يشكل متحف الشارقة للحضارة الإسلامية التابع لهيئة الشارقة للمتاحف وجهة سياحية يتوافد عليها الزائرون من مختلف الجنسيات للتعرف على الحضارة الإسلامية وعوامل الإبداع التي أَثْرت بها العديد من المجالات وذلك عبر باقة من المقتنيات النفيسة. 
 ويكتسي المتحف - الذي يفتح أبوابه مجاناً للزوار طيلة أيام شهر رمضان المبارك - رونقاً خاصاً في الشهر الفضيل ليكشف لنا عبر التجول في قاعاته عن جزء كبير من تاريخ الحضارة الإسلامية المتجسد في مقتنيات المتحف عموماً بينما توفر المعروضات في قاعة أبو بكر للعقيدة الإسلامية تعريفاً بالدين الإسلامي حيث تستقبل القاعة زوارها بشرح مبسط لأركان الإسلام الخمسة، “الشهادة، والصلاة، والزكاة، والصيام، والحج” بينما يروي قسم آخر خطوات ومراسم الحج بما في ذلك التحضير والطواف بالإضافة إلى عرض مجسم للحجر الأسود مع شرح لأهميته عند المسلمين، فضلاً عن عرض جزء من كسوة الكعبة المكرمة يصاحبه شرح عن عملية إعداد الكسوة وتاريخها.   وتضم القاعة كذلك مجموعة كبيرة من الصور للكعبة المشرفة والمسجد الحرام في مكة ومناطق أخرى من المملكة العربية السعودية بين عامي 1920 و1960 وصورة للصخرة التي وقف عليها النبي إبراهيم عليه السلام أثناء بناء الكعبة. 
وفي قسم آخر من القاعة يتعرف الزائر على تاريخ تطور فن التجليد في الحضارة الإسلامية، من خلال استعراض العشرات من مخطوطات القرآن الكريم التي يعود بعضها إلى القرن السابع الميلادي، وتشمل نسخة منسوبة إلى الخليفة عثمان بن عفان 644 - 656 م فيما الأصل محفوظ في قصر طوب قابي في اسطنبول. 
 كما تعكس القاعة دور المساجد كمراكز اجتماعية وتعليمية من خلال قسم يعرض تاريخها ودورها وأساليبها المميزة المستوحاة من التبادل الثقافي بين الحضارة الإسلامية وغيرها. 
 ويسهم المتحف الذي يستقبل أعداداً كبيرة من الزوار غير المسلمين في توفير إجابات عن التساؤلات حول العقيدة والحضارة الإسلامية وتوضيح تأثيرها على الحضارات الأخرى ليس من خلال مقتنياته فحسب بل ومن خلال المعارض التي يستضيفها حيث وضحت منال عطايا، مدير عام هيئة الشارقة للمتاحف أن المعروضات المتاحة في صالات العرض تتحدى التصورات التي قد تكون لدى البعض حول تأثير الإسلام على العالم عبر العصور حيث تبيّن طبيعة انتشاره، وتعكس صورته الحقيقية. 
وقالت عطايا: تعمل الهيئة باستمرار على التعاون مع المؤسسات الثقافية العالمية لتنظيم المعارض المتنوعة الهادفة إلى تحقيق الغاية ذاتها وكان أحدثها معرض “إلهام وروائع .. البندقية وفنون الإسلام”، ومعرض “قطرة بعد قطرة تتساقط الحياة من السماء .. الماء والإسلام والفنون”. 
 وأضافت أن المتحف احتضن مؤخراً “حجر ميمونة” الأثري، الذي يعود للقرن الثاني عشر الميلاد ويعرض للمرة الأولى خارج موطنه في جمهورية مالطا.