اعلنت وزارة الصحة الكويتية اليوم الاثنين تسجيل منطقة عبد الله المبارك السكنية ضمن (شبكة المدن الصحية الاقليمية) التابعة لمنظمة الصحة العالمية لتكون بذلك المنطقة الثانية بمحافظة الفروانية بعد (الرحاب) والتاسعة على مستوى البلاد.
جاء ذلك في تصريح أدلت به رئيس مكتب المدن الصحية التابعة لادارة الصحة المهنية بوزارة الصحة الدكتورة امال اليحيى لوكالة الانباء الكويتية (كونا) على هامش توقيع اتفاقية تسجيل المنطقة ضمن الشبكة.
وأوضحت اليحيى ان (المدن الصحية) عبارة عن مبادرة عالمية دعت اليها منظمة الصحة العالمية وتبنتها دولة الكويت كأحد مشاريع الخطة الانمائية المندرجة تحت مبادرات التنمية المستدامة لافتة الى السعي لجعل كل مناطق الكويت مناطق صحية وفق معايير عالمية.
وأضافت "لقد نجحنا في تثبيت الخطى ووضع المعايير الخاصة بتطبيق مبادرة المدن الصحية في جميع محافظات الكويت بهدف جعل جميع المناطق السكنية مدنا صحية تدفع نحو تحسين صحة المجتمع" مشيرة الى ان البنى التحتية جعلت الفرصة مواتية لتحقيق المدينة الصحية.
وذكرت ان المعايير الموضوعة باختيار المدينة الصحية موزعة ما بين محاور بيئية وصحية وتعليمية واقتصادية ومجتمعية ومدى الاستعداد لحالات الطوارئ الى جانب توفير الموارد وتدريب الكوادر وتطوير العمل التطوعي للعمل داخل منظومة المدن الصحية.
من جهته اكد المنسق الوطني لمبادرة المدن الصحية بوزارة الصحة الدكتور احمد الشطي في تصريح مماثل وجود رغبة كبيرة لدى مختلف المناطق السكنية الكويتية للعمل على توفير المتطلبات والمعايير الخاصة بالتسجيل كمدن صحية ضمن الشبكة الاقليمية.
وأضاف الشطي ان هناك "حراكا تنافسيا" بغية وضع المناطق السكنية الكويتية ضمن ال5000 مدينة المسجلة في شبكة المدن الصحية لتدخل في المنافسة العالمية لتحقيق المتطلبات العالمية للتنمية المستدامة.
وأوضح ان الكويتيين قبلوا التحدي بتحويل مناطقهم الى مدن صحية تتوافر فيها المعايير الموضوعة من قبل منظمة الصحة العالمية وان يخضعوا للتقييم ليتم تأهيلهم كمدن صحية يتم من خلالها تبادل الخبرات والمعلومات الخاصة بالشرائح العمرية والسكانية.
وذكر ان المنطقة السكنية بعد تسجيلها ضمن شبكة المدن الصحية الاقليمية يتم تمييزها على موقع الشبكة الالكتروني باللون البرتقالي وفي حال تحقيقها الشروط والمعايير المطلوبة تتحول النقطة الى اللون الازرق ثم الاخضر وذلك بعد التأكد من تحقيق المتطلبات التي حددتها منظمة الصحة العالمية.
وأفاد الشطي بأن تحول لون المنطقة الى الازرق يعد مؤشرا لقبولها كمدينة صحية قابلة لتدفق الانشطة والمعلومات واجراء البحوث والدراسات وتبادل الخبرات والمعلومات مع المدن الصحية الأخرى حول العالم.
ولفت الى ان اي منطقة تقبل التحدي لابد لها ان تطبق 90 مؤشرا من المؤشرات الموضوعة المندرجة ضمن تسعة محاور منها البيئة والصحة والحياة الاجتماعية وحالات الطوارئ ليتم تهيئتها للتوأمة مع مدن صحية في دول اخرى.
وأشار الى المسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتق افراد المجتمع في تحقيق انماط الحياة الصحية الخالية من التدخين واثاره السلبية والامراض المزمنة غير المعدية كالسمنة والضغط والسكري وامراض القلب والشرايين وحوادث الطرق وامراض السرطان.
من جانبه اكد محافظ الفروانية الشيخ فيصل الحمود المالك الصباح في تصريح للصحافيين على هامش توقيع الاتفاقية دعم المحافظة "اللا محدود" للدفع قدما باتجاه تحقيق رؤية الكويت بأن تكون مناطقها السكنية مدنا صحية وفق المعايير الدولية.
واضاف الشيخ فيصل ان تأهيل منطقة عبد الله المبارك التابعة للمحافظة لتكون ضمن المدن الصحية امر يدعو للفخر والاعتزاز خصوصا بعد ارتفاع عدد مناطق المحافظة المسجلة ضمن الشبكة داعيا بقية المناطق الى بذل المزيد من الجهد للتأهيل والتسجيل.
ويعد برنامج المدن الصحية احدى المبادرات المجتمعية التي تبنتها منظمة الصحة العالمية ودعت الدول الاعضاء لتطبيقها وتقوم فلسفته على حرص السكان في منطقة ما على الارتقاء بالصحة في مدينتهم فتتضافر الجهود والمساعي لتحقيق هذا الهدف.
ويشترك في اعمال المدينة الصحية مجموعة من الشركاء يقودهم ممثل المدينة وهؤلاء الشركاء هم السكان والمؤسسات الحكومية ومؤسسات القطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني والمراكز البحثية والاكاديمية.
وتتركز الجهود نحو تعزيز الصحة من خلال الارتقاء بكل الجوانب التي تؤثر في صحة الانسان مثل الجوانب البيئية والاجتماعية والانشائية والتعليمية والروحية والامنية اضافة للعوامل المتعلقة بالخدمات الطبية الوقائية والعلاجية والتأهيلية.
وتشمل خطوات اعتماد المدينة كمدينة صحية ثلاث مراحل هي تسجيل المدينة في الشبكة الاقليمية للمدن الصحية واستكمال المدينة لمعايير اعتمادها كمدينة صحية (نحو 80 معيارا مقسمة على 9 محاور) وتستطيع المدينة ان تحصل على مسمى مدينة صحية اذا استوفت مانسبته 80 في المئة من هذه المعايير.
وتعنى المرحلة الثالثة بتقييم منظمة الصحة العالمية للمدينة واعمالها ومن ثم اعتمادها كمدينة صحية.
وتشمل مواصفات المدينة الصحية جمع النفايات والتخلص منها بطريقة سليمة وتوفير بيئة خالية من التلوث وتوفير نظم اتصالات جيدة وكذلك الشوارع النظيفة والمعبدة فضلا عن المرافق والخدمات الصحية الجيدة الى جانب امدادات الماء الصحية ومرافق الصرف الصحي.
وتضم المواصفات ايضا توفير الوظائف المربحة والدخل الثابت والكافي الى جانب المدارس والكليات والجامعات والمكتبات وانسجام التوزيع السكاني مع البيئة وطبيعة المدينة ورعاية المعاقين والمسنين والاطفال والفقراء ومكافحة المخدرات وسيادة الامن وتوفير التآلف الاجتماعي وتعزيز روج الاسرة الواحدة بين السكان.
كما تضم هذه المواصفات توفير طرق ووسائل النقل الامنة والكافية الى جانب الحدائق العامة الفسيحة والمساحات الخضراء والملاعب الرياضية والمرافق الترفيهية.