أكد زعماء الدول الصناعية السبع (جي 7) اليوم السبت ان هناك فرصة لانهاء الأزمة السورية "المأساوية" عبر الحل السياسي وفق المقررات الدولية وان ذلك شرط أساسي لهزيمة "الارهاب".
وقال رئيس الوزراء الايطالي باول جنتيلوني في مؤتمر صحافي عقده بختام أعمال القمة التي عقدها الزعماء على مدى يومين في (تاورمينا) بايطاليا دون التمكن من تجاوز الخلاف مع الولايات المتحدة حول المناخ "أخذنا علما أن ست من دول المجموعة السبع أكدت التزامها باتفاقية باريس حول المناخ بينما تبقى الولايات المتحدة في مرحلة مراجعة سياستها حول هذا الملف العالمي الهام".
وفيما عبر جنتيلوني وهو رئيس القمة عن أمله بأن تحسم ادارة الرئيس الامريكي دونالد ترامب "هذه المرحلة سريعا وبشكل جيد" أكد "أن القمة وجدت نقاط تلاقي مشتركة وإن تباعدت المسافة حول نقاط أخرى".
وأضاف أن هذه القمة التي كان يتوقع أن تكون الأصعب على الاطلاق شهدت "نقاشا بالغ الصدق والأمانة لكنه لم يصل الى حد الانقسام" في اشارة الى الخلافات الحادة التي برزت خاصة بين الرئيس الأمريكي والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل التي ألغت مؤتمرها الصحافي الختامي.
وأشار الى "المستوى المرضي من التوافق الذي برز في مجال السياسة الدولية وبشكل خاص بشأن كوريا الشمالية وسوريا وليبيا ومكافحة الارهاب" معتبرا أن "أهم نتائج القمة هو الالتزام المشترك حول قضية الارهاب" الذي تبلور في الاعلان الذي أصدره زعماء الدول السبع أمس الجمعة.
وفي البيان الختامي عبر الزعماء عن اعتقادهم بأنه "بعد ست سنوات من الحرب حملت الشعب السوري معاناة هائلة هناك فرصة لإنهاء هذه الأزمة المأساوية وينبغي ألا يدخر أي جهد لانجاحها عبر عملية سياسية شاملة يقودها السوريون بإشراف الأمم المتحدة لتنفيذ عملية انتقال حقيقية ذات مصداقية وفقا لقرار مجلس الأمن الدولي 2254 وبيان جنيف".
وأكدوا "التصميم على زيادة جهود دولهم من أجل هزيمة الإرهاب الدولي في سوريا ولا سيما ما يسمى تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) وتنظيم (القاعدة) مع الاقرار بحقيقة أنه من المستحيل هزيمة الإرهاب دون التوصل إلى تسوية سياسية للأزمة السورية" مشددين على ضرورة أن يرتقي جميع الأطراف الرئيسيين إلى مستوى مسؤولياتهم الدولية.
وفي هذا الصدد حث البيان كل من لهم تأثير على النظام السوري وبالأخص روسيا وايران على أن يمارسوا كل ما يمكن "لوقف هذه المأساة" بدءا بتطبيق وقف حقيقي لاطلاق النار ووقف استعمال السلاح الكيماوي وضمان الوصول الآمن والفوري للمساعدات الانسانية دون عراقيل واطلاق سراح المعتقلين قسرا وحرية الدخول لتفقد السجون.
وأعرب الزعماء في هذا السياق عن أملهم بأن يسهم اتفاق أستانا في تخفيف العنف كما ابدوا استعدادهم للعمل سويا مع روسيا اذا ما قررت ممارسة تأثيرها على حل الصراع في سوريا بالسعي للتوصل الى حل سياسي واستعدادهم للاسهام في اعادة الاعمار حالما تجري عملية انتقال سياسي ذات مصداقية.
وبشأن الأزمة الليبية أكد البيان الحاجة الملحة للمضي قدما على طريق الحوار السياسي الشامل والمصالحة الوطنية معلنا ترحيب القمة بالاجتماعات التي عقدت مؤخرا بين اللاعبين الليبيين الرئيسيين.
وطالب البيان جميع الليبيين بالانخراط في الحوار السياسي بروح توافقية والكف عن الأعمال التي من شأنها أن تزيد من حدة الصراع مجددا "دعم دول المجموعة الكامل للاطار المؤسسي المنبثق عن اتفاق الصخيرات" باعتباره الإطار الذي يمكن من خلاله إيجاد الحلول السياسية و"مساندة جهود الوساطة التي تبذلها بعثة الأمم المتحدة في ليبيا.
كما ساند مجلس الرئاسة وحكومة الوفاق الوطني في جهودهما الرامية إلى توطيد مؤسسات الدولة وتخفيف المعاناة الإنسانية وحماية وتوسيع البنى التحتية وتعزيز وتنويع الاقتصاد وإدارة تدفقات الهجرة والقضاء على التهديد الإرهابي.
وأشاد البيان بما تم احرازه من "تقدم كبير في الحد من وجود (داعش) في سوريا والعراق وتقليص جاذبية التنظيم مؤكدا الالتزام بمواصلة الجهود لاستكمال تحرير المناطق من سيطرة التنظيم ولا سيما الموصل والرقة سعيا إلى تدميره نهائيا وانهاء العنف المرتبط به وما يقترفه من انتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان وانتهاكات القانون الإنساني الدولي".
ودعا جميع بلدان المنطقة إلى القيام بدور بناء بالمساهمة في الجهود الرامية إلى التوصل لحلول سياسية شاملة ومصالحة وسلام "باعتبارها الطريقة الوحيدة للقضاء على (داعش) والجماعات الإرهابية الأخرى والتطرف العنيف على المدى الطويل في العراق وسوريا واليمن وما بعدها".
وفيما يتعلق بكوريا الشمالية جدد البيان التزام دول المجموعة بعدم الانتشار ونزع السلاح مشددا على ضرورة أن تمتثل كوريا الشمالية فورا وكليا لجميع قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة وأن تتخلى عن جميع البرامج النووية والصواريخ البالستية بطريقة كاملة يمكن التحقق منها ولا رجعة فيها.
وبخصوص أوكرانيا أكد عدم امكانية التوصل إلى حل مستدام للأزمة في أوكرانيا إلا بالتنفيذ الكامل من جانب جميع الأطراف لالتزاماتهم بموجب اتفاقات مينسك مشددا على مسؤولية موسكو عن الصراع وعلى الدور الذي يتعين عليها القيام به لاستعادة السلم والاستقرار.