أعلنت متاحف قطر، أول أمس، عن تنظيم معرض يحفز التفكير في فن الرسام والنحات الفرنسي جان ليون جيروم “1824 - 1904” وإرثه بمناسبة الذكرى المئوية الثانية لميلاده بعنوان “بين نظرة ونظرة: جيروم، فن وأثر”، وذلك خلال الفترة من 2 نوفمبر 2024 إلى غاية 22 فبراير 2025، ويضم ثلاثة أقسام منفصلة، يجمعها رابط مشترك، ويقدم كل منها إنتاج جيروم الفني أو يطرح تساؤلات حوله أو يعيد النظر فيه من خلال وجهات نظر ووسائط فنية وحقب زمنية مختلفة.
وينظم متحف لوسيل المستقبلي هذا المعرض بالتعاون مع متحف: المتحف العربي للفن الحديث الذي سيستضيف العرض.
ويضم المعرض قرابة 400 عمل فني، منها مختارات واسعة من مجموعة متحف لوسيل منقطعة النظير في الفن الاستشراقي، تضم رسومات أوروبية حول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وجنوب آسيا في الحقبة الزمنية الممتدة من القرن السادس عشر إلى القرن التاسع عشر. كما يحوي هذا المعرض أعمالا هامة معارة من مقتنيات متاحف قطر العامة ومجموعات مقتنيات مؤسسات عالمية مرموقة مثل متحف المتروبوليتان في نيويورك، ومتحف الفنون الإسلامية في ماليزيا، وأعمالا جديدة كلف بها فنانون منهم بابي بادالوف “مواليد عام 1959 في أذربيجان”، ونادية كعبي لنكي “مواليد عام 1978 في تونس” لتقديم تفسيرات أخرى لجيروم في القرن الواحد والعشرين.
جدير بالذكر، أن جيروم، هو واحد من أشهر الفنانين الأوروبيين الناجحين تسويقيا في القرن التاسع عشر، وقد عرف في زمانه بصفته رساما يتناول التاريخ في أعماله، فضلا على كونه راويا بصريا، من خلال إحياء عالمي اليونان القديمة وروما. إلا أن دوره كمؤرخ للثقافات الحديثة وشعوب شمال إفريقيا والشرق الوسط هو الذي أكسبه تأثيرا عظيما. وسمحت له أسفاره العديدة لمصر وتركيا ومحطاته العديدة في المنطقة بين 1855 و1880 بإنتاج بعض من صور ومواضيع الفن الاستشراقي التي بقي أثرها عبر الزمن. واضطلعت رسوماته المتسمة بالخيال المذهل والطبيعة الدقيقة بدور رئيس في تعريف عالم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لكل من أوروبا وأمريكا وبريطانيا. ومنذ 1978، أضحت أعماله موضوع تمحيص نقدي لدى مؤرخين فنيين منهم ليندا نوتشلين التي اشتهرت بقراءة لوحاته ضمن سياق مخطط استعماري أعمق وأكثر قسوة.
ويأتي معرض “بين نظرة ونظرة: جيروم، فن وأثر” ليقدم تأويلات جديدة للفنان في نطاقها الواسع، دون إغفال مساهمات هؤلاء المختصين، أو كتاب إدوارد سعيد الرائد: “الاستشراق”.
ويشرف على التقييم الفني للمعرض كل من إيميلي ويكس، قيم فني ضيف في متحف لوسيل، وجايلز هدسون، قيم فني للصور الفوتوغرافية في متحف لوسيل، وسارة رضا، قيم فني ضيف في متحف: المتحف العربي للفن الحديث، ويندرج تنظيمه في إطار إرث العام الثقافي “قطر ـ فرنسا 2020”، البرنامج الذي يمتد على مدار عام ويضم مبادرات تعاون بين مؤسسات في البلدين.