انتهى الأسبوع بشكل إيجابي مع ازدياد الاستعداد للمخاطرة أكثر من بداية الأسبوع. وبلغ تدهور سوق الأسهم الصينية نهايته أخيرا؛ ووضع الأوروبيون الإطار الذي سيمكّن من تجنب خروج اليونان من منطقة اليورو، على الأقل حاليا. وباختصار، قدم اليونان مقترحا جديدا وعليه أن يتفاوض على خطة لبرنامج جديد ثالث لآلية الاستقرار الأوروبية في نهاية الأسبوع. ذلك كما ورد في تقرير البنك الوطني الصادر امس .
ويبقى السؤال الذي لا جواب له هو ما إذا كان البرلمان اليوناني مستعدا لقبول شروط جديدة وصعبة يفرضها الدائنون. وأعطى الاستفتاء الذي أجري الأسبوع الماضي النفوذ السياسي لرئيس الوزراء ألكسيس تسيبراس، الذي يملك الآن القرار السياسي للتصويت على اتفاق عبر البرلمان. وقد أصبح واضحا الآن مدى الدعم لعضوية اليونان في منطقة اليورو، ولكن يبقى أن التكاليف الاقتصادية لوضع قيود على رأس المال ترتفع، خاصة مع استمرار إغلاق البنوك.
ومن ناحية الصرف الأجنبي، ارتفع الدولار الأميركي على خلفية الوضع في اليونان. وبعد أسبوع كامل من المفاوضات المكثفة والصعبة، أصبح اليونان أخيرا قادرا على تقديم اقتراح لدائنيه مساء الخميس، وهو اقتراح يؤدي إلى قمة أوروبية في نهاية الأسبوع لمناقشة الاقتراح اليوناني وقدرة اليونان على تأمين المزيد من القروض وتواصل الدعم من البنك المركزي الأوروبي وصندوق النقد الدولي ومجموعة اليورو. ومهما كانت النتيجة، يبدو أن عدم اليقين سيستمر بالتأكيد في المستقبل حتى تواجه اليونان تخفيف عبء الدين واحتمال إعادة الهيكلة.
وفي حين ننتظر وضوح الرؤية، بقي التداول باليورو ضمن نطاق ضيق طوال الأسبوع، مع اقتناع الأسواق بأنه رغم الثكلفة الباهظة التي سيتكبدها أعضاء منطقة اليورو من أجل إبقاء اليونان عضوا فيها، فإن خروج اليونان سيكون أكثر تكلفة بعد. وبدأ اليورو الأسبوع عند مستوى 1.1114 ليتراجع بعدها إلى أدنى مستوى له عند 1.0916 ويغلق الأسبوع عند مستوى 1.1162.
وفي بريطانيا، وكما أفدنا في تقارير سابقة، يستمر الوضع الاقتصادي بالانتعاش بسبب تحسن بيانات التوظيف، والبيانات الصناعية، والوفرة النقدية في قطاع العائلات، وارتفاع سوق الإسكان. ومع ذلك، وفي حين أن خسائر بريطانيا جراء الوضع اليوناني محدودة، فإن احتمال العدوى يبدو مبعث قلق للمستثمرين الذين ابتعدوا عن الجنيه الإسترليني. فبعد أن بدأ الجنيه الأسبوع عند مستوى 1.5570، تراجع إلى أدنى مستوى له عند 1.5330 يوم الأربعاء، وعاد ليرتفع في نهاية الأسبوع إلى 1.5517 على خلفية احتمال التوصل إلى اتفاق في نهاية الأسبوع.
وفي آسيا، استمر التداول بالين بشكل إيجابي، إذ أن المستثمرين كانوا مندفعين لإيجاد أصول آمنة أثناء انتظارهم لحل مسألة الإنقاذ المالي لليونان. وانخفض الدولار مقابل الين إلى أدنى مستوى له عند 120.41 يوم الأربعاء، ليعود بعدها في نهاية الأسبوع إلى 122.78
وفي عالم السلع، تبقى أساسيات سوق النفط ضعيفة. فمن الأرجح أن تبقى أسعار النفط تحت الضغط بسبب عدم خفض إنتاج أوبك أو توقف الإمداد، خاصة أن النمو العالمي يبقى ضعيفا والأسواق الآسيوية تحت الضغط. 
وإضافة لذلك، وفي حال التمكن من تجنب خروج اليونان من منطقة اليورو، ستبقى مسارات سوق الذهب وثيقة الارتباط بالتوقعات الخاصة بسياسة مجلس الاحتياط الفدرالي. ولكن مع استمرار المستوى المرتفع للمخاطر في الأسواق المالية حاليا، هناك دائما احتمال أن يأتي تضييق المجلس لاحقا للتوقعات الحالية للسوق. وقد يساعد ذلك على منح بعض الدعم لأسعار الذهب في الوقت الحالي.