واصل النفط الخام تراجعه في الأسواق الدولية، مسجلا مستويات منخفضة جديدة، فيما يعكس استمرار حالة عدم الاستقرار فى الأسواق وتباطؤ تعافي الأسعار نتيجة مستويات الطلب المنخفضة، في وقت ساد فيه القلق في السوق العالمية بعد إعلان «بي بي» تخارجا من مشروعات بـ 5 مليارات دولار في 2016.
 
وباعت الشركة البريطانية أصولا بنحو 50 مليار دولار منذ حادث التسرب المميت في خليج المسكيك عام 2010 وقالت اليوم إنها تتوقع التخارج من أصول بثلاثة إلى خمسة مليارات دولار في 2016، في وقت تعكف فيه شركات النفط على خفض الإنفاق وتكاليف التشغيل على مدى العام الأخير للتعامل مع الانخفاض الحاد في تدفقات السيولة من جراء تراجع أسعار النفط. وأدت التخفيضات إلى فقد آلاف الوظائف وإلغاء العديد من المشاريع الجديدة. وقالت «بي.بي» إن إنفاقها الرأسمالي هذا العام سيقترب من 19 مليار دولار انخفاضا من تقدير سابق دون 20 مليار دولار وإنه سينخفض إلى ما بين 17 و19 مليار دولار سنويا حتى 2017. وتلك هي المرة الثالثة التي تخفض فيها الشركة هدف الإنفاق الرأسمالي في 2015 من هدف أصلي بين 24 و26 مليار دولار.
 
وكان السبب الرئيس وراء الانخفاضات الحالية بيانات اقتصادية تؤكد استمرار حالة وفرة المعروض وتخمة الإمدادات، التي أضعفت الأسعار على مدار أكثر من عام مضى، وتزامن ذلك مع بيانات أخرى تؤكد ارتفاع مستوى المخزونات النفطية الأميركية.
 
ورغم تراجع وتقلص كبير حدث في إنتاج النفط الصخري الأميركي، إلا أنه لم يفلح فى دعم الأسعار بسبب تراجع الطلب والاستهلاك في دول الاستهلاك الرئيسية، خاصة الصين واليابان، وهو ما جعل الاتجاه نحو انخفاض الأسعار يتغلب على العوامل الداعمة للسوق ويقود إلى انخفاضات سعرية قياسية.
 
وقال فينسينزو أروتا؛ مدير التسويق في شركة تيميكس أليو الإيطالية للطاقة المتجددة، إن حالة عدم استقرار أسعار النفط وتراجع الأسعار قد تمتد إلى العام المقبل نتيجة وفرة المعروض وتباطؤ الطلب، ومن المتوقع أن تتفاقم هذه الحالة مع بدء ضخ النفط الإيراني في الأسواق الدولية واحتمال رفع الولايات المتحدة قرار حظر تصدير النفط الخام إلى الأسواق الدولية.