اعتمد مجلس محافظي صندوق (أوبك) للتنمية الدولية (أوفيد) دفعة جديدة من التمويلات الميسرة تبلغ قيمتها الإجمالية نحو 250 مليون دولار أمريكي لتعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة في أكثر من 20 بلدا ناميا في أفريقيا وآسيا وأوروبا الشرقية وأمريكا اللاتينية والكاريبي.
وقال المدير العام لصندوق (اوفيد) سليمان الحربش في بيان اليوم الاربعاء ان ما يناهز ثلثي التمويلات الجديدة التي تقدر بنحو 160 مليون دولار أمريكي قد تم تخصيصها لدعم أربعة مشروعات حيوية للقطاع العام الذي يعد الركيزة الأساسية لعمليات (أوفيد).
واضاف الحربش ان هذه التمويلات التي تم اعتمادها خلال الجلسة الاعتيادية ال160 لمجلس محافظي الصندوق تستهدف تحسين قطاع الإمداد بالمياه والري في الأرجنتين وقطاع التعمير والصحة العامة والبيئة في ساحل العاج وقطاع الطاقة المتجددة في كوبا فضلاً عن قطاع الري والزراعة في مصر لزيادة الدخل وتحقيق الأمن الغذائي.
وتابع ان عمليات القطاع العام جميعها تأتي بالتعاون مع حكومات البلدان الشريكة المعنية ومنظمات التنمية الدولية المساهمة بغية تنسيق الجهود المشتركة ومضاعفة النتائج إلى أقصى حد ممكن مؤكدا ان هذه الشراكات تأتي في إطار رسالة (أوفيد) لتعزيز التضامن فيما بين بلدان الجنوب للقضاء على الفقر.
وذكر ان تلك الجهود تأتي كذلك تحت مظلة الهدف ال17 لأهداف التنمية المستدامة الذي ينص على أهمية تعزيز وسائل التنفيذ وتنشيط الشراكة العالمية من أجل التنمية المستدامة.
وفيما يتعلق ببرامج (أوفيد) الخاصة بالمنح وصف المدير العام للصندوق هذه البرامج بأنها "أداة مهمة" من أدوات التنمية التي يكرسها الصندوق لدعم المبادرات الساعية إلى تحسين سبل المعيشة من خلال معالجة التحديات الإنمائية.
واشار الى ان المجلس اعتمد ثماني منح بقيمة إجمالية قدرها 32ر4 مليون دولار أمريكي لدعم مبادرات تستهدف قطاع الإمداد بالمياه والري في مالي وموريتانيا والسينغال وقطاع التعليم لاسيما تعليم الفتيات في كل من أفغانستان ونيبال وأوغندا وقطاع الطاقة المتجددة في كامبوديا وطاجيكستان وقيرجيزستان فضلا عن قطاع الصحة في فلسطين وعددا من البلدان النامية الأخرى.
وفي إطار مرفق القطاع الخاص الذي اعتبره الحربش وسيلة إضافية فاعله يمكن لأوفيد من خلالها دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الحجم لتشجيع المشروعات الإنمائية ودفع عجلة النمو الاقتصادي فقد اعتمد المجلس ثلاثة تسهيلات تمويلية بقيمة إجمالية قدرها 60 مليون دولار أمريكي تهدف العملية الأولى منها إلى تعزيز قطاع الطاقة في بنغلاديش بينما تستهدف العملية الثانية دعم مؤسسة مالية في لبنان لتوسيع نطاق عملياتها الاقراضية للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة الحجم أما بالنسبة للعملية الثالثة فتستهدف المشاركة في رأس مال مصرف إقليمي لتمكينه من تلبية مستلزمات التجارة والبنية التحتية في بلدانه الأعضاء في منطقة شرق وجنوب أفريقيا.
وحول عمليات تمويل التجارة أشار مدير عام (أوفيد) إلى اعتماد المجلس 25 مليون دولار أمريكي للمساهمة في تمويل أنشطة عمليات التجارة الدولية في جورجيا.
وأضاف "أن مرفق (أوفيد) لتمويل التجارة الدولية يهدف إلى تشجيع أنشطة الاستيراد والتصدير وتعزيز التعاون التجاري على الصعيد الدولي".
وأكد الحربش في ختام بيانه على مواصلة (أوفيد) لجهوده لنجاح مهمته للمساهمة في القضاء على الفقر بكافة أشكاله معربا عن استعداده لتعبئة كافة الوسائل المتاحة لدعم القطاعات الحيوية في جميع أنحاء العالم النامي.
وقال "نحن ملتزمون التزاما كاملا بدعم جميع أهداف الامم المتحدة للتّنمية المستدامة ال17 وأن تمويلاتنا الجديدة تؤكد على عزمنا تحسين ورفع مستويات المعيشة لأشد الناس ضعفا وفقرا".
يذكر أن صندوق (أوفيد) قدم منذ إنشائه في عام 1976 حتى الآن ما يزيد عن 21 مليار دولار أمريكي على شكل قروض بشروط ميسرة ومنح لدعم المشروعات الإنمائية المستدامة في 134 بلدا ناميا في كافة أرجاء العالم موليا أولوية قصوى لأشدِّها فقرا.