صرّح نائب الرئيس التنفيذي لـ نماء الخيرية بجمعية الإصلاح الاجتماعي، الأستاذ عبدالعزيز الكندري: "إن قضية محو الأمية تمثل إحدى القضايا الإنسانية والتنموية الأكثر إلحاحًا في عالمنا اليوم، فهي ليست مجرد تعليم للقراءة والكتابة، بل هي مدخل أساسي للكرامة الإنسانية، والتنمية المستدامة، والسلام الاجتماعي وتشير تقديرات اليونيسكو إلى أن ما يزيد على 771 مليون شخص حول العالم، معظمهم من النساء والشباب، ما زالوا يفتقرون إلى أبسط مهارات القراءة والكتابة، وهو ما يشكل عائقًا أمام نهوض المجتمعات وتقدمها.

وأضاف الكندري بمناسبة اليوم الدولي لمحو الأمية الذي يوافق الثامن من سبتمبر من كل عام: إننا في نماء الخيرية، وامتدادًا لدور جمعية الإصلاح الاجتماعي، نولي التعليم أولوية قصوى من خلال مشروعات نوعية مثل علمني ولك أجري، كفالة طالب العلم الجامعي، مركز التعليم للجميع، وغيرها من المبادرات التي استفاد منها آلاف الطلبة داخل الكويت وخارجها خلال السنوات الماضية، وهذه المشاريع تؤكد التزامنا العملي بالمساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وخاصة الهدف الرابع المتعلق بضمان التعليم الجيد والشامل والمنصف للجميع.

وتابع الكندري: نؤكد في هذه المناسبة أن محو الأمية ليس ترفًا، بل حق أصيل من حقوق الإنسان، ووسيلة لتعزيز المساواة بين الجنسين، ومحرك رئيسي للتنمية البشرية والاجتماعية، ومن هنا فإننا ندعو مؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص إلى مضاعفة الجهود، وتبني برامج تعليمية وتدريبية مبتكرة تستجيب لاحتياجات الأفراد والمجتمعات، وتفتح أمامهم آفاق المستقبل.

وأوضح أن هذا اليوم يحمّلنا مسؤولية مشتركة لإعادة التفكير في أساليب التعليم، وتوسيع مجالات محو الأمية لتشمل الجوانب التقنية والرقمية والثقافية، حتى نهيئ الأجيال القادمة لمواكبة التغيرات المتسارعة في العالم، ونحن في نماء الخيرية نلتزم بأن نكون شريكًا فاعلاً في هذا المسار، مستندين إلى قيمنا الإنسانية والإسلامية، ورؤيتنا لخدمة المجتمع الكويتي والأمة جمعاء."

وبين الكندري أن نماء الخيرية، وامتدادًا لدور جمعية الإصلاح الاجتماعي، جعلت من دعم التعليم ومكافحة الأمية محورًا استراتيجيًا لعملنا التنموي، فقد نفذت خلال السنوات الأخيرة عددًا من المشاريع التعليمية النوعية التي استفاد منها آلاف الطلاب والطالبات داخل الكويت وخارجها، ومن أبرز برامجنا مشروع "علمني ولك أجري" الذي يخفف أعباء الرسوم الدراسية عن الطلبة غير القادرين، ويدعمهم بالحقائب الدراسية اللازمة، حيث يستفيد منه آلاف الطلبة سنويًا، بالإضافة إلى مشروع كفالة طالب العلم الجامعي الذي مكّن مئات الطلبة من مواصلة تعليمهم الجامعي دون انقطاع ومركز التعليم للجميع الذي يقدم برامج تطويرية لطلبة التعليم العام.

واختتم الكندري تصريحه قائلا: إننا في نماء الخيرية لا ننظر للتعليم فقط كوسيلة لمحو الأمية التقليدية، بل نتبنى مفهومًا أشمل يشمل الأمية التقنية والرقمية والثقافية، حتى يتمكن الفرد من مواكبة تحديات العصر والمشاركة الفعّالة في التنمية، وفي هذه المناسبة، ندعو شركاءنا من المؤسسات الحكومية والخاصة والمجتمع المدني إلى مضاعفة الجهود لتحقيق تعليم شامل ومنصف للجميع، والعمل معًا من أجل مستقبل خالٍ من الأمية، يكون فيه التعليم جسرًا للكرامة الإنسانية، ووسيلة لتمكين الإنسان، وضمانة لتحقيق التنمية المستدامة والسلام المجتمعي."