أكد وزير الاعلام وزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان الحمود ضرورة مواكبة العصر الرقمي لتفعيل دور الاعلام الوطني والقومي في تحقيق عملية حوار انساني خلاق للتنمية المعرفية يدعم الأمن والاستقرار للدول والشعوب معا.
و جاء ذلك في كلمة للشيخ سلمان الحمود ألقاها نيابة عنه الوكيل المساعد لقطاع الاعلام الخارجي فيصل المتلقم في افتتاح ندوة دولية بعنوان (الاعلام العربي في عصر الاعلام الرقمي) جرى تنظيمها على هامش الدورة ال37 لمنتدى (أصيلة) الثقافي.
 وشدد الشيخ سلمان الحمود على مسؤولية الاعلام العربي في تحصين شباب المنطقة على وجه الخصوص من فكر الكراهية والغلو والتطرف و”الارهاب».
 ودعا الى استثمار الاهتمام الشبابي بالاعلام الرقمي لاستقطابه وطرح طموحاته بفكر مستنير وثقافة وتسامح ووسطية دينية ومجتمعية ترسيخا لهويته وانتمائه مشيرا الى ان 55 بالمئة من مستخدمي شبكة الانترنت الباحثين عن الاخبار هم من فئة الشباب.
 وأبرز الشيخ سلمان الحمود التطور الذي فرضته الطفرة التكنولوجية في الاعلام بواسطة انتشار الانترنت وفي ظل العولمة الثقافية على التوجهات الفكرية والثقافية للشعوب لاسيما لدى الشباب الذين اصبحوا تحت تأثير الوجدان الالكتروني واللغة المعلوماتية والآليات التكنولوجية ما يفرض على الاعلام العربي الانخراط الجدي فيها ومواكبتها.
 ونبه الى قوة التأثير والتفاعل في اطار الاعلام الرقمي من خلال وسائل التواصل الاجتماعي خاصة مع انتشار الهواتف الذكية على المستويات القيمية والمجتمعية والفكرية والأمنية ايضا مبرزا تأثير شيوع شبكة الانترنت في استغلال وسائل الاعلام الجديدة من قبل افراد او جهات ذات دوافع اجرامية او ارهابية لنشر فكرها الضال.
 وأكد الشيخ سلمان الحمود في هذا الصدد الحاجة الى قيام المؤسسات الاعلامية الرسمية وايضا الخاصة بمسؤولياتها المجتمعية بتقديم البرامج التدريبية والتثقيفية والتوعية للجماهير خاصة قطاعات الناشئة والشباب من اجل الاستخدام الامثل لتلك الوسائل.
 وأبرز الدور الريادي لدولة الكويت في ادراك اهمية الاعلام الرقمي وتبني منظومته على المستوى العربي من خلال انشاء قطاع الخدمات الاعلامية والاعلام الجديد بوزارة الاعلام الى جانب قيام وزارة الدولة لشؤون الشباب بمبادرات وورش عمل تدريبية وتثقيفية في مجال الاعلام الرقمي للشباب ودعم كافة مبادرات مؤسسات المجتمع المدني الكويتية لتطوير المهارات الشبابية في هذا المجال بما يسهم في تطور المجتمع وتقدمه بتفاعلية وايجابية.
 وأكد الشيخ سلمان الحمود على المبادرة الطموحة لوزارة الاعلام لتعزيز الحرية الاعلامية المسؤولة بمعايير اخلاقية وأدبية بالانكباب على دراسة اصدار تنظيم للاعلام الالكتروني المهني يتيح استخدام الوسائط متعددة الاتصال من قبل اعلام المواطن تفعيلا لرسالته التنموية الجادة وبث الثقافة الاعلامية في اطار هذه المعايير بروح بناءة ومسؤولة.
 وأوضح ان الكويت تأتي ضمن أكبر خمس دول استخداما لوسائل التواصل الاجتماعي على المستوى العربي مشيرا الى ان عدد مستخدمي تلك الوسائل في الكويت يبلغ 4ر2 مليون مستخدم.
 وأشاد الشيخ سلمان الحمود بمستوى العلاقات الاخوية بين دولة الكويت والمملكة المغربية الشقيقة والتي تترسخ باستمرار بفضل الرعاية السامية لقائدي البلدين سمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد واخيه العاهل المغربي الملك محمد السادس.
 وأثنى على الجيل الجديد من الاصلاحات السياسية والاقتصادية الكبيرة التي تباشرها المملكة المغربية تحت قيادة الملك محمد السادس في طريق التحديث وتعزيز دولة القانون والمؤسسات معربا عن تهاني وتمنيات دول الكويت قيادة وحكومة وشعبا للعاهل المغربي وشعبه بمناسبة الذكرى ال16 لعيد الجلوس (العرش). يذكر ان هذه الندوة تم تنظيمها من طرف وزارة الاعلام ووزارة الدولة لشؤون الشباب ضمن فعاليات الدورة على هامش الدورة ال37 لمنتدى (أصيلة) الثقافي في اطار جامعة المعتمد بن عباد الصيفية في دورتها الثلاثين. ويأتي تنظيم الندوة بالتعاون مع مؤسسة منتدى اصيلة ومساهمة مركز (أسبار) للدراسات والبحوث والاعلام السعودي وتتواصل اعمالها على مدى يومي الاثنين والثلاثاء بمشاركة اعلاميين واكاديميين وباحثين ومتخصصين ومهتمين من دولة الكويت وعدد من البلاد العربية. وكان مهرجان اصيلة الثقافي افتتح دورته الحالية الجمعة الماضية ويستمر حتى الثامن من اغسطس المقبل حيث يتضمن برنامجه ندوات فكرية حول مواضيع (العرب نكون أو لا نكون) و (العرب غدا: التوقعات والمآل) و (قدما إلى الماضي: نحو حرب باردة عالمية جديدة) إضافة إلى ندوة محورية حول (الفيلم والرواية في سينما الجنوب) وندوات أخرى في مجالات الشعر والأدب والفن التشكيلي وغيرها. كما يتضمن سهرات فنية ولقاءات ثقافية أدبية وورشا ابداعية في فن التشكيل والرسم وكتابة القصة ونظم الشعر. ويعد مهرجان اصيلة الذي ينظم برعاية العاهل المغربي من أهم المهرجانات الثقافية السنوية في العالم التي تستقطب الى دوراتها كبار المثقفين العالميين والاكاديميين الدوليين ورجال السياسة والاعلام والدبلوماسيين المحنكين اضافة الى مشاهير الفن من مختلف دول العالم. يذكر ان المهرجان في دورته ال33 احتفى بدولة الكويت كضيف شرف تكريما لدورها في تعزيز الثقافة العربية ودعمها على مدى 50 عاما من العطاء المتواصل أثرت من خلاله الحضارة العربية الاسلامية في عصرها الحديث بالانتاج الفكري والثقافي في مختلف نواحي الابداع الانساني.