قال مسؤولان إسرائيليان اليوم الثلاثاء إن إسرائيل تدرس رد حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) على مقترح لوقف إطلاق النار في غزة لمدة 60 يوما يتم خلالها إطلاق سراح نصف الرهائن الإسرائيليين الذين لا يزالون محتجزين في القطاع.
لكن أحد المصدرين أكد أنه يتعين إطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين من أجل إنهاء الحرب.
واكتسبت جهود وقف القتال زخما جديدا خلال الأسبوع المنصرم بعد أن أعلنت إسرائيل عن خطط لشن هجوم جديد للسيطرة على مدينة غزة.
وتبذل مصر وقطر جهودا حثيثة لاستئناف المحادثات غير المباشرة بين الجانبين بشأن خطة لوقف إطلاق النار تدعمها الولايات المتحدة.
وقال قيادي في حماس إن المقترح يتضمن الإفراج عن 200 مدان فلسطيني من سجون إسرائيل وعدد لم يحدد من النساء والقصّر المعتقلين مقابل إطلاق سراح عشرة رهائن أحياء وإعادة 18 من جثث الرهائن من غزة.
وأكد مصدران أمنيان مصريان هذه التفاصيل، وأضافا أن حماس طلبت أيضا الإفراج عن مئات المعتقلين من غزة.
وتقول إسرائيل إنه لا يزال هناك 50 رهينة إجمالا في غزة وإن 20 منهم على قيد الحياة.
وقال مصدر سياسي إسرائيلي «سياسة إسرائيل ثابتة ولم تتغير. تطالب إسرائيل بإطلاق سراح الخمسين رهينة وفقا للمبادئ التي حددها مجلس الوزراء الأمني لإنهاء الحرب. نحن في مرحلة الحسم النهائي لحماس ولن نترك أي رهينة خلفنا».
وعلى الرغم من الإصرار على هذا الموقف فإن المصدر لم يشر إلى رفض المقترح المطروح.
وقال مسؤولان إسرائيليان إن من المتوقع أن يعقد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو محادثات بشأن مقترح وقف إطلاق النار قريبا. وذكر مسؤول فلسطيني مقرب من المحادثات أن من المتوقع أن ترد إسرائيل خلال اليومين المقبلين.
وقبل أن ترد حماس أمس الاثنين على المقترح، استبعد نتنياهو أي اتفاق لا يتضمن إعادة جميع الرهائن.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري إن المقترح «سيتضمن مسارا للوصول إلى اتفاق شامل لإنهاء الحرب».
ويتضمن المقترح انسحابا جزئيا للقوات الإسرائيلية، التي تسيطر حاليا على 75 بالمئة من القطاع، وإدخال مزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة التي يتعرض سكانها، وعددهم 2.2 مليون نسمة، بشكل متزايد لخطر المجاعة.
ووافقت إسرائيل في وقت سابق على الخطوط العريضة التي قدمها المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، لكن المفاوضات تعثرت بسبب بعض التفاصيل.
ووصلت أحدث جولة من المحادثات بين الطرفين إلى طريق مسدود في يوليو تموز.
وبينما كانت القيادة السياسية في إسرائيل تدرس كيفية الرد، التقى وزير الدفاع يسرائيل كاتس بقادة عسكريين اليوم الثلاثاء. وكتب إيتاي بلومنتال، المراسل العسكري لهيئة البث العامة الإسرائيلية (راديو كان)، على منصة إكس أن الاجتماع يهدف إلى الموافقة على خطط للسيطرة على مدينة غزة. وأشار المنشور إلى أربع مراحل للخطط، هي إقامة بنية تحتية إنسانية في جنوب قطاع غزة، وإخلاء مدينة غزة وتطويقها والمناورة لدخولها.
وتشير تقديرات إلى أن آلاف الأشخاص الذين يخشون هجوما بريا إسرائيليا وشيكا قد فروا من المنطقة خلال الأيام القليلة الماضية إلى نقاط في غرب وجنوب القطاع.
وعلى الأرض، لا توجد أي مؤشرات على قرب التوصل إلى وقف لإطلاق النار. وقال مسؤولو الصحة في غزة إن 20 فلسطينيا على الأقل قُتلوا اليوم جراء ما تقوم به إسرائيل من إطلاق نار وقصف بالمدفعية وغارات جوية.
وفي ملجأ بخان يونس، جنوب القطاع، تباينت مشاعر النازحين حول إمكان التوصل إلى اتفاق هذه المرة.
وقال عبد الله الخواجة «في كل مرة كان يتعنت الاحتلال ويرفض ويستقبل المقترحات بالردود السلبية، أتوقع ذلك أيضا في هذا المقترح».
وجلست نساء قرب مواقد من الحطب لإعداد وجبات الطعام لعائلاتهن، في حين كان الرجال يملؤون عبوات بلاستيكية بالماء، وعبر كثيرون عن أملهم في أن توافق إسرائيل على المقترح.
وقال عوض لبدة «أنا توقعاتي الشخصية ومجريات الأخبار ومجريات الأحداث أن يكون الرد الإسرائيلي بالإيجاب».
* متظاهرون إسرائيليون يطالبون بالتوصل إلى اتفاق
في إسرائيل، دفع التهديد بالهجوم عشرات الآلاف من الإسرائيليين يوم الأحد إلى تنظيم عدد من أكبر الاحتجاجات منذ اندلاع الحرب، مطالبين بالتوصل إلى اتفاق لإنهاء القتال وإطلاق سراح من تبقى من الرهائن المحتجزين في قطاع غزة.
ويواجه نتنياهو ضغوطا من شركائه في الحكومة اليمينية المتطرفة المعارضين لإبرام هدنة مع حماس.
ويدعو الوزيران بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن جفير إسرائيل إلى مواصلة الحرب حتى هزيمة حماس وضم غزة.
وطالبت جماعات تمثل عائلات الرهائن الإسرائيليين بإعادة ذويهم إلى إسرائيل وإنهاء الحرب.
وقال القيادي في حماس عزت الرشق «المقترح الذي وافقنا عليه يركز على صفقة جزئية ويفتح المجال للتوصل إلى اتفاق شامل يحقق وقفا كاملا للحرب».
وذكر مصدر مطلع على المحادثات أن حماس، وعلى عكس الجولات السابقة، قبلت المقترح دون أي مطالب أخرى. لكن احتمالات التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب تبدو ضئيلة، إذ لا تزال هناك فجوات واسعة بين شروط الجانبين. وتطالب إسرائيل الحركة بإلقاء سلاحها ومغادرة قادتها غزة، وهي شروط ترفضها حماس علنا حتى الآن.