قصّ الكاتب المعروف بمتابعته لشؤون الشرق الأوسط، روبرت فيسك، اليوم الجمعة، رواية عن عائلة فلسطينية استولت إسرائيل على أرضها قبل 25 عاماً.
وأورد فيسك في مقالة له بصحيفة "ذي اندبندنت" البريطانية أنه استطاع تصوير ما حدث مع عائلة الخطيب في مدينة القدس في فيلم تسجيلي يتذكر فيه عندما أجرى مقابلات مع أفراد الأسرة، بعدما سجل مقاطع للجرافات الإسرائيلية وهي تهدم عدة مبان ملحقة بالمنزل وتجرف أشجار الزيتون والعنب واللوز، ويتذكر عندما قال له محمد الخطيب الذي كان شيخاً كبيراً وقتها "ماذا تنتظر مني أن أفعل؟" أمام آلات حكومة الاحتلال.
ويشير فيسك إلى أن نجل الشيخ محمد، الذي يبلغ من العمر 35 عاماً، اتجه للمحكمة الإسرائيلية لمنع سرقة أرضه. ويواصل فيسك قائلاً إن "مشاهد كهذه هي التي صنعت كراهية العرب والمسلمين للغرب فبهذه الكيفية وبعد سنوات تمددت المستوطنة الإسرائيلية جفعات زئيف من مجرد بضع منازل فوق الجبل إلى الوادي وابتلعت قرية حزما العربية".
ويقول فيسك إنه عندما قرر العودة إلى نفس الموقع حيث كان منزل الأسرة والحديقة المحيطة لم يعد بإمكانه رؤية المنزل لكنه كان يستطيع بسهولة أن يميز الطريق الممهدة التي تقود إليه.
ويقول فيسك إن عائلة الخطيب "ليست العائلة الفلسطينية الوحيدة التي سلبتها إسرائيل أرضها ومنزلها"، مشيراً إلى أن الحروب الدائرة في أفغانستان والعراق وسوريا أبعدت تسليط الأضواء قليلاً على هذا النوع من القصص.
ويضيف فيسك أن الطريق إلى قرية حزما الآن أكبر وأوسع لكن هناك حواجز أمنية إسرائيلية وسور ضخم يفصل المستوطنة عن القرية العربية التي يصل عمر بعض بيوتها الحجرية إلى 100 عام.
وعلى الرغم أن محمد الخطيب وزوجته قد توفيا ودفنا في قرية حزما، إلا أن الأبناء ومنهم سليمان الخطيب فلا يزالون يعيشون هناك في بيت مزدحم.