استعرض رئيس مركز الكويت للفنون الاسلامية فريد العلي اليوم الخميس تجربة المركز "كجزء من نشاط ثقافي وديني متنوع لمسجد الدولة الكبير في دولة الكويت".
جاء ذلك خلال محاضرة للعلي على هامش مشاركته في فعاليات مؤتمر "الفن الاسلامي في مواجهة التطرف" بمكتبة الاسكندرية.
واشار العلي الى المحاور الاساسية لعمل المركز الذي تأسس عام 2005 والتي تتعلق بالفنون الاسلامية وهي التوعية والتدريب والتعليم ونشر الثقافة الفنية مبينا أن كافة الفعاليات والانشطة تهدف الى العناية بالمواهب الواعدة والعمل على تنميتها ونشر الفنون الاسلامية داخل الكويت وخارجها.
كما اشار الى أن الهدف من هذه الانشطة والفعاليات أيضا انشاء مركز معلومات متخصص يوفر كافة المراجع البصرية والسمعية والكتب المعنية بالفن الاسلامي ومد جسور التواصل مع الهيئات والمؤسسات الثقافية التي تهتم بالفن الاسلامي من جميع انحاء العالم.
وذكر العلي أن الكويت مرت عليها فترة لم تكن الفنون الاسلامية فيها تحظى بالحضور الذي تستحقه الامر الذي استوجب "تقديم هذه الفنون للجمهور على يد نخبة من أساتذتها وخيرة فنانيها".
واستعرض أنشطة المركز بهذا الخصوص والتي كان باكورتها معرض (ترانيم الحروف) للخطاط داوود بكتاش 2005 والذي مثل انطلاقة لمركز الكويت للفنون الاسلامية وكسب ثقة الجهات الرسمية التي وفرت الدعم لمزيد من الأنشطة والفعاليات.
واشار الى توالي المعارض الفردية والمشتركة لفنانين كبار من اكثر من بلد من بينها (معرض الخط العربي) للخطاط أمير فلسفي - نوفمبر 2006 و(معرض الزخرفة الاسلامية) للفنان محمد هنرور 2008 و(معرض الخطاط حسن جلبي) 2009 و(معرض حروف الحرية) 2012 و(معرض رحلة المصحف الشريف) 2015.
ولفت العلي كذلك الى العديد من المعارض التي نظمها مركز الكويت للفنون الاسلامية في المجر وروسيا وفرنسا وبروناي وغيرها بغرض نشر الوعي بالفنون الاسلامية على أوسع نطاق.
واشار كذلك الى (ملتقى الفنون الاسلامية) الذي يقيمه المركز مرة كل عامين ويعد تظاهرة فنية تجمع أشكالا عدة من الفنون الاسلامية ولا تقصر اهتمامها على فن دون آخر.
وبين أن المركز أقام سبع دورات متتالية من (ملتقى الكويت الدولي للفنون الاسلامية) بمشاركة أكثر من 450 خطاطا وفنانا من مختلف بلاد العالم العربي والاسلامي والغربي في كافة المجالات والتخصصات.
كما يركز المركز في كل دورة على مجال معين من تطبيقات الفنون الاسلامية مثل التطبيقات على الخشب والخزف والنسيج والسجاد مبينا أن الملتقى "أصبح محل اهتمام محبي الفنون الاسلامية من كافة دول العالم ويحظى بمكانة بارزة على خريطة الثقافة في كافة دول العالم" .
وقال العلي إن ملتقى الكويت يحظى بمتابعة المهتمين من كل مكان مؤكدا حرص المركز على الاهتمام بكافة شرائح المجتمع "خاصة الأطفال والنشء الذين يتلمسون طريقهم ويكتشفون اهتماماتهم".
واشار الى ان ذلك من خلال تخصيص مساحة للتعرف على الفنون الاسلامية عن طريق المشاركة والممارسة العملية في ورش خاصة يشرف عليها فنانون كويتيون ومن ضيوف مشاركين في الملتقيات المتعددة.
