أعلن معهد الآثار لجامعة الجزائر، أول أمس، عن تحقيق اكتشافات لمعالم وقطع أثرية متنوعة بالموقع الأثري (مرسى الدجاج) في منطقة (زموري) الساحلية بولاية بومرداس شرقي العاصمة تعود إلى الحقبة الإسلامية.
وقالت رئيسة فرقة البحث والاستكشاف بالمعهد الخبيرة عائشة حنفي في تصريح صحفي: إن الحفريات التي انطلقت في 17 سبتمبر الجاري وتتواصل على مدار 15 يوما يشرف عليها فريق بحث يضم نحو 30 أستاذا وباحثا وطالبا.
وذكرت حنفي أن أعمال الريادة والاستكشاف الأولى للموقع تمت سنة 2017 بناء على القرار الوزاري لسنة 2016 الذي صنفه كمعلم ومحمية أثرية وطنية وتوالت بمعدل حفرية واحدة في كل سنة.
وأوضحت أن من أهم ما تم اكتشافه بهذا الموقع خلال الحفرية الجديدة منزلاً من الحجم الكبير تم تشييده بتقنية بناء راقية وساحة واسعة وبئر بعمق نحو 5 أمتار من المرجح أنه يعود إلى الحقبة الإسلامية ما بين القرنين الرابع والسادس الهجري.
وأضافت أنه تم كذلك اكتشاف قرميد وقطع متنوعة من السيراميك وأوان منزلية من الحديد والفخار وحلقات حديدية تستعمل للطرق على الأبواب وغيرها.
ويحتوي الموقع طبقات جوفية أثرية لمختلف الحقب الحضارية والتاريخية بدءا بعصور ما قبل التاريخ إلى العصور الإسلامية أي الفترة الممتدة ما بين القرن الرابع هجري (10 ميلادي) والسادس هجري (12 ميلادي).
وأثبتت التحريات أن الموقع يتضمن مدينة تاريخية اسمها (مرسى الدجاج) اشتهرت في الفترة الإسلامية وعرفت قديما باسم (روسوبيكاري) حيث تم بناؤها على أنقاض مرفأ (روسوبيكاري) الذي شيده القرطاجيون خلال القرن السادس قبل الميلاد.
وتفيد المصادر بأن هذه المدينة تعرضت سنة 1225 بعد الميلاد لهجوم عسكري بقيادة (يحي بن أبي غانية الميورقي) الذي ثار على (الموحدين) فهدم هذه الدولة الموحدية ولم يتم تعميرها بعد ذلك ما أدى إلى تحولها لأطلال غطتها الرمال لقرون من الزمن ولم يكتشف مكانها إلا سنة 2006.