أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس اليوم عن إتمام السيطرة الإسرائيلية على محور موراج، الذي يمتد بين خان يونس ورفح، مُؤكّدًا أن المنطقة الواقعة بين محور فيلادلفي ومحور موراج أصبحت جزءًا من "المنطقة الأمنية الإسرائيلية". هذه الخطوة ليست مجرد تحول ميداني، بل تحمل معها أبعادًا استراتيجية كبيرة قد تؤثر على خريطة الصراع في المستقبل القريب.
الممر الجديد، الذي أصبح معروفًا بـ "ممر محور موراج"، ليس مجرد منطقة جغرافية بل يُعد أداة استراتيجية في يد إسرائيل لتحقيق أهداف متعددة في سياق حربها ضد حماس. تعكس هذه الخطوة توجهًا إسرائيليًا لتقسيم القطاع إلى مناطق معزولة، بهدف إضعاف حركة حماس وتفكيك بنيتها العملياتية.
أهداف إسرائيلية متعددة
وفي ورقة تقدير موقف وضعها مركز رصد للدراسات السياسية في لندن ، قال إن إسرائيل تسعى من خلال هذه السيطرة إلى تحقيق عدة أهداف استراتيجية، منها:
1. فصل قوات حماس: يُعتبر الممر أداة لفصل الوحدات المتبقية لحركة حماس بين رفح والشمال والوسط في قطاع غزة، ما يعزلها ويجعلها أكثر ضعفًا. ويُعتقد أن هذا التفكيك سيؤدي إلى انهيار البنية التنظيمية لحماس في المنطقة.
2. ضغط ديموغرافي وسياسي: يُعتقد أن هذه الخطوة جزء من خطة إسرائيلية لزيادة الضغط على سكان رفح، سواء لدفعهم للخروج من المدينة أو لتضييق الخناق عليهم، ما يُمكن أن يكون تمهيدًا لمرحلة جديدة من العملية العسكرية.
3. إغلاق ممرات التهريب: الممر يقطع الطريق بين غزة ومصر عبر محور صلاح الدين (فيلادلفي)، مما يسهم في إغلاق معبر رفح مستقبلاً ومنع تهريب الأسلحة والمعدات إلى داخل القطاع. تعتبر إسرائيل أن هذه الخطوة جزء من استراتيجيتها لمنع تهريب السلاح.
4. تسهيل عمليات البحث عن الأنفاق: الممر الجديد يتيح للقوات الإسرائيلية تسهيل عمليات مسح الأنفاق تحت الأرض ورصدها بفعالية أكبر، مما يُسهم في السيطرة الكاملة على المنطقة الحدودية الحيوية.
دور الممر في مفاوضات الأسرى
ما يجعل هذه الخطوة أكثر إثارة هو توقيتها، الذي يتزامن مع الجهود الدبلوماسية الدولية المبذولة لتحرير الأسرى الإسرائيليين من قطاع غزة. يُطرح تساؤل حول ما إذا كانت هذه السيطرة على محور موراج قد تُستخدم كأداة ضغط إضافية في المفاوضات غير المباشرة مع حماس بشأن ملف الأسرى. يعتقد بعض المحللين أن إسرائيل قد تستخدم هذا الممر كـ "ورقة تفاوض" لتعزيز موقفها في أي مفاوضات مستقبلية.
المرحلة التالية في غزة
لا تقتصر التداعيات على المستوى العسكري فحسب، بل تُثير هذه التطورات تساؤلات حول المرحلة التالية في الحملة العسكرية. إذا ما تلقت القوات الإسرائيلية الضوء الأخضر من القيادة السياسية، قد يفتح هذا الطريق لتنفيذ عمليات أوسع في رفح وربما نحو الحدود المصرية، مما قد يؤدي إلى تصعيد جديد في المعركة.
وتوصلت الورقة إلى الخلاصة ، وهي إن السيطرة على محور موراج وتطويق رفح تمثل خطوة استراتيجية هامة بالنسبة لإسرائيل، تحمل في طياتها تأثيرات بعيدة المدى على الوضع العسكري والسياسي في غزة. هذه التحولات تعكس تغيرًا جذريًا في خريطة المعركة وتثير تساؤلات حول ما إذا كانت هذه الخطوة بداية النهاية لمعارك غزة أم مجرد مرحلة جديدة من التصعيد المنتظر.