل حياتنا بنفس وحدة الهدف والقيم التي تجمعنا كأمة واحدة وضمان أن تلحق الهزيمة بالإرهابيين."

وأضافت أن منفذ الهجوم بريطاني المولد ومعروف لأجهزة المخابرات.

وقالت "ما يمكنني تأكيده هو أن الرجل بريطاني المولد وأن جهاز المخابرات إم.آي5 استجوبه قبل بضع سنوات فيما يتعلق بمخاوف من عنف المتطرفين."

ومضت قائلة "كان شخصية هامشية... القضية قديمة" مشيرة إلى أنه لم يكن داخل دائرة الضوء التي تسلط عليها المخابرات اهتمامها في الوقت الراهن.

وتابعت إنه لم تكن هناك معلومات لدى المخابرات عن نواياه أو عن خطة يدبرها.

من جانبه قال مارك رولي قائد وحدة مكافحة الإرهاب بالشرطة البريطانية يوم الخميس إن الشرطة ألقت القبض على سبعة أشخاص في إطار التحقيقات.

وأضاف أن عدد القتلى أربعة بينهم المهاجم وأنه يجري علاج 29 في المستشفى سبعة منهم في حالة حرجة.

وكانت الشرطة قد قالت في ساعة متأخرة يوم الخميس إن القتلى خمسة في أسوأ هجوم من نوعه في بريطانيا منذ عام 2005.

وبدأت واقعة يوم الخميس عندما قاد المهاجم سيارة بسرعة على جسر وستمنستر ودهس عددا من المارة ثم نزل وجرى باتجاه البرلمان وطعن الشرطي قبل أن تطلق الشرطة النار عليه.

وقالت السلطات إنها تعمل على افتراض أن الهجوم ذو صلة بمتشددين إسلاميين.

وصدم البريطانيون بحقيقة أن المهاجم تمكن من إحداث كل تلك البلبلة في قلب العاصمة بأدوات لا تتجاوز سيارة مستأجرة وسكين.

وقال وزير الدفاع مايكل فالون "الشرطة والوكالات التي نعتمد عليها في أمننا أحبطت عددا كبيرا من الهجمات على هذه الشاكلة في الأعوام الأخيرة.. أكثر من 12 هجوما العام الماضي."

وأضاف لإذاعة (بي.بي.سي) أن "مثل هذا النوع من الهجمات، هذا الهجوم المنفرد باستخدام أشياء نستعين بها في الحياة اليومية، سيارة وسكين، يكون من الأصعب كثيرا تفاديه."

وتعتقد الشرطة أنها تعرف هوية المهاجم لكنها لم تعلن اسمه.

وقال فالون "نتعامل مع عدو، عدو إرهابي ليست له مطالب ولا يأخذ رهائن. لكنه ببساطة يريد أن يقتل أكبر عدد ممكن من الناس. هذا عنصر جديد في الإرهاب الدولي."

وقال رولي إن الشرطة فتشت ستة مواقع في لندن وبرمنجهام وأجزاء أخرى من البلاد في إطار تحقيقاتها.

وتابع قائلا "ما زلنا نعتقد... أن هذا المهاجم تصرف بمفرده مدفوعا بالإرهاب الدولي. ليست لدينا في هذه المرحلة معلومات محددة عن تهديدات أخرى لعامة الناس."

وأضاف أن هناك أجانب بين القتلى لكنه لم يذكر تفاصيل. والقتلى هم الشرطي كيث بامر الذي طعنه المهاجم وامرأة في أواسط الأربعينات ورجل في أواسط الخمسينات والمهاجم نفسه.

* وقفة حدادا

من بين المصابين ثلاثة تلاميذ فرنسيين تتراوح أعمارهم بين 15 و16 عاما كانوا في رحلة مدرسية إلى لندن مع زملائهم وهم من منطقة بريتاني في غرب فرنسا.

وذكرت وسائل إعلام فرنسية أن من المتوقع أن يصل وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرو إلى لندن لزيارتهم في المستشفى.

وقالت وزارة الخارجية في كوريا الجنوبية إن من بين المصابين أيضا خمسة من مواطنيها.

ومن المقرر تنظيم وقفة في ميدان الطرف الأغر في لندن الساعة 1800 بتوقيت جرينتش حدادا على أرواح الضحايا.

وقال فالون إن السلطات المعنية ستراجع الترتيبات الأمنية في البرلمان.

واستمر إغلاق جسر وستمنستر في ظل وجود أمني مكثف. كما لم يسمح باستخدام محطة مترو أنفاق وستمنستر، والتي تشهد زحاما عادة في ساعة الذروة الصباحية، إذ تقع المحطة في شارع داخل المنطقة التي تطوقها الشرطة.

وسارعت جماعات مناهضة للهجرة بالربط بين الهجوم وسياسات الهجرة.

واتهمت جماعة ليف إي.يو (اتركوا الاتحاد الأوروبي) معظم الساسة بتيسير تنفيذ أعمال إرهابية نظرا لعدم تأمين الحدود. وكانت هذه الجماعة قد أطلقت حملة لفرض قيود صارمة على الهجرة في إطار خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وقالت الجماعة في بيان "سئمنا.. بل نشعر بالغضب من أن الحكومات السابقة في أوروبا سمحت بوقوع تلك الهجمات من خلال (تبنيها) لسياسات متواضعة إلى حد بعيد عرضتنا للخطر."

وفي فرنسا ربطت المرشحة الرئاسية مارين لوبان الممثلة لأقصى اليمين بين الهجوم والمهاجرين قائلة إن أحداث لندن أكدت أهمية حماية الحدود الوطنية وتعزيز إجراءات الأمن.