أكد رئيس مجلس إدارة اتحاد المصارف العربية الشيخ محمد الجراح الصباح اليوم الخميس حرص المصارف العربية على تطبيق التشريعات الدولية ومنها توصيات (بازل) ومجموعة العمل المالي ومجلس الاستقرار المالي وغيرها من التوصيات والتشريعات العالمية.
وقال في كلمة القاها في جلسة افتتاح اعمال الملتقى الثامن لرؤساء ادارة المخاطر في المصارف العربية ان "تشدد المصارف العربية في الامتثال لهذه التشريعات ناجم عن وعيها وقناعتها بها وادراكها بخطورتها على اعمالها داخل بلدانها وخارجها".
وأضاف ان "تطبيق حوكمة رشيدة في المؤسسات المصرفية هو أحد العناصر المساعدة للهيئات الرقابية في تنفيذ مهامها وتطبيق هذه المبادئ بشكل جيد يؤدي الى تسهيل مهمة الهيئات الرقابية وخصوصا المبادئ المتعلقة بالممارسات الصحيحة للإدارة وممارسات شفافة في التعويض والمكافآت".
واشار الشيخ محمد الجراح الى التطورات والتغيرات التي شهدتها الصناعة المصرفية نتيجة التقدم التكنولوجي وبروز العديد من المنتجات المالية الجديدة التي تقدمها البنوك مما وضعها أمام تحديات كثيرة تستوجب تضافر الجهود من جميع الأطراف المعنية لتعظيم الفائدة من هذه التطورات والتقليل من المخاطر الناجمة عنها.
واكد اهمية الدور الذي يلعبه اتحاد المصارف كمنبر يجمع المصارف العربية للبحث في المسائل التي تهمها مشددا على ضرورة العمل لجعل القطاعات المصرفية والمالية بكل مواردها البشرية قادرة على اكتساب الصلابة في مواجهة الصدمات.
وشدد في الوقت نفسه على اهمية قيام المصارف العربية بالتمويلات اللازمة للتنمية الاقتصادية في الدول العربية.
وبدوره اكد رئيس اللجنة التنفيذية في اتحاد المصارف العربية جوزف طربيه "اهمية فهم ثقافة ادارة المخاطر وتجنبها على انواعها بما فيها مخاطر السمعة ومخاطر تبييض الاموال ومخاطر تمويل الإرهاب".
وأعلن ان اتحاد المصارف العربية سيطلق قريبا (المركز العربي لإدارة المخاطر) في مقر امانته العامة بهدف الارتقاء بصناعة إدارة المخاطر في العالم العربي بالتوافق مع المعايير الدولية وبهدف زيادة الوعي لدى القطاع المصرفي والمالي والشركات حول اهمية تبني وتطبيق احدث اساليب ادارة المخاطر.
واضاف ان المركز سيقوم كذلك بتقديم الدراسات والبحوث العلمية المعمقة في مجالات ادارة المخاطر على تنوعها وتوفير التدريب المتخصص في هذا المجال واعداد العاملين في القطاع المصرفي والمالي عبر دورات تدريبية وإعدادهم كذلك لامتحانات الديبلوم او الشهادات العلمية المتخصصة.
وأشار طربيه الى انه يجري العمل ايضا على تشكيل مجموعة خاصة لادارة المخاطر في الاتحاد الدولي للمصرفيين العرب لتعزيز التنسيق بين الوحدات المتخصصة في ادارة المخاطر ومواكبة المستجدات على مستوى العمل المصرفي العربي.
ومن جانبه قال رئيس لجنة الرقابة على المصارف في لبنان سمير حمود ان القطاع المصرفي في بلاده "يتمتع باوضاع مالية تجعله ملتزما التزاما كاملا بمعايير السيولة والملاءة والمحاسبة" مؤكدا ان "دوره في تعزيز الاقتصاد لا يزال رائدا وحاضرا للمراحل القادمة".
واضاف "بالرغم من ذلك لا تزال المخاطر تحيط بالقطاع ولا سيما في ادارة الربحية وتحديد خطط العمل المستقبلية اضافة إلى المخاطر المتنوعة في الادارة والتشغيل من امتثال وحوكمة ومكافحة القرصنة ومخاطر العملات الرقمية".
ودعا حمود المصارف الى التوازن في رسم الخطط المستقبلية والحفاظ على دور الوساطة الصحيحة ما بين المودع والمقترض ومواكبة التطورات الحاصلة في الخارج لجهة وسائل الدفع لافتا الى ان ذلك "لن يكون ممكنا الا بتطوير خبرات الجهاز البشري خاصة في مجال إدارة المخاطر ومتابعة اوضاع المصرف ومعالجة أي خلل بصورة مسبقة حفاظا على متانة المصرف في ملاءته وسيولته وربحيته".
يذكر ان ملتقى رؤساء ادارة المخاطر في المصارف العربية ينظم سنويا من قبل اتحاد المصارف العربية وبالتعاون مع لجنة الرقابة على المصارف في لبنان بمشاركة رؤساء ومدراء المخاطر في المصارف ومدراء التدقيق الداخلي ورؤساء ادارة الرقابة المالية بالإضافة الى مصرفيين وخبراء من دول عربية واجنبية.