اتفق مشاركون في مؤتمر الطاقة العربي ال11 اليوم الثلاثاء على ضرورة مواصلة التعاون والحوار "الدائم والمباشر" بين منتجي ومستهلكي الطاقة مشددين على اهمية تأمين منظومة نقل الطاقة وتعزيز دورها التنموي.
واكد المشاركون في الجلسة الوزارية الثانية للمؤتمر بشأن (أمن الطاقة كشراكة عالمية) التي ترأسها وزير البترول والثروة المعدنية المصري المهندس طارق الملا ان معدلات استهلاك الطاقة بمختلف انواعها سيواصل منحناه التصاعدي حتى عام 2030 داعين في الوقت ذاته المنظمات والهيئات المتخصصة الى توفير البيانات والتحليلات الاستشرافية بشان الطاقة وازالة ما يمكن من غموض حول مستقبلها. وفي ورقة النقاش الرئيسية تطرق الأمين العام لمنتدى الطاقة الدولي (آي.اي.اف) الدكتور سون زينشنغ الى ارتباط أمن الطاقة العالمي بالحوار المشترك والمعرفة المتكاملة.
ودعا زينشنغ الى ايجاد تعاون وحوار تشاوري دائم بين المنتجين والمستهلكين مع استمرار استقرار مخزون الطاقة والتخفيف من حدة التنافس التجاري لتفادي التقلبات التي تؤثر على الجميع مؤكدا ان التعاون المشترك سيضمن استقرار السوق العالمية على المدى الطويل.
من جهته طرح المدير التنفيذي لصندوق (اوبك) للتنمية الدولية (اوفيد) سليمان الحربش امن الطاقة من منظور تنموي في ظل حياة 36 مليون عربي دون طاقة من اصل 2ر1 مليار نسمة حول العالم رابطا امن الطاقة بمفهومه العام بأمن المياه.
واكد الحربش على اهداف (اوفيد) التنموية لاسيما فقر الطاقة ومبادرة قمة جدة لمنتجي الطاقة ومستهلكيها عام 2008 (الطاقة للفقراء) بتخصيص مليار دولار إسهاما في بلوغ هذا الهدف.
وذكر ان تخصيص هذا المبلغ خلال عام 2012 كحد أدنى للاسهام في القضاء على فقر الطاقة أو التخفيف منه مع تجديده (اعتمادات متجددة لا تحكمها فترة زمنية) ساهم في اطلاق المبادرة الأممية (الطاقة للجميع) لضمان أمن واستقرار الطاقة بعد القضاء على فقرها في الدول النامية.
واستعرض الحربش كذلك نشاط (أوفيد) وما يقدمه من مساعدات للدول الفقيرة في أنحاء العالم خاصة في مجال الطاقة التقليدية والجديدة والمتجددة.
بدوره قال مستشار وزير البترول السعودي الدكتور ابراهيم المهنا "ان زلزال اغسطس عام 1990 (الغزو العراقي لدولة الكويت) هز العلاقات بين المنتجين والمستهلكين اذ اصبحت منذ ذلك الوقت قضية مشتركة وذلك بعد فقدان الاسواق نحو اربعة ملايين برميل من النفط في يوم واحد".
واكد المهنا ان العالم بدأ منذ ذلك التاريخ بإدراك اهمية التعاون والتنسيق بين طرفي الأسواق العالمية معتبرا في الوقت ذاته ان استشعار ارتباط أمن الامدادات بأمن الطلب انطلق منذ قمة مسقط عام 1977 حين ظهر ادراك بعض الاطراف بأهمية وطبيعة العلاقة.