جهود مكثفة من الوسطاء نحو استئناف اتفاق الهدنة في قطاع غزة، الذي انهار قبل 3 أسابيع، عبر تحركات واتصالات أميركية ومصرية بصورة أكبر، وسط تصعيد إسرائيلي يتسع، وحديث من «حماس» عن مساعٍ لـ«اتفاق قريب».
وبتقديرات خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، فإن سياسة حافة الهاوية، التي ينتهجها رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو بالتصعيد في غزة منذ انهيار الهدنة في 18 مارس الماضي، قد تصطدم بالتحرك نحو مفاوضات جديدة تقود لاتفاق قريب بناء على مؤشرات عديدة خلال الأيام الأخيرة.
وأكّد عضو المكتب السياسي لـ«حماس» حسام بدران، في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»، «استمرار الاتصالات والمتابعات مع الوسطاء من أجل وقف حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة»، مضيفاً: «نحن على تواصل وتشاور وتنسيق دائم مع الفصائل الفلسطينية الرئيسية لتوحيد المواقف حول مجمل الأمور، والجميع يدرك أن نتنياهو وحكومته هم من يعطلون أي اتفاق، خصوصاً بعد خرقهم الواضح لاتفاق 17 يناير الماضي»، نافياً وجود وفد للحركة في القاهرة حالياً.
وفيما أفادت مصادر بحركة «حماس» لـ«الشرق الأوسط»، بأن الرئيس الأميركي دونالد ترمب بنى تصريحاته خلال لقائه نتنياهو، في واشنطن، على «مواقف إيجابية خلال الأيام الأخيرة». وأشارت إلى أن «واشنطن عادت لتكثيف نشاطاتها بالملف، لمحاولة تحقيق اتفاق قريباً».
وخرج ترمب، في لقاء مع نتنياهو، متحدثاً عن أن العمل جارٍ لتحرير الرهائن، وتمنى أن «تتوقف الحرب قريباً»، فيما قال رئيس وزراء إسرائيل: «نحن نعمل حالياً على اتفاق آخر، نأمل أن ينجح، ونحن ملتزمون بتحرير جميع الرهائن».
وعلى مدار شهر مارس الماضي، تعثرت 3 مقترحات للتهدئة، أولها أميركي قدّمه مبعوث ترمب للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، في 13 من الشهر ذاته، لم تقبله «حماس»، وتلاه مقترح مصري، واختتم الشهر بثالث إسرائيلي، من دون أن تفلح الجهود في التوافق على أعداد المطلق سراحهم من الرهائن، ما أدّى إلى تعثر المفاوضات التي تحاول وقف انهيار اتفاق وقف إطلاق النار المبرم في 19 يناير الماضي، قبل أن تعلن «هيئة البثّ الإسرائيلية»، الجمعة، عن مقترح مصري جديد.
وبحسب تقديرات عضو «المجلس المصري للشؤون الخارجية»، الأكاديمي المتخصص في الشؤون الإسرائيلية، الدكتور أحمد فؤاد أنور، فإن هناك مؤشرات تتصاعد نحو إعادة تثبيت الهدنة قريباً، منها حديث ترمب ونتنياهو بالبيت الأبيض، ورغبة «حماس» في إتمام ذلك لإدخال المساعدات الإغاثية للقطاع في أسرع وقت وجهود متواصلة من القاهرة والوسطاء، مشيراً إلى أن هناك إيقاعاً أميركياً مختلفاً هذه المرة، ويبدو أنه «سيكبح سياسة حافة الهاوية الإسرائيلية بضغوط جديدة قبل زيارة ترمب إلى المنطقة».
السفير الفلسطيني الأسبق لدى مصر، بركات الفرا، أضاف مؤشراً إضافياً متعلقاً بالضغوط والخلافات التي يواجهها نتنياهو في داخل إسرائيل، والتي قد تجعله يقبل بهدنة مؤقتة للهروب منها وتهدئة الرأي العام، موضحاً: «لكن هذا يتوقف على ضغط أميركي، خاصة أن طريقة استضافة ترمب لنتنياهو تعبر عن جفاء، وبالتالي قد نرى ضغطاً منه نحو اتفاق قريب للتهدئة بغزة».
ورغم تلك المؤشرات التي تتصاعد، فإنه لا يزال الجيش الإسرائيلي يواصل ميدانياً التصعيد في غزة. وأعلن، أنه يواصل العملية البرية في قطاع غزة، وقالت القوات الإسرائيلية إنها استهدفت «قيادياً بارزاً في حركة حماس» من دون ذكر اسمه.