وصل الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع، الذي غير اسمه سابقًا من أبو محمد الجولاني، إلى واشنطن في 9 نوفمبر 2025، في أول زيارة رسمية لرئيس سوري إلى البيت الأبيض منذ عقود، مما يمثل تحولًا دراماتيكيًا في العلاقات السورية الأمريكية.
جاءت الزيارة بعد يومين فقط من إلغاء الولايات المتحدة تصنيفه الشخصي كـ”إرهابي عالمي”، وهي الزيارة الخارجية الـ20 له في أقل من 12 شهرًا، تعكس جهود دمشق الدؤوبة لإعادة بناء الجسور الدولية.
وفقًا لوكالة الأنباء السورية (سانا)، ركزت الزيارة على تعزيز الشراكة الأمنية والاقتصادية، وسط أجواء إيجابية أثارت تفاعلات واسعة على وسائل التواصل، حيث نشر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب صورًا مشتركة أشادت باللقاء كـ”خطوة تاريخية نحو السلام في الشرق الأوسط». هذا التحول يأتي بعد سنوات من العزلة، حيث يسعى الشرع إلى رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا منذ 2011، مما يفتح آفاقًا للاستثمارات الأمريكية في إعادة الإعمار.
بدأ الرئيس الشرع محادثاته في البيت الأبيض يوم 10 نوفمبر بلقاء الرئيس ترامب، حيث أكد ترامب في بيان رسمي أن “واشنطن تعمل مع دمشق لمكافحة الإرهاب وتحقيق الاستقرار الإقليمي”، مشيرًا إلى إمكانية انضمام سوريا إلى التحالف الدولي ضد “داعش».
غطت النقاشات مواضيع مثل مكافحة الإرهاب، إعادة توطين اللاجئين، وتطبيع العلاقات مع إسرائيل، مع التأكيد على “التفاصيل المعقدة للسلام في الشرق الأوسط” كما وصفها ترامب في منشور على “تروث سوشيال».
كما التقى الشرع بمسؤولين في وزارة الخارجية الأمريكية وممثلين عن الكونغرس، حيث كشفت الخارجية السورية عن مناقشات حول بروتوكولات التعاون العسكري، بما في ذلك تدريب القوات السورية على مكافحة الجماعات المتطرفة. أثارت الصور الرسمية للقاء تفاعلات ساخنة على “إكس”، حيث رأى البعض فيها “دليلًا على نجاح الشرع في إعادة توجيه سوريا نحو الغرب”، بينما انتقد آخرون الزيارة كـ”خيانة للمقاومة”، مما يعكس الانقسامات الإقليمية.
وأعلنت وزارة الداخلية السورية، في 9 نوفمبر، عن إطلاق حملة أمنية واسعة النطاق ضد خلايا “داعش” النائمة في محافظة دير الزور شرقي البلاد، بالتعاون مع جهاز الاستخبارات العامة، مما أسفر عن اعتقال عشرات المشتبه بهم وتفكيك شبكات تخطيط لعمليات إرهابية.
وفقًا للمتحدث باسم الوزارة، نور الدين البابا، استندت الحملة إلى معلومات استخباراتية دقيقة كشفت عن محاولات لاستهداف مؤسسات حكومية وشخصيات رسمية، بما في ذلك إحباط مؤامرتين لاغتيال الرئيس الشرع نفسه.
شملت العمليات مدنًا مثل دير الزور والرقة، حيث تم ضبط أسلحة ومتفجرات، واعتقال شخصيات بارزة مثل عبد الإله الجميلي، المتهم بتورط في تفجيرات سابقة، رغم بعض الشكوك حول تكرار الإعلان عن اعتقاله.
أكدت الوزارة أن هذه الحملة “استباقية” لتعزيز الأمن الداخلي، وسط تراجع ملحوظ في نشاط التنظيم، مما يعكس تحسنًا في قدرات الجهاز الأمني السوري بعد التحولات السياسية الأخيرة.