كما لفت الى اهتمام مركز الكويت للفنون الاسلامية أيضا بالتدريب والدروس المتخصصة في فن الخط على الطريقة الكلاسيكية المعروفة ب (المشق) والتي تنتهي بمنح الطالب اجازة الخط الذي تلقاه عن الأستاذ مشيرا الى أن هذه المهمة أوكلت لخطاطين مجازين ومجيدين "بغية تأهيل خطاطين على مستوى لائق".
وأشار كذلك الى تنظيم (مسابقة سنوية في فن الخط) على مستوى دولة الكويت "وفق معايير التحكيم المتبعة في المسابقات الدولية والتحكيم فيها عن طريق لجان تحكيم من كبار الخطاطين".
كما اشار الى تخصيص فرع لطلبة المدارس في المرحلة الابتدائية وآخر لطلبة المرحلتين المتوسطة والثانوية وذلك بالتزامن مع أنشطة تعليمية وتدريبات مخصصة لتأهيل الطلبة للمشاركة في المسابقة وتزويدهم بمعرفة اساسية حول فن الخط في هذه المرحلة المبكرة من حياتهم.
وبين العلي أن هذه المسابقة كشفت عن العديد من المواهب التي تشكل الأمل في مستقبل مزدهر لهذا الفن الاسلامي الأصيل.
وأضاف العلي أن المحور المتعلق بنشر المعرفة والثقافة الفنية استغرق الكثير من العمل نظرا لعمق أثره "رغم أن نتائجه قد تتطلب زمنا أطول منوها بإنشاء المركز (مكتبة متخصصة) تجمع الكتب المتعلقة بالفنون الاسلامية.
واوضح أن هذه الكتب سواء كانت في فن الخط العربي أو الزخارف الاسلامية أو العمارة أو الحرف أو غيرها بشتى اللغات (العربية والانجليزية والفرنسية والتركية والفارسية) مبينا أنه يجرى العمل على تعزيزها بأمهات الكتب والمراجع والدوريات أولا بأول.
وأشار العلي كذلك الى قيام المركز بنشر عدد من الكتب منها (خطوط المصاحف) و(كسوة الكعبة المشرفة) و(امبراطورية الخط العربي) و(قواعد خط كوفي المصاحف) و(قواعد الخط الكوفي القيرواني) .
وذكر أن المركز عزز خطة النشر ببرنامج آخر يسعى الى ترجمة ما كتب حول الفنون الاسلامية الى اللغة العربية سواء من اللغة الانجليزية أو من لغات اخرى مثل التركية والفارسية وذلك لتعزيز المكتبة العربية بالمزيد من المراجع وتسهيل مهمة الباحث في هذا الميدان.
وأعرب العلي عن الارتياح لما حصده مركز الكويت للفنون الاسلامية من نتائج ملموسة منها تخريج عدد من الخطاطين المجيدين "الذين باتوا يشكلون الجيل الجديد من أساتذة هذا الفن في الكويت".
ونوه كذلك بالإقبال الكبير من جيل الشباب والناشئة على تعلم فنون الخط العربي والزخرفي الاسلامية قائلا "شهدنا في الكويت" اقبالا خاصا على فن "صناعة الورق المجزع" المعروف بفن (الابرو) الذي لم يكن معروفا في الكويت قبل بداية العمل في المركز.
وأعرب عن الفخر لوصول أبناء الكويت الى درجة كبيرة في اجادة هذا الفن مشيرا الى تحقيق هذه الانجازات "بفضل التعاون مع العديد من المؤسسات المعنية في مجال الفنون الاسلامية من داخل الكويت وخارجها".
وأعرب العلي في ختام محاضرته عن الشكر العميق لمكتبة الاسكندرية و"مؤتمر الفن الاسلامي في مواجهة التطرف" مشيدا بجهود القائمين على المؤتمر