تصاعدت حدة الانتقادات النيابية الموجهة صوب وزير الصحة الدكتور علي العبيدي عقب وفاة مواطن في مستشفى الجهراء بسبب خطأ طبي وهروب الطبيب الوافد المتسبب في الوفاة قبل بدء التحقيق معه، واعلن النائب حمدان العازمي امس عن تقديمه استجواب للوزير العبيدي مع بداية دور الانعقاد المقبل متضمنا محورين الاول خاص بالاخطاء الطبية والتي تسببت في وفاة اكثر من مواطن واخرهم المواطن سعود العازمي الذي راح ضحية الاهمال الطبي، والمحور الثاني عن الفساد المالي والاداري الذي بات يتفشى في جميع القطاعات بوزارة الصحة خاصة في عهد الوزير العبيدي، مؤكدا انه يعكف حاليا على اعداد صحيفة الاستجواب الذي سيقدمه مع بداية دور الانعقاد المقبل.
و‏رد النائب العازمي على بيان لوزير الصحة الدكتور علي العبيدي حول نتيجة التحقيق بوفاة المواطن سعود العازمي، بقوله: بيانك حول وفاة العازمي ادانة لك ودليل على تقاعسك واضاف: هل تتوقع من الطبيب المدان ان ينتظرك 3 ايام حتى تمنعه من السفر؟ 
وقال العازمي في تصريح صحفي: وزير الصحة حاول تهدئة الشعب الكويتي بعد فاجعة وفاة المواطن سعود العازمي بسبب خطأ طبي واوهمنا بفتح تحقيق في هذه القضية، الا اننا تفاجأنا بعد يوم من فتح التحقيق بانباء عن هروب الطبيب المتسبب في وفاة العازمي، اذا فلماذا شكلت لجنة التحقيق ومع من ستحقق؟ 
 واضاف العازمي : مليار و600 مليون دينار هي الميزانية المقدرة سنويا لوزارة الصحة، لم يلمس منها المواطن أي تطور على المستوى الصحي، أخطاء طبية، ومواعيد طويلة، وضياع ملفات، وازدحام غير طبيعي واخيرا : ناسف لعدم وجود اسرة لاستقبالكم.
 واستطرد : هل يعقل ان يكون هذا الوضع المزري في دولة مثل الكويت لافتا الي ان المشكلة ليست في الميزانية بل في من يدير هذه الميزانية التي لو توفرت في اي دولة بالعالم لتحولت هذه الدولة الي عاصمة عالمية للطب.
 وأكد أن ميزانية وزارة الصحة تضاعفت خلال السنوات الأخيرة، حتى وصلت إلى اكثر من 1.6 مليار دينار هذا العام، بعد أن كانت الميزاينة 641 مليون دينار في عام 2008، مستغربا عدم وجود تحسن ملحوظ في خدمات وزارة الصحة رغم زيادة الميزانية عن الضعف خلال 6 سنوات.
 وشدد العازمي علي أن إهمال الدولة في إصلاح القطاع الصحي طوال السنوات السابقة ساهم في تغول بعض المستشفيات الخاصة ومتاجرتها في صحة المواطنين، لافتا الي أن القصور الحاصل في المستشفيات العامة والمستوصفات يجبر المواطنين على التردد على المستشفيات الخاصة رغم ارتفاع أسعارها، وهو ما يشكل إرهاقا كبيرا على ميزانية المواطنين ذوي الدخول المتوسطة.
 واختتم العازمي تصريحه محملا الوزير العبيدي مسؤولية تدهور الوضع الصحي في البلاد خاصة انه ليس حديث العهد على الوزارة التي حمل حقيبتها في حكومة سابقة وعلى دراية تامة بجميع ملفاتها.
استقالة الوزير
بدوره قال النائب فيصل الدويسان إنه اذا صحت المعلومات حول هروب الطبيب المتسبب بوفاة المواطن العازمي، فإن استقالة وزير الصحة أصبحت مستحقة، مجددا دعوته للوزير بالاستقالة، أو تحمل المسؤولية أمام الله أولا وأمام نواب الأمة ثانيا الذين سيؤيدون تقديم استجواب له.
