أكد وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء ووزير الإعلام بالوكالة الشيخ محمد عبدالله المبارك الصباح أهمية غرس روح المواطنة وتكريس الهوية الكويتية في نفوس الأبناء من خلال التعاون والتكاتف.
وقال العبدالله في تصريح للصحافيين اليوم الأربعاء على هامش رعايته افتتاح ملتقى (الهوية الكويتية ..إلى أين؟) بتنظيم الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب إن قضية الحفاظ على الهوية الكويتية لا تقتصر على جهات حكومية فقط بل تشترك فيها كل الجهات الاهلية الرسمية المدنية منها والاجتماعية والدينية.
وأضاف أن من واجب المؤسسات الحكومية أن تساهم في تأصيل هذا المفهوم وانتشاره بشكل إيجابي في المجتمع مشيرا الى التنوع المجتمعي في الكويت الذي يخلق الهوية الكويتية.
وشدد على ضرورة أن تشترك كل وسائل الإعلام ووزارات الدولة ومؤسساتها مع جميع أطياف المجتمع الكويتي من أجل تأصيل مفهوم الهوية الكويتية التي هي مزيج من اختلاط كل تلك المؤسسات لاستخلاص ما يؤصل الهوية.
وأعرب عن الأمل في أن تعزز الهوية الوطنية من خلال مثل هذه الملتقيات مع البحث العلمي لايجاد الية توطين الهوية وتثقيف الجيل الصاعد بأهمية الحفاظ على هويتنا.
من جانبه أكد المدير العام للهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب الدكتور أحمد الأثري في كلمته خلال الملتقى أن دور الهيئة الاجتماعي لا يقل أهمية عن دورها الاكاديمي لافتا إلى أنها تستشعر احتياجات ومتطلبات المجتمع الكويتي سواء من الناحية العلمية او الفنية او الاجتماعية.
وقال الأثري إن صوت الهوية الوطنية يضع الامم على طريق التوحد والعمل والانجاز وهو ما تفعله الدول المتقدمة مؤكدا أن الهيئة تركز على قيم الولاء ووحدة الهوية الكويتية ومتانتها في مناهجها النظرية والتطبيقية.
واشار الى ان الملتقى يبرز الابعاد التاريخية والثقافية لوطننا وكذلك الأبعاد الاجتماعية ودور الشباب في هذا المجال لانهم يشكلون النسبة الأكبر من المجتمع.
وأوضح ان الاحداث التاريخية التي مرت على الكويت تدل على وحدة المجتمع وتلاحمه ودفاعه عن وجوده وهويته المميزة منتميا الى ارضه ومحبا لها ومتفانيا في رفعتها وجعلها في مكانة مرموقة بين الامم.
واكد الاثري ان الحفاظ على الهوية هو ترجمة صادقة لانتماء الفرد الى وطنه واعتزازه بمكتسباته مشددا على ان المحافظة عليها مسؤولية مشتركة بين الحكومة والافراد و"انها ستؤتي ثمارا يانعة وضمان امننا وتطور وطننا وازدهاره".
من ناحيته أكد مدير عام الهيئة العامة للشباب عبدالرحمن المطيري في تصريح للصحافيين على هامش الملتقى أن تاريخ الكويت بني على الأصالة والتحدي والصلابة والشجاعة سواء كانت التحديات في البر او البحر.
واشار الى الى الحاجة إلى تفعيل الملتقيات التي تعزز من الهوية الكويتية وتبرزها.
وقال المطيري إن الهيئة العامة للشباب تقوم بدورها المحوري والحيوي في تعزيز الهوية الوطنية من خلال برنامج (مكارم) والذي يهدف إلى غرس الثقافة الكويتية وخلق جيل واع بأهمية الحفاظ على القيم والتراث الكويتي.
واشار الى البدء في هذا البرنامج مع مرحلة الطفولة في المدارس بخمسة مراحل أساسية "نغرس فيهم القيم التي تربينا عليها".
