قال الرئيس الفرنسي ماكرون أمس الثلاثاء إنه يريد العمل على اتفاق جديد مع إيران يضم ممثلين من دول المنطقة إلى طاولة المفاوضات.
وقال ماكرون، في زيارته الرسمية للولايات المتحدة، إنه لا يؤيد إلغاء الاتفاق الحالي، لكنه يؤيد "بناء شيء جديد يغطي جميع مخاوفنا".
وتابع أن محادثاته مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دفعته إلى الاعتقاد بأن هناك فرصة لاتخاذ مسار جديد في الاتفاق الإيراني، الذي طالما أصر ترامب على تعديله.
وأوضح ماكرون: "أعتقد أن المناقشات التي أجريناها معا جعلت من الممكن فتح الطريق، تمهيد الطريق لاتفاق جديد"، مضيفاً أنه يود إشراك "قوى إقليمية" مثل روسيا وتركيا.
وقال ماكرون في مؤتمر صحافي مشترك مع ترامب إن الاتفاق الحالي يمكن أن ينظر إليه باعتباره ركيزةً تحتاج إلى ثلاث ركائز أخرى. 
وأشار إلى أن الركائز الأخرى ستشمل التعامل مع طموحات إيران النووية بعيدة المدى بما يتجاوز النطاق الحالي للاتفاق، وبرنامج الصواريخ الباليستية الإيرانية، والحلول السياسية لاحتواء نشاط إيران في سورية واليمن ولبنان.
وأوضح أن اتفاقا أوسع سيعالج "كامل الوضع في المنطقة" وسيكون السبيل الوحيد "لتحقيق الاستقرار" فيها، ويُعالج أيضاً مخاوف ترامب وانتقاداته للاتفاق.
ورداً على مقترح ماكرون، قال ترامب: "أعتقد أننا سنحصل على فرصة رائعة لإبرام اتفاق أكبر، وربما عدم التوصل إلى اتفاق".
وبدأ الرئيس الأمريكي اجتماعاته مع ماكرون في البيت الأبيض الثلاثاء بتهديد إيران "بمشاكل أكبر" إذا استأنفت برنامجها النووي.
واستخدم ترامب أيضا لغةً قويةً في انتقاد إيران بوصفها صانعة للمشكلات في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
وتابع ترامب: "يمكنكم أن تسجلوا ذلك.. إذا استأنفت برنامجها النووي فستواجه مشكلات أكبر من أي وقت مضى".
وقالت إيران أخيرا إنها قد تستأنف أجزاء من برنامجها النووي التي أوقفتها بعد توقيع اتفاق 2015، إذا قرر ترامب الشهر المقبل تجديد العقوبات التي تُطرح دورياً للمراجعة.
وانتقد ترامب، المعروف بوجهات نظره المعارضة للاتفاق النووي الإيراني وضغطه لإعادة صياغته، الاتفاق ووصفه بأنه "جنونى" و"عبثى" وأنه ما كان ليُبرم أصلاً.
 وأضاف ترامب: "حيثما تذهب في الشرق الأوسط، يبدو أن إيران تقف وراء كل مشكلة"، مشيراً إلى الصراع في اليمن مثالاً، واشتكى بشدة من اختبارات الصواريخ الباليستية الإيرانية ، قائلاً إنه يجب منعها.
وقال ترامب إن زيارة ماكرون "شهادة على الصداقة القوية التي تربط بين دولتينا".
وأشار ترامب إلى الروابط القائمة منذ أمد طويل بين الولايات المتحدة وفرنسا، التي دعمت القوات الأمريكية في حرب الاستقلال الأمريكية عن بريطانيا بين 1775 و1783 .
وقال ترامب: "من المناسب حقا أن نجري أول زيارة رسمية لنا مع زعيم أقدم حليف لأمريكا، دولة فرنسا الأبية".
من جانبه، قال ماكرون إن زيارته "تشهد على قوة" العلاقة بين باريس وواشنطن.
ومنذ توليه منصبه في يناير 2017، التقى ترامب عشرات القادة الأجانب في البيت الأبيض، إضافةً إلى عدد قليل منهم في منتجع مار لاغو، منتجعه الخاص في فلوريدا.