تواجه صفقة طائرات أميركية «إف-15» إلى مصر عقبات عديدة تعرقل إتمامها، ما يجعل واحدة من أبرز الصفقات المنتظرة في المنطقة منذ عقود باقية في طور المحادثات من دون الانتقال إلى التنفيذ.
وكشف تقرير لموقع «تاكتيكال ريبورت» أن محادثات البلدين دخلت مرحلة جديدة من الاهتمام رغم الجمود الذي خيّم عليها طوال الأشهر الماضية، وأن المفاوضات ما زالت قائمة دون إعلان رسمي.
ورغم التصريحات الأميركية السابقة التي أشارت إلى نية تسليم المقاتلات لمصر، وأبرزها ما جاء على لسان قائد القيادة المركزية فرانك ماكنزي حينما كان بمنصبه عام 2022، لم يصدر أي إعلان رسمي من الإدارة الأميركية إلى الكونغرس يؤكد التزاماً واضحاً بالصفقة، أو جدولاً زمنياً للتنفيذ.
وقال خبراء لـ«الشرق الأوسط» إن التوازن العسكري مع إسرائيل يعد أبرز أسباب عراقيل الصفقة، كما أن جماعات الضغط الإسرائيلية تدفع باتجاه تصدير الملف الحقوقي المصري ليكون في واجهة الاعتراضات على إتمامها، وأن القاهرة في المقابل لديها «صبر استراتيجي» انتظاراً لما ستؤول إليه المباحثات، وأمامها خيارات عديدة لتنويع مصادر تطوير سلاح الطيران من المعسكر الشرقي.
وبحسب ما جاء في تقرير «تاكتيكال ريبورت»، وهو موقع استخباراتي يهتم بأوضاع المنطقة، فإنه «رغم العراقيل، هناك تقدّم بارز في المباحثات بين القاهرة وواشنطن بشأن صفقة مقاتلات من طراز (إف-15)، في أعقاب الزيارة التي قام بها عنصر رفيع المستوى من الجانب المصري إلى البنتاغون منتصف هذا العام».
الباحث بـ«المركز المصري للفكر والدراسات» خبير الأمن القومي، اللواء محمد عبد الواحد، أكد أن القاهرة لديها رغبة في اقتناء هذه الطائرات منذ عقود، لكنها دائماً ما كانت تصطدم بإرجاء تنفيذها بسبب ضغوطات غربية تسعى للحفاظ على تفوق عسكري لصالح إسرائيل.
وأوضح في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «لجأت مصر إلى روسيا والصين للحصول على بدائل، وهو ما حرك الجمود الأميركي، غير أن الصفقة بقيت بعيدة عن التنفيذ، ومع الدور المصري الأخير في وساطة وقف إطلاق النار شعرت الولايات المتحدة بأن القاهرة تعد شريكاً مهماً، وحدث تغيُر في توجه الإدارة الأميركية نحو الانفتاح على إبرام الصفقة».
لكنه شدد في الوقت ذاته على «أن الوفد العسكري المصري الذي زار واشنطن في يوليو من هذا العام تباحث بشكل تفصيلي حول الصفقة وأعداد الطائرات، وبدا أن هناك وعوداً أميركية لإتمامها، غير أن ذلك لم تتم ترجمته حتى الآن، ما يشير إلى أنها ما زالت تراوح مكانها ».
وبحسب ما أكده عبد الواحد وما ذهب إليه مصدر أميركي مطلع على سير المباحثات أيضاً، فإن القاهرة تطلب النسخة الحديثة «أي إكس إيغيل 2» وهي نسخة مطورة من طرازات «إيغيل» الأقدم.