في خطوة متوقعة صباح اليوم، أصدر الجيش الإسرائيلي قرارًا بتوسيع رقعة القتال في قطاع غزة، حيث حث الفلسطينيين على مغادرة منطقة رفح الواقعة جنوب القطاع.
ويأتي هذا القرار في وقت تتصاعد فيه معاناة المدنيين في غزة، وتزداد فيه مأساة الشعب الفلسطيني بشكل دراماتيكي، مما يثير تساؤلات حول مستقبل الصراع واحتمالات التوصل إلى تسوية سياسية.
مركز رصد للدراسات السياسية والاستراتيجية وضع ورقة تقدير موقف ناقشت هذه الخطوة ، وهي الورقة التي عرضت عدد من النقاط ومنها :
أولًا: المعاناة المتواصلة للفلسطينيين
حيث تستمر معاناة الفلسطينيين في قطاع غزة منذ بداية التصعيد العسكري الأخير، ويبدو أن الوضع يتدهور بشكل سريع. تطال الهجمات الإسرائيلية المدنيين بشكل مباشر، حيث تتعرض البنية التحتية للقطاع لأضرار جسيمة، مما يزيد من معاناة السكان المحليين. ومع إعلان الجيش الإسرائيلي توسيع رقعة القتال إلى منطقة رفح، يواجه المدنيون في هذه المنطقة تهديدات جديدة تعمق معاناتهم. آلاف العائلات تجد نفسها في مواجهة وضع إنساني بالغ الصعوبة، وسط نقص حاد في المواد الأساسية مثل الغذاء والماء، فضلاً عن انهيار المنظومة الصحية بسبب نقص الأدوية والمعدات.
ثانيًا: لا نية للتهدئة من جانب رئيس هيئة الأركان
من الواضح أن رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي إيال زامير والحديث للورقة ، لا يظهر أي نية نحو تهدئة أو وقف العمليات العسكرية في قطاع غزة في المستقبل القريب. التصريحات الأخيرة له تشير إلى تصميمه على مواصلة العمليات العسكرية حتى تحقيق أهداف إسرائيل المعلنة، والتي تتمثل في ضرب البنية التحتية لحركة حماس، وهو ما يعكس التوجه الإسرائيلي نحو استكمال القتال دون تقديم أفق للتهدئة. في ظل هذا الوضع، يستمر الضغط على المدنيين الفلسطينيين الذين لا يملكون سوى الخيار الصعب بين البقاء في مناطق القتال أو محاولة الفرار إلى مناطق أخرى قد تكون أكثر أمانًا، إلا أن هذا لا يضمن لهم الحماية من الهجمات.
ثالثًا: العمل على تحويل القطاع إلى منطقة خربة
من الواضح أن استراتيجية الجيش الإسرائيلي تهدف إلى تدمير البنية التحتية في قطاع غزة بشكل كامل، في مسعى لتحويله إلى منطقة خربة لا يستطيع أي طرف من الأطراف الفلسطينية استخدامها أو استغلالها مجددًا. وقد أظهرت الوقائع على الأرض أن الهجمات الإسرائيلية لا تميز بين المدنيين والمسلحين، وهو ما يعكس تكتيكًا عسكريًا يسعى إلى تحقيق "أهداف استراتيجية" على حساب حياة المدنيين. هذا التوجه في التصعيد العسكري يزيد من تدهور الوضع الإنساني ويجعل العودة إلى الحياة الطبيعية أمرًا بعيد المنال، مما يفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع.
وفي الخاتمة تقول الورقة إن قرار توسيع رقعة القتال في رفح من قبل الجيش الإسرائيلي يعكس التصعيد المستمر في النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، ويزيد من معاناة الفلسطينيين في غزة بشكل غير مسبوق. مع استمرار الحصار والضغط العسكري، فإن فرص التوصل إلى تسوية سياسية أو حتى تهدئة قصيرة الأمد تبدو بعيدة المنال. من المهم أن يتدخل المجتمع الدولي بشكل عاجل لوقف هذه الدوامة العنيفة وإنقاذ حياة المدنيين الفلسطينيين الذين باتوا يدفعون الثمن الأكبر في هذه الحرب.