 وأوضح الدويسان أن المساءلة السياسية أقل ما يمكن تقديم تجاه الإهمال الكبير الذي تسبب بإزهاق روح بريئة لا ذنب لها.
من جانبه أكد النائب سعود الحريجي أن وفاة المواطن سعود العازمي بخطأ طبي بمستشفى الجهراء يتحمله مدير المنطقة الصحية الذي ترك الاهتمام بالارتقاء بمستوى الخدمات الطبية وتفرغ للتعسف مع الموظفين والموظفات بالجهراء. 
 وطالب الحريجي وزير الصحة الدكتور علي العبيدي بسرعة انجاز اعمال اللجنة التي شكلها للتحقيق في اسباب وفاة المواطن سعود العازمي وان يتم محاسبة المخطئ واتخاذ الاجراءات المستحقة تجاهه والعمل على عدم تكرار مثل هذه الأخطاء التي يروح ضحيتها الأبرياء.
 ودعا الحريجي وزير الصحة وقيادات الوزارة الى عدم السماح للمهملين والمتخاذلين بالتهاون بأرواح المرضى والمراجعين لمستشفيات ومستوصفات الوزارة خاصة بمنطقة الجهراء التي تشهد إهمالا شديدا في الخدمات الطبية منذ تول مدير المنطقة الصحية الحالي لمنصبه.
 وقدم الحريجي العزاء لاسرة المتوفي سعود العازمي، سائلا المولى عزوجل ان يسكنه فسيح جناته وان يلهم اهله الصبر والسلوان، مؤكدا ان نواب الامة سيتابعون نتائج التحقيق في اسباب وفاته اولا باول حتى يتم محاسبة المخطئ.
تحويل القضية للنيابة
وأعرب النائب سعدون حماد عن استياءه الشديد لهروب الطبيب المدان في جريمة مقتل المواطن الشاب سعود العازمي أثناء تلقيه للعلاج في مستشفى الجهراء، وذلك عن طريق مغادرته لمطار الكويت الدولي.
 وأكد حماد على ضرورة سرعة تحويل التحقيق في قضية مقتل المواطن الشاب سعود العازمي إلي النيابة العامة لفتح التحقيق في القضية ومحاسبة كل من شارك في تلك الجريمة وسهل هروب الطبيب المدان، ولتتخذ النيابة العامة الإجراءات القانونية اللازمة لضبط وإحضار المتهم في تلك الجناية عن طريق الانتربول الدولي. 
وشدد حماد على انه بعيدا عن أي تكسبات اومصالح سياسية في هذه القضية الإنسانية، لن نتهاون في العبث بأرواح المواطنين وصحتهم وسلامتهم حتى يتم محاسبة كل من شارك في تلك الجريمة او سهل وساهم في هروب الطبيب المدان في تلك الجناية إلى خارج الكويت. مسئولية الصحة والتربية والداخلية من ناحيته قال النائب الدكتور عبدالرحمن الجيران : الاخطاء الطبية كثرت في الاونة الاخيرة بصورة ملفتة وهذه نتيجة طبيعية للتلاعب بالشهادات الجامعية والماجستير والدكتوراه وغيرها، والحادث الاخير بوفاة العازمي كافي بضرورة اتخاذ موقف مبدئي من وزارات الصحة والتربية والداخلية فاشتراك هذه الجهات بالمسئولية بات مستحقا فإمّا نسمع عن اجراءات تتناسب وهذه الجريمة وإلاّ المساءلة السياسية وصعود المنصة للاستجواب.
وأوضح النائب نبيل الفضل أن تصريح وزير الصحة الدكتور علي العبيدي اوضح موقع الخطأ في وفاة احد المواطنين رحمه الله، وحدد المسؤولية وتعهد بملاحقة المخطئ وجلبه لتقتص منه العدالة. 
 واضاف: هذا كلام جيد كان ينقصه ان يقال يوم امس لتهدأ خواطر اهل الفقيد ومشاعر المواطنين ولكن كعادة الحكومات الكويتية المتعاقبة. 
 وذكر ان حكومتنا فاشلة اعلاميا بشكل مزر وهي من يفتح على نفسه باب الضرب والتعدي من صعاليك المعارضة وخمة الاخوان.