كتب بول سوني وميسي ريان في صحيفة "واشنطن بوست"، أن رغبة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في منع حصول هجمات كيماوية في المستقبل عززت التكهنات بأنه قد يجيز شن هجوم أوسع من ذلك الذي أمر به قبل عام، على قاعدة الشعيرات في حمص، رداً على الهجوم الذي نفذته قوات الأسد بأسلحة كيماوية على خان شيخون. 
وأوضح الصحافيان أن ضربة واسعة، قد تشمل مشاركة مقاتلات الشبح التي لا تكشفها الرادارات ومهاجمة مواقع عدة، مما قد يلحق ضرراً دائماً بالمنشآت العسكرية والبنى التحتية الاقتصادية التي يحتاج إليها بشار الأسد لإحكام قبضته مجدداً على سوريا بعد سبعة أعوام من الحرب الطاحنة. لكن هجوماً واسعاً سيواجه مخاطر على المديين المتوسط والبعيد، بما في ذلك احتمال تصعيد خطير مع روسيا، الداعم العسكري الأساسي للأسد، في بلد استخدمته موسكو ساحة اختبار لبعض أسلحتها الأكثر تعقيداً. 
"استعدي يا روسيا"
ورفض مسؤولون عسكريون التعليق على محتوى الضربة المحتملة أو توقيتها، حتى مع إعلان ترامب نياته القيام برد فعل على الهجوم الكيماوي الذي قتل 45 شخصاً في دوما بالغوطة الشرقية السبت. وكتب ترامب على تويتر: "استعدي يا روسيا، الصواريخ آتية، لطيفة وجديدة وذكية" في إشارة إلى عزمه على قصف سوريا بالصواريخ. لكن ترامب أضاف الخميس أنه لا يعني أن الضربات الصاروخية ستحدث في وقت قريب. وفي التغريدة ذاتها تحدث عن تقدم مهم في قتال داعش. 
وأشار الصحافيان إلى أن الهجوم الكيماوي الذي شنه نظام الأسد ضد المدنيين، جعل ترامب يتخلى عن قلقه حيال التورط في النزاع، تماماً كما فعل قبل عام، عندما أمر بضربات صاروخية على مطار معزول انطلقت منه الطائرات التي قصفت بغاز السارين بلدة خان شيخون في ريف إدلب في 4 أبريل (نيسان) 2017. وتبرز أسئلة حول فاعلية الخطة العسكرية ومدى تأثير الضربة العقابية-بصرف النظر عن اتساعها- في ردع الأسد عن شن هجمات كيماوية جديدة. 
انتقادات
وذكّر الصحافيان بأن المنتقدين كانوا يلومون ترامب على طبيعة هجوم 2017، الذي لم يحدث تأثيراً مهماً على صعيد عرقلة العمليات الجوية لسلاح الجو السوري أو يحول دون العودة مجدداً إلى استخدام الأسلحة الكيماوية بعد أشهر. وعندما أخفق الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما في السماح بضربات ضد سوريا عام 2013، لفرض "خطه الأحمر" ضد استخدام الأسلحة الكيماوية، وجه رسالة تتيح، في رأي البعض، استخدام الكيماوي على رغم التوصل إلى اتفاق على تجريد سوريا من ترسانتها من الأسلحة المحظورة. ويقول بعض المحللين إنه كي ينجح هذا المبدأ، فإن البلد أو الشخص الذي تحاول القوات الأمريكية ردعه، يجب أن يفهم رد الفعل الذي ستتخذه الولايات المتحدة. وقد ردت القوات الأمريكية في بعض الأحيان على استخدام الأسد الأسلحة الكيماوية، لكنها في مرات أخرى لم ترد قط. 
الدفاعات الجوية السورية
وقال الصحافيان إن بعض المحللين يقولون إن الهجمات الكيماوية ستستمر، إلا إذا شعرت روسيا وإيران بعواقب دعم الأسد. وفي مقدمة العوامل الرئيسية التي يجب أن يأخذها المخططون العسكريون في الاعتبار هي الدفاعات الجوية في سوريا التي تعززت بقرار روسيا التدخل عسكرياً عام 2015، ويمكن أن تشكل تهديداً إذا ما قرر البنتاغون استخدام طائرات يقودها طيارون في الهجمات. وبرزت قوة الدفاعات الجوية السورية في إسقاط هذه الدفاعات مقاتلة إسرائيلية من طراز "إف-16" في فبراير (شباط) الماضي. كما على المسؤولين العسكريين أن يأخذوا في الاعتبار رد روسيا التي هددت بشن هجمات معاكسة على أهداف أمريكية ونشرت مقاتلات "سوخوي-57" المتطورة التي لا يكتشفها الرادار في سوريا.