قامت إسرائيل خلال الساعات الماضية بتصعيد واضح في عدد من المناطق في القطاع، وهو التصعيد الذي بلغ ذروته مع دخول الدبابات إلى القطاع اليوم.
مركز رصد للدراسات السياسية والاستراتيجية في لندن قال في ورقة تقدير موقف إنه ومنذ بداية الحرب على غزة، كان رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، مصممًا على التصعيد العسكري بهدف القضاء على حركة حماس. تصعيده كان يهدف إلى استعادة الردع الإسرائيلي بعد الهجمات المتواصلة من غزة، بما في ذلك عمليات إطلاق الصواريخ والهجمات على الأراضي الإسرائيلية. ورغم ما يواجهه من ضغوط داخلية، كان نتنياهو يسعى لتوجيه ضربة قاسية لحماس بهدف تقويض بنيتها العسكرية والسياسية، وهو ما يوضح رغبة إسرائيل في أن تبقى حماس ضعيفة وغير قادرة على تهديد أمنها في المستقبل القريب.
وقد ظهر التصعيد الإسرائيلي على الأرض من خلال الغارات الجوية المستمرة على غزة، والتي أسفرت عن سقوط العديد من الضحايا الفلسطينيين ودمار هائل في البنية التحتية. كما تم توسيع العمليات العسكرية البرية لتشمل مناطق جديدة داخل القطاع، مما جعل الحرب تزداد تعقيدًا وعنفًا.
وتشير الورقة إلى أنه وفي خضم التصعيد العسكري، ظهرت العديد من الأصوات العربية التي انتقدت حركة حماس بشكل علني. هذه الأصوات شملت أيضًا شخصيات فلسطينية ومؤسسات تابعة للسلطة الفلسطينية.
في السياق ذاته، أشارت الورقة إلى عودة إيتمار بن غفير لتولي وزارة الأمن القومي في إسرائيل، ما زاد من تطرف الحكومة الإسرائيلية الحالية. يُعرف بن غفير بتوجهاته المتشددة وآرائه العدائية تجاه الفلسطينيين، مما يُتوقع أن يؤدي إلى تصعيد إضافي وتوسيع العمليات العسكرية داخل القطاع. عودته للحكومة تمنح نتنياهو غطاءً سياسيًا داخليًا للاستمرار في العمليات العسكرية، وتساهم في تعزيز سياسة اليد الحديدية التي تتبناها إسرائيل في غزة.
وناقشت الورقة تداعيات المشهد الدولي، فقد ازدادت التصريحات والتهديدات من الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، الذي أظهر دعمًا قويًا لإسرائيل في تصعيدها ضد حماس. ترامب عبر عن تأييده للضربات الجوية الإسرائيلية، مبررًا إياها بأنها ضرورية لضمان أمن إسرائيل، وأعرب عن استعداده لمساندة نتنياهو في تحقيق أهدافه العسكرية.
وفي ظل موقفه المتشدد، سعى ترامب إلى تقديم الدعم السياسي والعسكري لإسرائيل، وهو ما قد يساهم في زيادة الضغط الدولي على حماس، ولكن أيضًا قد يفاقم من حالة الاستقطاب بين الدول العربية وداعمي القضية الفلسطينية في مختلف أنحاء العالم. كانت تحركات ترامب في هذا السياق محط انتقاد من بعض القوى الدولية والعربية التي ترى في دعمه المستمر لإسرائيل تبريرًا للممارسات الإسرائيلية في غزة.
وعن خلاصة ما يجري تقول الورقة إنه وفي مجمل الوضع الراهن، الحرب على غزة تمثل تصعيدًا في صراع طويل الأمد بين إسرائيل وحماس، حيث يسعى كل طرف لتحقيق أهدافه الاستراتيجية على حساب الآخر.
في الوقت ذاته، يواصل الرئيس ترامب دعم إسرائيل بقوة، فيما تمنح عودة بن غفير للحكومة بعدًا إضافيًا من التشدد، ما يضع ضغوطًا إضافية على مواقف الدول العربية وعلى المساعي الفلسطينية لتحقيق تسوية عادلة.