وقال ان هناك ايضا برنامج مثمر وهو برنامج المبادرات وتعزيز دور الشباب بالإسهام والعطاء في المجتمع وهو يستهدف فئة المرحلة المتوسطة والمرحلة الجامعية إضافة إلى مرحلة الوظائف في القطاع الخاص والقطاع الحكومي.
من ناحيته قال مساعد العميد للشؤون الأكاديمية في هيئة (التطبيقي) غانم الشاهين في كلمته خلال الحفل ان عنوان الملتقي في غاية الاهمية فالهوية الوطنية اصبحت الهم الذي يستشعره الكبير والصغير والحاكم والمواطن والمعلم والطالب.
واضاف الشاهين "لهذا فقد كان هذا الملتقى الذي يتناول هويتنا الوطنية والتي بدون تحديدها وحمايتها ينزلق المجتمع الى دروب التشتيت والضياع".
وأوضح أن المجتمع الذي يفقد هويته يفقد الاتزان ولا يمكن أن يحقق التنمية والتطوير او ينعم بالاستقرار والازدهار مشيرا الى ان الحديث عن الهوية الوطنية حديث قديم يتجدد عندما يستشعر ابناء الوطن الواحد خطورة الانصهار في الثقافات الاخرى و"الانسلاخ من الثقافة الاصيلة عن عروبتنا واسلامنا وعاداتنا وتقاليدنا الحميدة".
وذكر أن دولة الكويت لها خصوصيتها التاريخية والثقافية واثبت أهلها عبر التجارب والمحن حفاظهم على هويتهم والتصدي لأكبر المخاطر التي تحاول النيل منها.
وأكد أن تعزيز الهوية الوطنية يأتي بتضافر جميع الجهود الحكومية والمجتمعية مشيرا الى دور الاعلام والاسرة والمؤسسات التعليمية المهم فضلا عن مؤسسات المجتمع المدني بما يحقق للوطن ارضية صلبة تقف عليه هويته الوطنية شامخة خالية من الشوائب والموثرات.
بدوره قال رئيس قسم الدراسات الاجتماعية في الهيئة الدكتور ركان المطيري في كلمته أن الهدف من الملتقيات العلمية هو تسليط الضوء على القضايا التي تحتاج الى الدراسة والنقاش وصولا الى ايجاد افضل السبل للتعامل معها ووضع الحلول والتوصيات التي تؤدي الى تحقيق ما نصبوا اليه من فائدة ومصلحة لمجتمعنا.
واضاف انه "نظرا لما طرأ على الهوية الوطنية من تغيرات والتي قد تكون سلبية نتيجة الانكشاف والتأثر اللامحدود بثقافات وافكار وسلوكيات قد لا تنسجم ومجتمعنا في ظل انتشار وسائل التواصل الاجتماعي" فضلنا ان يكون موضوع الملتقى عن الهوية الكويتية.
ولفت الى ان الهدف هو وضع التصورات والرؤى للتعامل مع المتغيرات الاقليمية والعالمية وانعكاساتها على هويتنا بما تحمله من تاريخ وقيم ومبادئ واصالة وتنوع.
وقال "اننا لسنا دعاة انغلاق وانكفاء" فالكويت كانت وستبقى ارضا مرحبة بكل جديد لتصنع من هذا التنوع هويتنا التي ميزتها.
وتشارك في الملتقى نخبة من المتخصصين الكويتيين ويتناول في جلساته موضوعات عن (تأثير التاريخ والثقافة في الهوية الكويتية) و(الهوية الكويتية بين المجتمع والشباب) وذلك بحضور حشد من المسؤولين والأكاديميين وطلاب وطالبات كلية التربية الأساسية.
ويهدف الملتقى إلى المساهمة في إبراز الهوية الكويتية في أبعادها الوطنية والقومية والإسلامية والإنسانية وما تحقق من نجاحات كويتية في التصدي للتحديات الماثلة.